×
محافظة المنطقة الشرقية

منال الشريف تثير الجدل على خطى #فتاة_التحلية

صورة الخبر

الفن يصنع الحضارات، والكويت صانعة للفن والفنانين وداعم حقيقي لهم. نعم، هذه حقيقة وواقع يمكن أن يؤكده كل من حضر الحفل الموسيقي الغنائي في حديقة الشهيد مساء أول من أمس، والذي أحياه الموسيقار الكويتي نواف غريبة إلى جانب 22 شخصاً من «الكورال»، وهم من طلبته في المعهد العالي للفنون الموسيقية إلى جانب نخبة من الموسيقيين هم عبدالله حاجي على آلة «الساكسوفون»، عبدالله هاشم وعادل القطان على «الغيتار»، أحمد القطان على «البيانو»، سعود السعد على «البيز»، البحريني يوسف آدم على آلة «الكونغا»، غانم فرج وطارق كباني، فهد البحري على آلة الناي، إلى جانب المغنين الأساسيين وهم دافي، كارول، نورا قاسم، عمر أفيوني، منتصر الفارسي، حيث وصفهم جميعاً بأصدقائه وليس أعضاء فرقته. وجاء ذلك ضمن مهرجان «التراث المعاصر للموسيقى» حضره جمهور غفير من مختلف الجنسيات ممن اجتمعوا على ثقافة ولغة الموسيقى. قدم غريبة خلال الحفل، الذي امتد ساعة من الوقت تحت السماء الممتلئة بالسحب ووسط الهواء البارد، خلطة فنية بامتياز، متنقلاً بين الفن الهندي ونظرائه الفرنسي والبرتغالي والكويتي أيضاً، متمسكاً بالتراث الكويتي القديم من خلال إعادة إحيائه بصورة معاصرة سواء على صعيد اللحن أو حتى الكلمة، مؤكداً بذلك على نهجه الذي يسير عليه، والمتمثل بفكر التنويع في الألوان الفنية الموسيقية إرضاء لكل الأذواق ولتبادل الثقافات ما بين المستمع الذي سيصبح لديه الفضول في الاستماع إلى لغة غير التي يعرفها. وعلى حد قوله، فإن السلم الموسيقي يضم سبع نغمات موسيقية، فلماذا نلتزم بواحدة فقط ونترك الباقي؟! غريبة في تلك الأمسية كان هو الرسام، فيرسم لوحة فنية ثم يفسح المجال أمام أصدقائه لتلوينها، مؤكداً بذلك أن الحفل ليس له فقط، بل هو لكل من وقف معه على خشبة المسرح، وهو ما جعل منه عملاً فنياً يرقى للعالمية أحياه شباب كويتي يمتلك حساً عالياً وفناً، فقدموا معاً اثنتي عشرة لوحة فنية بدأت مع أغنية قادرية بعنوان «أجراس» للموسيقار غنام الديكان، وهي ما يستخدمها غريبة دائماً في افتتاح حفلاته، فكانت انطلاقة موفقة وقوية جذبت انتباه الحضور منذ الوهلة الأولى، ثم جاءت أغنية «Rumi Blues» من كلمات جلال الدين رومي، التي حصلت على تصفيق حار من الجمهور أدفأ الهواء البارد، تبعتها أغنية «هوا» التي غناها عمر وكارول باللغات العربية والإنكليزية والإسبانية. ومع تفاعل الجمهور الكبير، جاءت أغنية «Giro Giro» بصوت منتصر الفارسي باللغة الإيطالية، والتي أحيا بها أغنية قديمة كانت تغنى أيام الروضة، مدمجاً معها «يا مال»، من ثم قدموا أغنية «إنسان» التي هي في الأساس أغنية «صاح الديك»، لكن تم التعديل على بعض من كلماتها، ومنها تم السفر إلى الهند مع أغنية «يا الله» من كلمات مبشّر سيد. وبعد ذلك تم تقديم أغنية «بختي» التي تعني النقطة الواقعة في وسط الروح وأصلها جاء من اللغة الهندية القديمة. ولإمتاع الحضور، جلس غريبة خلف آلتين موسيقيتين هما «هاند درام» و«زان درام»، وقدم وصلة بعنوان «مولاتي» كانت قريبة في نغماتها إلى موسيقى البلاد الإمبراطوري في اليابان، ومع انتهائه قدموا أغنية باللغة الفرنسية بعنوان «جوجوبي» من كلمات دلال العميري - زوجة نواف - ومعنى اسم الأغنية هو لفاكهة طعمها غريب ممزوج بين طعمي التفاح والتمر. ومن تلك الأجواء الغربية، ومن دون سابق إنذار، دخلت فرقة شعبية كويتية بأزيائها التقليدية على وقع «الطار» قدمت لوناً فنياً كويتياً تراثياً يخص أهل البادية، إلى جانب لوحة أخرى من تراث أهل البحر، فحازت تصفيق وإعجاب الحضور الذين تهافتوا لتصوير المشهد الفني الرائع، ومن ذلك التراث جاءت أغنية «Blue» التي هي من كلمات الشاعر نزار قباني «رسالة من تحت الماء»، لكن تمت ترجمتها حرفيا إلى الإنكليزية وأدخلت معها «توب توب يا بحر»، وختاماً كانت أغنية «Borboleta» التي تعني الفراشة... هذا المخلوق الرائع.