تطال العالم اليوم واحدة من الأزمات الاقتصادية المؤثرة والناتجة عن انخفاض أسعار النفط، بالإضافة للأحداث السياسية والأمنية المختلفة التي تضرب في أكثر من مكان من العالم. وهي أزمة دفعت بالكثير من الدول إلى اتخاذ قرارات اقتصادية واجتماعية عميقة، بهدف إحداث معالجة طويلة الأمد تحفظ القيمة والمكانة الاقتصادية لتلك الدول. والأزمة الاقتصادية اليوم تأتي بأسلوب وطريقة مختلفة عما سبقها من أزمات، وذلك لأنها تطل والعالم أيضاً يعيش مخاض سياسي عسير نتيجة لمجموعة من المتغيرات الطارئة في دول عدة، تختلف بقدراتها من قوى عظمى إلى أخرى ناشئة، وصولاً إلى دول ضربتها الثورات وتصارع للبقاء. وفيما تستمر تفاعلات هذه الأزمة بعد نزول أسعار النفط إلى مستويات مؤثرة على ميزانيات الدول، وتحديداً المعتمدة بشكل كبير على النفط، مما دفع بها إلى محاولة التقليل من تأثيرات ذلك بالبحث عن مسارات اقتصادية أخرى، أو الضخ بشكل أكبر في قطاعات قائمة وفي طليعتها السياحة، وبالذات للدول المعروفة باستقرارها الأمني وبالأخص دول الخليج العربي. فالسياحة تستحق اليوم أن تكون رهان تلك الدول في ظل المقومات العديدة التي تمتلكها تلك الدول من دولة إلى أخرى، بالإضافة إلى دول عربية أخرى لديها إمكانات سياحية هائلة تعينها على مواجهة الأخطار الاقتصادية التي تعصف بالعالم. السياحة عُرفت بأنها قطاع اقتصادي مهم وفاعل، وتأتي في كثير من الدول كمصدر دخل قوي ومهم، وتشكل العمود الفقري لميزانيات هـــذه الدول، وفــي دول ثانية تعتبر السياحة مصدر الدخل الثاني بعد النفط، ولكن الآن مع عدم استقرار أسعار النفط وبلوغها مستويات متدنية، أصبح الخيار الأمثل هو التوجه للاستثمار السياحي بمختلف أشكاله وأساليبه وأنماطه التي تختلف من بلد إلى آخر.