×
محافظة المنطقة الشرقية

أساطير تمثالي ممنون في البر الغربي للأقصر

صورة الخبر

قبل الأداء الجيد الذي قدمه فريق وستهام على ملعب ليفربول الأحد الماضي وتمكنه من انتزاع تعادل مستحق 2 - 2، كان بمقدوره رؤية الجماهير وهي ترحل عن مقاعدها مغادرة أرض الملعب، وحتى من قبل أن يسجل أرسنال هدفه الأخير، السبت قبل الماضي، في شباك الفريق. كان بالفعل الآلاف من مشجعي وستهام يونايتد قد غادروا استاد لندن، وتركوا اللاعبين بمفردهم يعايشون الدقائق الأخيرة المؤلمة من المباراة في مواجهة المقاعد البيضاء الخالية. لم يستطع ألفارو أربيلوا منعهم من الرحيل، ولم يكن بمقدوره كذلك لومهم على ما فعلوا. ولم يكن بإمكان مدربه أيضًا لومهم، وإنما كان كل ما تمكن سلافين بيليتش فعله تقديم اعتذاره لهم. واعترف بأن هزيمة الفريق على أرضه بنتيجة 5 - 1 تعد «مذلة كبرى». يذكر أن ثلاثة أهداف اخترقت شباك وستهام في غضون ستة دقائق، وأربعة في غضون 14 دقيقة. وكان من الممكن أن ترتفع النتيجة إلى ثمانية. من جانبه، اعترف أربيلوا بأنه: «تصل إلى نقطة تفكر عندها بداخلك في أن (دعونا نوقف النزيف، على الأقل)»، مؤكدًا على عمق الجرح الذي أصابه جراء هذه الهزيمة الثقيلة. وأضاف: «ساورني شعور بأن بمقدورنا اجتياز هذه المباراة بنجاح، لكنهم سجلوا ثلاثة أهداف في ست دقائق. لقد بذلنا مجهودًا مضنيًا للاستحواذ على الكرة، لكن كل هجمة مرتدة لهم تحولت إلى هدف نهاية الأمر: هدف ثم هدف ثم هدف. حينها شعرت بالإحباط. ومع هذا، يتعين على المرء التغلب على مثل هذا الشعور». وأقر بأن ثمة حالة من الصدمة تسيطر على الجميع في وستهام داخل وخارج الملعب، وعلى الجماهير أيضًا. لم يكن من المفترض أن ينتهي الأمر على هذا النحو، فبعد سبع سنوات قضاها في صفوف ريال مدريد، وبعد أن شارك في الفوز بكل بطولة هناك، كانت هناك أسباب وجيهة تدعو أربيلوا للانضمام إلى وستهام، تدور حول إغراءات الانتقال إلى إنجلترا، ولندن على وجه التحديد، والمشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز والبطولات الأوروبية الكبرى، بجانب كون وستهام فريق يلعب كرة قدم «جذابة» ويتمتع باستاد جديد. أضف إلى ما سبق شعور الإثارة الذي تحمله تجربة المشاركة في صفوف نادٍ يدخل حقبة جديدة في تاريخه، ويحظى بجماهير يشبهها أربيلوا بـ«الجماهير التي سبق وأن تمتع بمساندتها في ليفربول». وعن ذلك، قال: «ثمة تشابهات بين الجانبين، أبرزها أن هناك علاقة ترابط رائعة بين الجماهير واللاعبين». السبت الماضي، ادعى مدرب أرسنال آرسين فينغر أن: «وستهام لا يشعر بالارتياح عندما يلعب على ملعبه الجديد». ربما لأنه لا يشعر بعد بأنها أرضه بالفعل. ومع ذلك، فإن هذا السبب وحده لا يكفي لتفسير وجود النادي في المركز الـ17 في ترتيب أندية الدوري الممتاز، بفارق نقطة واحدة عن منطقة الهبوط. والملاحظ أن مستوى أداء الفريق خلال المباريات التي جرت بعيدًا عن أرضه كان أسوأ باستثناء