أعلنت مجموعة من أعضاء حزب «الدعوة الإسلامية»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، انشقاقها وتشكيل حزب جديد لـ «تصحيح المسار»، فيما أكد مصدر رفيع المستوى في «الدعوة»، أن آية الله محمد باقر الناصري، رئيس «كتلة التضامن الإسلامي» يقف وراء هذا الانشقاق «لأغراض انتخابية». وأصدرت الحركة الجديدة، التي أطلقت على نفسها اسم «حزب الدعوة الإسلامية الأساس- تصحيح المسار»، بياناً خاطب «الدعاة الصادقين الثابتين على العهد الذين غادروا مقرات الدعوة احتساباً وألماً وهضماً وهم يرون قيم الدعاة الشهداء تسحق وتداس تحت حمى شهوات الدنيا وزخرفها من قبل الذين كانوا مجاهدي الأمس وقادة اليوم. ندعوكم لإعادة إحياء حزب الدعوة الإسلامية الأساس من خلال الارتباط بالدعوة الجديدة المباركة». ورداً على تعليقات عن سوء إدارة البلاد في عهد الحزب، أعلنت التأسيسية «نحن حزب الدعوة المنشق وليس حزب الدعوة الموجود الآن في السلطة»، وأكدت «ليس فينا أحد في البرلمان أو في منصب سياسي». ويعد هذا الانشقاق السادس في تاريخ أقدم حزب ديني لدى الشيعة منذ تأسيسه نهاية خمسينات القرن العشرين، فقد شهد أول انقسام نهاية الستينات بقيادة أحد مؤسسيه الشيخ عبدالعزيز البدري الذي شكل «جيش الإمام». وفي عام 1982، بعد تسلم رجل الدين محمد باقر الحكيم قيادة الجناح العسكري «فيلق بدر» من آية الله محمود الهاشمي الشهرودي، وتشكيل «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» الذي يقوده حالياً رجل الدين الشاب عمار الحكيم. وفي 1998 أعلن هاشم الموسوي «حزب الدعوة الإسلامية- تنظيم العراق»، ثم انشق نائب الموسوي وزير الأمن الوطني الأسبق عبدالكريم العنزي، ليشكل «حزب الدعوة الإسلامية- تنظيم الداخل»، قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة 2010، وسبق الأخير إطلاق رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري «حركة تيار الإصلاح الوطني» عام 2007 على خلفية عزوف قيادات الحزب عن تجديد الثقة به أميناً عاماً. وقلل قيادي في حزب «الدعوة»- جناح المالكي في تصريح إلى «الحياة» من أهمية «الانشقاق»، وقال إن «المعلومات تشير إلى وقوف الشيخ الناصري وراء هذه الحركة»، واعتبرها «سحابة صيف الهدف منها تعبئة الغاضبين من قيادات الحزب وغير المنتفعين منه في المناصب أو المكاسب الأخرى وتحشيدهم لصالح قائمته الانتخابية (كتلة التضامن الإسلامي)». وعن نشر صور قيادات من الخط الثاني بعد المؤسسين، قال المصدر إن «الصورة التي اطلعنا عليها تضم نجل الناصري النائب محمد مهدي، والشيخ أبو عباس الدجيلي، والأخير كان ممتعضاً من زجه في هكذا موضوع، وأكد لنا أن الصورة التقطت عند زيارته الناصرية لتقديم التهاني بزواج ابن الناصري الأصغر، وكان حاضراً أيضاً رئيس الوزراء، وليس لها علاقة بأي ظرف سياسي». ونفى التحاق «أي من قيادات أجنحة المقر العام، بزعامة المالكي، أو تنظيم العراق بقيادة الموسوي، وحتى جماعة العنزي بالمنشقين الجدد». وفي بيان لاحق، عزا المنشقون، الذين وعدوا بإعلان أسمائهم «الانتفاض والتأسيس من جديد» إلى جملة أسباب: «إهمال التنظيم وكوادره وعدم الالتفات للدعاة العاملين والانشغال بالأمور الدنيوية، وإلغاء وتجميد لجنة الانضباط الحزبي التي تعتبر المراقب الدائم لضبط حركة الدعوة والدعاة، وبروز المحاور داخل الحزب القائمة على أساس المصالح الشخصية والتجارية، كذلك المحاور القائمة ليس على أساس قيم الحزب ومبادئه ولكن لأسباب عشائرية أو قرابات شخصية، والحط من قيمة الدعاة التاريخيين والمضحين والاعتماد على عناصر مشبوهة ذات خلفيات بعثية، وشيوع التكتلات والعلاقات الشخصية وتجاوز النظام الداخلي وعدم احترامه، وانشغال أعضاء القيادة بالعمل السياسي والوظيفي والتجاري والتنكر لمبادئ الإمام الشهيد محمد باقر الصدر من خلال الحصول على الأموال الطائلة بسبب وجودهم بالسلطة، وتحويل حزب الدعوة الإسلامية إلى مجاميع انتخابية تعتمد على الارتزاق». ومن أجل تعبئة أعضاء الحزب في أجنحته الأخرى وتحريضهم على الانشقاق، حاول الحزب الجديد في منشور آخر، إثارة عواطف»الدعاة» من خلال اتهام القائمين على الحكومة والقيادات السياسية الارتماء بأحضان حزب البعث المنحل. ويأتي الانشقاق الجديد مع بدء العد التنازلي لانطلاق الدعاية الانتخابية في 20 الجاري. ويخوض المالكي الانتخابات على رأس قائمة باسم «حزب الدعوة» وليس على رأس كتلته «دولة القانون» التي تخوضها برئاسة حيدر العبادي. العراقالمالكي