×
محافظة المنطقة الشرقية

مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يحتفل بتخريج 19 طبيباً وطبيبة

صورة الخبر

بعيداً عن تجاذبات السياسة وصدوع الطائفية التي ترهن إنسانية كثير من المنحازين لهذا الطرف أو الداعمين لذاك؛ ليحتدم الحقد ويتأجج الغضب على مرأى أسطورة دامية تحمل اسم حلب أو ما بقي منها، ولتنغمس الأقلام في الدماء على وقع أطنان القنابل والصواريخ التي تدك المدينة ومن بداخلها من البشر، وتحتد الأصوات المبشرة بنصر وشيك حدة الجوع الذي يحاصر عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، والألم الذي يلاحق آلاف المرضى والجرحى الذين أصرت طائرات دولة جبارة ونظام مجرم يقبع في ظلها على تدمير المشافي على رؤوسهم. تترقب الأعين والمخاوف موعد الحسم الأخير وتعتصر قلوب العاجزين إلا من مشاهدة ما يحدث من هول الفظائع التي تقع يومياً، ولا نكاد نصدق أن ما يجري يجري فعلاً في عالمنا المعاصر هذا. قد تمنح همجية روسيا الأسد وعصابته وسام نصر زائف في حلب يتسلمه دوساً على أشلاء الأطفال المنتشرة في شوارعها المدمرة، قد يهزمون فصائل المعارضة المسلحة التي استماتت وتستميت في استبسال منقطع النظير أمام واحدة من أعتى المنظومات العسكرية في العالم، لكنهما لن ينتصرا أبداً، لقد سقطا إلى أسفل دركات اللاإنسانية، وسقطت الإنسانية كلها وهي تتفرج بصمت العاجزين على مأساة حلب. حصار، تجويع، دمار ممنهج، قصف للمشافي، استهداف للمدارس، مجازر مرعبة وقتلى بالعشرات وبالمئات يومياً، تموت الدور كساكني الدور في حلب، حتى الذاكرة تموت هناك، إنه استهداف متعمد للإنسان حتى إسرائيل لا تجرؤ على اقترافه بهذه الصورة المروعة. المعارضة المسلحة على تباين أطيافها ليست مبرأة من ارتكاب الأخطاء ولا اقتراف الجرائم، الفرق ربما أنها لا تفخر بأخطائها ولا تسوق لجرائمها تحت مسمى الانتصار، جبهة النصرة سابقاً التي تبرر روسيا وجيوش المنظمات والدول التي اندفعت إلى الوحل السوري تدخلها أو احتلالها بمبررات محاربتها أو محاربة الإرهاب كما تدعي، تبدو إن قارنا إرهابها الفعلي أو المزعوم بجرائم النظام وحلفائه بياضاً ناصعاً في ليل بشار الحالك. أحرار حلب وحرائرها الذين سيضطرون إلى مغادرة مدينتهم؛ لأنهم انتفضوا آملين بغد حر لأبنائهم ووطنهم، ثم ثاروا دفاعاً عن أنفسهم وحياة مواطنيهم؛ ليسطروا صمودهم بالدم في الميادين وأنقاض الأزقة، أولئك الشرفاء الذين لم تتلطخ نضالاتهم بوسخ الطائفية المقيتة يستحقون مكانة خاصة في ضمير البشرية الحي، إن بقي لها ضمير، وفي ذاكرتها، هؤلاء لا يمكن أن ينهزموا حتى وإن تراجعوا وإن انسحبوا؛ لأنهم ببساطة سطروا بتضحياتهم الجسيمة حلب أسطورة الحرية والصمود في وجه الإجرام والطغيان. لقد انتصروا؛ لأنهم وقفوا إلى جانب الإنسان لا ضده، انتصروا أخلاقياً على روسيا وبشار وإيران وحزب الله الذين يحاولون سحقهم، وعلى الذين يحاولون سرقة حلمهم، وابتزاز ثورتهم، كل وفق حساباته الخاصة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.