المباراة الأخيرة أمام ليفربول. من ناحيته، قال أربيلوا: «لم أكن أتوقع حدوث ذلك. في الواقع، هذا شيء لم يتوقعه أحد. لقد كان الموسم الماضي مبهرًا، وحمل معه الأمل، لكن بعد ذلك فوجئنا بهزيمتنا في أوروبا. كانت تلك الضربة الأولى التي نتلقاها وبدأ الانهيار من بعدها. وجاء الانتقال إلى الاستاد الجديد، الأمر الذي كان صعبًا، ووجود الفريق عند هذا المستوى... من غير المثير للدهشة أن تفقد الجماهير حماسها والأمل الذي كان قد تولد داخلها من قبل». من ناحية أخرى، فإن ثمة أسبابًا تدعو للاعتقاد بأن الموسم الماضي كان جزءا من المشكلة، لما خلقه في النفوس من آمال وتطلعات مضللة. ومع هذا، لم يكن من المفترض أن تأتي الأمور على هذا القدر من السوء. وأوضح أربيلوا أنه: «كنا بالمركز السابع متقدمين على ليفربول، فهل من المستحيل تكرار هذا الإنجاز؟ لا أعتقد، ومع ذلك ينبغي علينا الاعتراف بأن أندية مانشستر وأرسنال وتشيلسي وليفربول وتوتنهام يملكون جميعًا فرقًا أقوى. ومع هذا، ينبغي أن يكون فريقنا على ذات مستوى الجودة مثل إيفرتون، على سبيل المثال، ولا ينبغي قط أن نكون بمثل هذا المركز المتأخر». وأضاف: «لقد لعبت في ملعب وستهام السابق في أبتون بارك عندما كنت ألعب مع ليفربول وكان الوضع مختلفًا تمامًا. كان الاستاد أصغر والجماهير أقرب إلينا. إن اللعب على أرض أبتون بارك كان يعني حصد نقاط. إن اللعب على أرض استاد جديد يعني أنك حصلت على فرصة للتقدم، لكن يبقى من الجيد أن تحتفظ بهذا القرب من الجماهير. بطبيعة الحال، هذا ليس السبب الوحيد، لكنه مجرد عامل آخر بين العوامل. ولا يمكنك الإشارة إلى سبب واحد وقول: «هذا السبب وراء وجودنا في مثل هذا الموقف، أو هذا هو السبب وراء ما نمر به». إنها في الواقع الكثير من الأمور والعناصر. على سبيل المثال، هناك عنصر الإصابات، فهل هذا هو السبب الوحيد وراء تردي المستوى؟ لا، لكنه يلعب دورًا على هذا الصعيد. إننا نفتقد أفضل لاعبينا، وأصبح من المتعذر علينا خلق هوية مميزة لنا أو قاعدة للفريق. وبعد ذلك، بدأت الأمور تتخذ منحى سلبيًا، ولم نعد نحمل بداخلنا الثقة ذاتها، وأصبح الأمر برمته أشبه بكرة الثلج التي تزداد ثقلاً بمرور الوقت - هذا تحديدًا ما يتعين علينا وضع حد له». في أعقاب مباراة أرسنال، حاول بيليتش القيام بهذا، واتهم لاعبيه بافتقارهم إلى الحماس، حتى أثناء التدريبات. من جهته، قال أربيلوا: «من الجيد أن يتحدث المدرب عن الوضع كما يراه، وأن يسلط الضوء على ما يعتقد أننا بحاجة إلى عمله لتغيير الوضع الحالي. وقد أخبرنا، قبل التعادل مع ليفربول، أنه يتعين علينا التحلي بوحدة الصف في هذه اللحظات العصيبة. كما أنني أتفهم كذلك أن المدربين يحاولون استثارة ردود أفعال معينة من اللاعبين من خلال وسائل الإعلام». أيضًا، كشفت كلمات بيليتش عن مدرب يعاني من وطأة ضغوط شديدة على كاهله، وتشير أنباء إلى أنه وجه إلى اللاعبين إنذارًا أخيرًا. ومع ذلك، قال