رام الله: «الشرق الأوسط» شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعنف هجوم على عضو اللجنة المركزية السابق المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، واتهمه بالمسؤولية عن اغتيال قيادات في الحركة، والمشاركة في اغتيال قائد القسام السابق، ولمح إلى مسؤوليته عن «تسميم» الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كما هاجم خالد إسلام المستشار الرئاسي السابق، والمفاوض والوزير السابق حسن عصفور، واتهم ثلاثتهم بالتآمر والتخابر. وقال عباس، في كلمته أمام المجلس الثوري الاثنين الماضي وبثها تلفزيون فلسطين في وقت متأخر من الأربعاء، إن تحقيقا أجراه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أثبت مسؤولية دحلان عن مقتل ست قيادات فلسطينية، وهم محمد أبو شعبان، وأسعد صفطاوي، وهشام مكي، وخليل الزبن، ونعيم أبو سيف، وخالد محمود شحدة. ورد دحلان فورا على اتهامات عباس باتهامات أخرى. وقال عباس «لماذا قتل هشام مكي؟ (مسؤول تلفزيون فلسطين السابق) كان لسانه طويلا ويتكلم كثيرا، مكي كان يقول على المكشوف، الثالوث الجواسيس، أنا سمعته عشرين مرة. من هم؟ خالد إسلام، ومحمد دحلان، وحسن عصفور». وروى أبو مازن قصصا ضد دحلان من بينها، طلب مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان من القيادي في فتح جبريل الرجوب، بعدم تلبية دعوة من دحلان لشرب فنجان قهوة. وشهادات عن لقاءات بين خالد إسلام ومحمد دحلان، حضرها آخرون قال فيها دحلان: نريد أن نتفق من هو الرئيس المقبل. ومحاولات دحلان الانتقام من الرجوب عبر قصف إسرائيل لمقر الأمن الوقائي في رام الله. وأضاف عباس بعد ذلك «كل هذا الكلام في 2002 و2003 و2004، سؤال سألته لتوفيق وأعيده الآن، من قتل ياسر عرفات؟ هذه ليست إثباتات، وإنما شواهد تستحق النظر إليها، خاصة أننا حائرون من الذي أوصل السم لعرفات». واتهم عباس دحلان وإسلام وعصفور بالاتفاق مع الأميركيين في مفاوضات كامب ديفيد بالضغط على عرفات من أجل التنازل بهدف «إنهاء قضيتنا». وتابع «يضاف إلى ذلك ما يسمى التخابر». وأوضح «عزام الأحمد (عضو اللجنة المركزية لفتح) ذهب إلى لبنان، فقال له وليد جنبلاط: تشغّلون جواسيس معكم؟ أشخاص من عندكم، موجودون بالجنوب اللبناني ويقدمون معلومات لإسرائيل عن مواقع حزب الله، وكذلك في سيناء شخص اسمه يوسف عيسى مع مجموعة للتبليغ عن مواقع لحماس في 2008. فقال عزام: من أعطى هذه الأشياء، فقال جنبلاط: شخص اسمه اللينو، فسأله من مع اللينو؟ فقال: مجموعة تابعة لمحمد دحلان». كما اتهم أبو مازن دحلان وإسلام بمحاولة شراء أسلحة من الإسرائيليين وتوصيلها لسيف الإسلام القذافي أثناء الحرب الداخلية. ومن بين الاتهامات الخطيرة، ما سماه عباس «المحاولة الأولى لاغتيال (قائد كتائب القسام) صلاح شحادة في غزة». وقال عباس «جاء دحلان وقال: صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق، وبعد دقائق سمع انفجار ضخم، فراح دحلان للخارج وعاد وقال: نجا (-..)، ترك البيت قبل دقيقتين من استهدافه». وطعن عباس في ذمتي دحلان وإسلام الماليتين عبر صفقات مع الخارج. وقال إنهما انتهيا للأبد. وأثارت تصريحات عباس جدلا واسعا في الأراضي الفلسطينية وأيد مسؤولون فلسطينيون عباس ودافع محسوبون على دحلان عنه وكالوا الاتهامات للرئيس، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتفنيد الخطاب وإعادة بثه. وطلبت حركة حماس فتح تحقيق جدي فيما جاء على لسان عباس. وعبر القيادي في الحركة والناطق الرسمي باسمها صلاح البردويل عن قلق حركته بشأن التصريحات التي أدلى بها الرئيس عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح بشأن تورط دحلان في اغتيال الشيخ صلاح شحادة القائد العام لكتائب القسام. وقال البردويل، «ما جاء على لسان عباس حول مشاركة دحلان باغتيال الشيخ القائد صلاح شحادة اتهامات بالغة الخطورة». مؤكدا أن المعلومات التي طرحها عباس تحتاج إلى «متابعة وتحقيق شامل». وكانت إسرائيل اغتالت القيادي البارز في حركة حماس صلاح شحادة في 23 يوليو (تموز) 2002 بإلقاء قنبلة كبيرة تزن طنا من المتفجرات على المنزل الذي وجد فيه في حي الدرج بمدينة غزة. ورد دحلان فورا على اتهامات عباس باتهامات أخرى. وقال دحلان في تصريح نشره على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك»: «الشهيد صلاح شحادة رحمه الله اغتيل بقصف إسرائيلي كان هو الأول والأخير، وليس بإمكان أحد أن ينسى ذلك»، متهما الرئيس الفلسطيني بالتضليل. وتعهد بكشف تفاصيل عن اغتيال عرفات، ولماذا أطلق أبو عمار لقب كرزاي فلسطين على عباس، و«لماذا استشاط عباس غضبا في خطابه عن مصالحتي مع الراحل العظيم».