×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ الأحساء يكرّم البنك العربي الوطني

صورة الخبر

استمع مفتاح شعيب أظهرت ردود الفعل المنددة بالجريمة الإرهابية النكراء في الكنيسة القبطية بالقاهرة وما تكشفه التحقيقات الأولية عن تهديد كبير يحمل بصمات واضحة لجماعة الإخوان المحظورة، التي تحاول، فيما يبدو، الانتقام من الدولة ومن جميع الأطراف المصرية التي ساندت ثورة 30 يونيو 2013، وخصوصا الأقباط الذين يمثلون واحداً من أهم أعمدة التعايش والبناء في الحضارة المصرية على مر التاريخ. قبل شهر نفخ من يسمون إخوان الخارج، المدعومون من دول وأجهزة إعلام استمرأت الفبركة والتضليل، في داخل مصر لتفجير ثورة موهومة لم تحصل. ومر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني من دون أي جعجعة تذكر، فاكتشف الإخوان أن الواقع تغير وأن الشعبية التي يزعمون احتفاءها بهم لم تعد موجودة، فتجرعوا الفشل على قسوته، ولكنهم، ولأوهام عديدة، يرفضون الاستسلام، وربما يكونون الآن أخطر على مصر مما كانوا في السابق، بالنظر إلى وجود أكثر من قرينة تدينهم بارتكاب مذبحة كنيسة العباسية، التي نفذت بشحنة كبيرة من النذالة والوحشية والحقد، وهدفت إلى زرع فتنة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين تقود لاحقاً إلى إثارة المجتمع الدولي وتأليبه على سلطات القاهرة بحجة عدم قدرتها على حماية الأقباط. وتوهم من خططوا ونفذوا الجريمة أنها ستكون المدخل لما هو آت من قلاقل واضطرابات وثورة تغرق المصريين بكل طوائفهم في حمام دم. منذ فترة بدا واضحاً أن هناك أمراً يدبر لمصر تفضحه الهجمات الدعائية المنظمة التي تشنها أطراف دولية وإقليمية واضحة الأهداف. وبلغت الهستيريا الحاقدة حد التطاول على مقومات الدولة المصرية، وليس النظام السياسي فقط، وهو أمر يؤكد أن هذه الادعاءات المنظمة لا يجب التهاون معها أو التقليل من خطورتها، خصوصاً أن بعضها جرى تجريبه في أقطار عربية أخرى، والشواهد ناطقة بحالها يميناً ويساراً، بالنظر إلى ما جرى في سوريا وقبلها في لبنان والعراق، حين تم استهداف المسيحيين وبعض الأقليات وحدثت الطامة. التحقيقات الأولية في جريمة كنيسة العباسية تشير إلى تقصير أمني، وقد يكون هذا المعطى موجودا، ولكنه ليس الوحيد، ومن غير المنطقي أن يتم تحميل أجهزة دولة بعينها مسؤولية أي جريمة، والحال أن آفة الإرهاب قد ضربت دولا عظمى تمتلك مقدرات لا تضاهى، ولم تستطع القضاء النهائي على خلايا إجرامية تتوزع ضمن مجموعات متفرقة ولديها هامش كبير من الحركة وقدرة على الغدر والإيذاء. وبعدما تمكنت قوات الجيش والشرطة من تدمير البؤر الكبيرة للإرهابيين في سيناء والقاهرة والمحافظات، يظهر تهديد جديد في وجه مصر يتمثل في مخططات شيطانية قد تلجأ إليها جماعات الإرهاب للانتقام من انهيارها الواسع في مصر والمنطقة العربية عموما، وهذا التهديد لن يتم الانتصار عليه بالمجهودات الأمنية فحسب، بل يتطلب اصطفافاً وطنياً وتماسكاً بين مختلف مكونات الشعب المصري للتصدي لأي مفاجآت غادرة قد يعد لها المجرمون في العتمة. من حق مصر أن تحفظ أمنها وتثأر لدماء أبنائها أقباطاً ومسلمين، وتتخذ في سبيل ذلك كل الإجراءات المشروعة، ومن ضمنها تصدر الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب في كل مكان توجد به هذه الجماعات الإجرامية وأشباهها، كما من حق مصر أن تلاحق كل الأطراف الخارجية التي تعمل على ضرب استقرارها، ولا يبدو أن يوم الحساب بعيد بالنظر إلى كل الإرهاصات والتطورات الراهنة وما ستفضي إليه من انقلابات وتغيرات. chouaibmeftah@gmail.com