أربيلوا: «يبدو أكثر عصبية عن حقيقته... إننا لسنا في هذا الموقف بسبب المدرب ولا أعتقد أن التغيير الآن سيعني بالضرورة حصدنا مزيدًا من النقاط. داخل الفريق، لا تجد أي شخص يتحدث عن أن المدرب هو مكمن المشكلة». أيضًا، خلت غرفة تبديل الملابس من تبادل الاتهامات. وقال أربيلوا: «العلاقات فيما بيننا طيبة»، لكنه توقف قليلاً قبل أن يضيف: «ربما حتى جيدة للغاية. أحيانًا أشعر أننا ينبغي أن نقتل أنفسنا أكثر من ذلك وأن نبدي مزيدًا من الغضب. يجب أن يكون المناخ العام أكثر حدة». واستطرد أربيلوا موضحًا أن الفريق ينتمي غالبية أفراده إلى أعمار صغيرة، ويشكل مجموعة جيدة، لكنه يبدو أنه يفتقر إلى القيادة، وإلى الشخص القادر على التقدم نحو الأمام والاضطلاع بدور القائد. وقال: «لا أعتقد أنه من الملائم أن يعترف الكابتن بهذا الأمر». وأعرب أربيلوا عن اعتقاده بأن ثمة أساليب مختلفة لممارسة القيادة - مشيرًا إلى استعداد ديمتري بايت للقيام بدوره كلاعب وتولي دفة القيادة في لحظات صعبة، على سبيل المثال - لكن اعترف بأن الأصوات التي ظهرت على هذا الصعيد لتحمل القيادة كانت قليلة. ورغم أن ما سبق يبدو مثيرًا للقلق، فإن أربيلوا يؤكد أنه وزملاءه مدركون لحقيقة الوضع. وأكد: «إننا مدركون لحقيقة الموقف الذي نعايشه، وهو أمر مهم في حد ذاته». وأضاف: «الفرق من حولنا تحصد النقاط، والفرق من فوقنا توسع هوة الفجوة بينها وبيننا. ورغم أن سوانزي سيتي وسندرلاند كانا يبدوان وكأنهما انتهيا تمامًا، فإنهما يقتربان منا الآن. لا أود مطلقًا أن نكون بمثل هذا الموقف، لكن في مدريد كانت كل هزيمة تعامل وكأنها كارثة، وكانت توجه إلينا مطالب قاسية للغاية. الضغط هو الضغط، بمعنى أنه يجب أن نعمل على تحقيق الفوز بأي صورة. وعليه، فإن المباريات الأربع أو الخمس المقبلة بالغة الأهمية». وإن كان أربيلوا اعترف بأن المباريات الأربع التالية لهذا اللقاء قد تكون أكثر حسمًا: بيرنلي وهال وسوانزي وليستر. جدير بالذكر أن أربيلوا شارك مع وستهام في ثلاث مباريات فقط هذا الموسم. لذلك كان من الصعب الحكم على مستوى أدائه بناءً على الفرص القليلة للغاية التي حظي بها حتى الآن. وكان من بين الأسباب التي دفعت أربيلوا للانتقال إلى وستهام بعد موسمه الأخير في إسبانيا الذي لم يحظ خلاله سوى بفرص محدودة، رغبته في المشاركة واللعب، لكن هذا لم يتحقق. وعندما نال فرصته للمرة الأولى أمام ميدلزبره، انتهى الأمر إلى هزيمة ثقيلة. بعد ذلك، تواترت أنباء عن أنه سيرحل عن النادي في يناير (كانون الثاني)، تحيطه غمامة من النسيان بعدما قدم إلى النادي يحيطه احتفاء واسع باعتباره لاعبا شارك في الفوز ببطولة كأس العالم. من ناحيته، أكد أربيلوا أن اللاعب لا يمكنه إنجاز شيء يذكر بمفرده، «حتى لو تدرب طيلة 24 ساعة يوميًا»، وألمح إلى أن المدرب ربما لا يزال بحاجة إلى بعض الوقت للتواصل أكثر مع اللاعبين، لكنه لم يطلب من جانبه تفسيرا من المدرب