واصلت ندوة دور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات جلساتها في ثاني أيامها، والتي تنظمها جامعة الملك خالد، بالمدينة الجامعية بأبها بمشاركة 30 باحثا وباحثة من مختلف أرجاء الوطن، عبر 6 جلسات خلال يومين. وبدأت جلسات اليوم الثاني والأخير بمشاركة 5 باحثين، وترأسها أستاذ إدارة التعليم العالي بجامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور علي آل زاهر، وكانت أولى الأوراق العلمية لسعادة رئيس اللجنة العلمية للندوة الأستاذ الدكتور صالح أبوعراد، بعنوان الضوابط التربوية لدور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات من منظور التربية الإسلامية، وتحدث فيها عن مفهوم وأهمية حوار الحضارات من منظور التربية الإسلامية، ودور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات من منظور التربية الإسلامية أيضا، والضوابط التربوية لها، إضافة الى الأنموذج المقترح لها. وقدم الورقة الثانية أستاذ كرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي في المملكة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالمحسن السميح، والتي حملت عنوان دور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات، وسلط الضوء من خلالها على خبرات جامعة الامام محمد بن سعود في تعزيز حوار الحضارات، بما يسهم في وصول رسالتها إلى المتخصصين والمهتمين في الأوساط العلمية. من جانبه، سلط الأستاذ الدكتور أحمد الزيلعي في الورقة الثالثة الضوء على تجربة جامعة الملك سعود في حوار الحضارات، والمتمثلة في الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات التي نظمتها جامعة الملك سعود كنموذج. أما في رابع أوراق الجلسة الأولى لليوم الثاني، فأشارت أستاذة تاريخ الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية المشاركة بجامعة الملك خالد الدكتورة نادية الدوسري، إلى المعنى والمفهوم لحوار الحضارات والأهمية والأهداف والتاريخ والمراحل، مؤكدة أن حوار الحضارات أصبح مطلبا ينادي به كثير من المفكرين، بحكم أنه أحد المفاهيم التي فرضتها التغييرات الحاصلة في العلاقات الدولية لفترة ما بعد الحرب الباردة. واختتمت الجلسة بورقة علمية للدكتور زهير الشهري من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بعنوان دور الوعي التاريخي في التواصل الحضاري وإبراز الهوية، والتي أكد فيها وجوب تحديد مفهوم واضح ودقيق للوعي التاريخي الشامل للجوانب التاريخية والحضارية للأمة، إضافة إلى تتبع دور الوعي التاريخي في تحقيق التواصل الحضاري، من خلال المجالات الفكرية والمعرفية والعقلية، ورصد واستقصاء دور الوعي التاريخي في إبراز الهوية، من خلال قدرته على التعريف النوعي بها وعلى تعميقها في الفكر والمشاعر والممارسة، لتتعمق وتتنامى في الأجيال الناشئة. واستهلت الجلسة الثانية من ثاني أيام الندوة والتي ترأسها أستاذ الأدب العربي بجامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور عبدالله حامد، أولى أوراقها من أصل أربع ورقات علمية، بمشاركة عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الأستاذ الدكتور ظافر الشهري، حول كيفية تمثيل حوار الحضارات في المؤسسات الجامعية إشكالا نظريا ورهانا إجرائيا، والتي سعى من خلالها إلى الإفصاح عن مواطن الإشكال، وتبيان ضروب الإحراجات التي تحد من تفعيل إمكانات ظاهرة التلاقح الحضاري وتحقيق ماهيتها التي باتت في أغلب الأحيان أفكارا عصية على الإنجاز. من جانبه، أشار أستاذ التعليم الدولي المقارن، الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية الأستاذ الدكتور علي موسى، في ورقته التي جاءت بعنوان عنوان اللغة ودور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات، إلى أن التركيز على دور اللغة في الجامعات محل اهتمام كبير، لأنها تمثل المنتجات الفكرية والعلمية والتقنية التي تم بها التصنيع في المراكز العلمية التي أنتجت تلك العلوم والمعارف والأنظمة. فيما تحدثت ثالث أوراق الجلسة عن موضوع التعريب سبيل الحوار الحضاري، بين فيها مدير مركز بحوث اللغة العربية بجامعة أم القرى الأستاذ الدكتور سعيد القرني، صلة اللغة بالحضارة، مشيرا في طياتها إلى العريب والتغريب، والتعريب بين الإنتاج والاستهلاك أو التداول، والتعريب والإعلام والتعليم، إضافة إلى التعريب ووسائل التواصل ووسائطه. وشهدت الجلسة الثانية مشاركة كل من عميد معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى الدكتور عادل بانعمة، والأستاذ عبدالرحمن البشري، بتقديم ورقة بعنوان أثر الدرس النحوي في صياغة العقل الحضاري، وكشفا من خلالها شيئا من الصياغة النحوية للعقل، وكيفية إسهام النحو في بناء العقل الحضاري. واختتمت جلسات اليوم بالجلسة الثالثة، والسادسة على مستوى الندوة، برئاسة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك خالد الدكتور سعيد القحطاني، حيث قدمت أولى أوراقها الدكتورة عائشة عبدالحي، من جامعة الملك خالد، بعنوان حوار الحضارات أهميته وآليات تفعيل دور الجامعة في تعزيز الحوار الحضاري، وهدفت إلى الإسهام في نشر ثقافة حوار الحضارات ومفهومه وأهميته، وتنمية مهارات الحوار لدى الطلاب، وتشجيع الأكاديميين على بذل مزيد من الجهود في البحث العلمي، وإنشاء مراكز متخصصة تساعد على تواصل الجامعة مع المحافل الدولية المختصة بحوار الحضارات. وقدم الدكتور أنس المحمد ورقة علمية بعنوان الجامعات العربية مراكز حوار حضاري، أوضح فيها أن الاختلاف بين الأمم والشعوب سنة ماضية، وأن الجامعات كانت ولا زالت حاضنات الفكر في العالم وتعد من أهم مراكز الحضارات العالمية. وبين الأستاذ بكلية الآداب للبنات بجامعة الملك خالد الدكتور محمد بيومي، في ورقة دور معهد الأقليات الإسلامي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في بناء الحوار مع أبناء الأقليات الإسلامية في عهد الملك خالد، وفي السياق أيضا تحدث في الجلسة أيضا الدكتور أحمد الحنيطي في ورقته العلمية عن دور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات، مستخدما الجامعات الأردنية كأنموذج لبحثه، حيث أوضح أن الجامعات الأردنية تميزت في ميدان حوار الحضارات بشكل إيجابي ويجب علينا اتباع تجارب تلك الجامعات والاستفادة منها. يذكر أن آخر جلسات الندوة اختتمت بمشاركة الدكتورة حمسا الدوسري، ببحث عن حوار الحضارات ومفهومه وأهميته والأهداف والضوابط، إضافة إلى المعوقات وعوامل التعزيز، مشيرة إلى أن قضية الحوار خلال نصف القرن الأخير اتخذت أبعادا جديدة تعبر عما طرأ على العلاقات السياسية والثقافية بين الشعوب من تطورات جذرية أسهمت في أن يكون الحوار ذا أهمية خاصة بوصفه هدفا من جهة، وعنصرا مؤثرا في مجمل العلاقات الإنسانية المختلفة ومواقف التواصل الفكري بين الأمم والشعوب من جهة أخرى.