عن سبب عدم مشاركته في التشكيل الأساسي سوى مرة واحدة خلال موسم الدوري الممتاز بأكمله. وقال: «لا ينبغي للاعب أن يسأل لماذا عندما يشارك، ولا أن يسأل لماذا عندما لا يشارك. إن المدرب يعمل تحت وطأة ضغوط كبيرة، وبالتالي ليس في حالة تسمح لي أن أتوجه إليه لأسأله: «لماذا لا أشارك؟» من شأن قيامي بذلك خلق حالة من التوتر بيننا وإضافة مشكلة أخرى إلى المشكلات التي يواجهها بالفعل. ومع ذلك، تظل الحقيقة أنني أرغب في اللعب بالتأكيد». وماذا بعد ذلك؟ في يناير سيتم أربيلوا عامه الرابع والثلاثين، وبالنسبة للكثير من اللاعبين فإن هذا هو سن التقاعد، ويتراجع النشاط ودفعهم ذلك في التفكير في نهاية رحلتهم. فلم يتخذ هذا القرار طالما أنه لا يزال في كامل لياقته وحيويته فسوف يستمر، وهو لم يقرر ما سيفعله لاحقًا. لكن التدريب يبدو الأقرب له حسبما نصحه مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان الذي قاله له إن الفوز بدوري أبطال أوروبا كان أفضل له كثيرًا كمدرب عنه كلاعب». أضاف ضاحكًا: «لكن لا أتخيل نفسي حينها مسؤولا عن 25 لاعبًا مثلي، سأنتحر برصاصة في الرأس، فقد كنت دائمًا الولد المشاغب». فقد شاهد آخرين يقومون بتلك النقلة في حياتهم، وبالتأكيد يمتلك بعض المقومات، خصوصا أنه تدرب على يد مدرين مثل مورينيو، وأنشيلوتي، وديل بوسكي، لكنه يقول إن أحيانًا الحياة والفرصة هي من تتخذ القرار نيابة عنك، كما حدث مع جيمي كاراغر مثلا. «الجميع اعتقد أن كاراغر سيكون مدربًا وشاهدنا كم هو سعيد ومسترخٍ كناقد على شاشة التلفزيون. جميعنا قلنا إن كاراغر سيكون مدربًا، ستيفي جيرارد في التلفاز، لكن قد يحدث العكس معي». أليس جيرارد أهدأ من أن يصبح مدربًا؟ أو ليس زيدان كذلك؟». أضاف أربيلوا: «لم ير أي منا ولم يتوقع أي منا ذلك، لكن الآن أنظر، فقد كنت محظوظًا، فقد لعبت مع بعض من أفضل اللاعبين في التاريخ، لكن جيرارد هو الأكثر كمالاً». هل أكثر من زيدان؟ رد أربيلوا: «وهل كان زيدان يدافع مثلما يفعل ستيفين؟». أضاف: «كان يدافع ويهاجم، فقد كان رائعًا في ألعاب الهواء، فقد كان يلعب بيمينه ويساره، ويلعب الركنيات ويستقبلها، كان يلعب في كل مكان. كان يفعل الكثير ولديه الخبرة، ولعب تحت قيادة مدربين جيدين، وإن أراد أن يصبح مدربا فبالتأكيد سينجح». «تعتقد أنه هادئ، لكن على أرض الملعب تراه يفيض نشاطًا، وتراه يطير ليراوغ أو ليحتفل بهدف، ويجعلك هذا تفكر: هادئ؟ ربما هو كذلك عندما يكون نائما فقط، وإن أراد أن يكون مدربًا، فلس هناك أماكن أفضل من ليفربول». وختم أربيلوا: «أحد الأشياء الجميلة في التقدم في العمر هي أنك تتعلم بالخبرة، وقد تعلمت أن الموسم ليس من سبتمبر (أيلول) إلى يناير، لكن ما يهم هو من يناير إلى يونيو (حزيران)، وأتمنى أن أكون هنا. فقط أريد أن أساعد. يقول: «لا أندم على القدوم إلى هنا نهائيًا، والدليل على هذا أنني لا أريد أن أرحل في يناير وأريد أن أبقى هنا للنهاية».