قفزت أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي أمس لأعلى مستوياتها في 6 أشهر بعدما أضرت مخاوف من تخلف المزيد من الشركات الصينية عن سداد ديونها والتوترات بين روسيا وأوكرانيا والغرب بأسواق الأسهم وعززت من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر متعاملون أن ضعف الأسهم والمعادن الأساسية إلى جانب مشتريات لأسباب فنية دفعت أسعار الذهب لتخطي مستوى المقاومة 1355 دولارا للأوقية. وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بما يصل إلى 1.3 في المائة ليسجل أعلى مستوى منذ 20 أيلول (سبتمبر) إلى 1366.90 دولار للأوقية، كما زاد الذهب في المعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 1 في المائة مقتربا من أعلى مستوى في 6 أشهر عند 1367.30 دولار للأوقية ثم نزل إلى 1365.90 دولار مرتفعا 1.4 في المائة. وقوضت أزمة أوكرانيا شهية المستثمرين للمخاطرة وأثرت سلبا في الأسهم الأمريكية وهو ما أعطى أيضا دعما للطلب على الذهب، وقفز المعدن النفيس أيضا بعد أن أظهرت بيانات من الصين هبوطا حادا مفاجئا في الصادرات في الشهر الماضي، ما تسبب في عجز تجاري، وأبرزت تلك البيانات مخاوف في الآونة الأخيرة بشأن النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن محللين حذروا من خسائر محتملة للذهب إذا انحسرت التوترات السياسية واستمر انتعاش الاقتصاد الأمريكي. وأوضح بيتر فرتيج مالك شركة كوانتيتيتيف كوموديتي ريسرش أن الوضع في أوكرانيا أدى إلى شراء الذهب بغرض التحوط، لكن الأمر أكثر ارتباطا بتأثير الأزمة على أسواق الأسهم وما يترتب على ذلك من نزوح الأموال باتجاه الذهب، مضيفاً أنه إذا تدهور الوضع الجيوسياسي فقد نرى مزيدا من التعاملات التي تنأى عن المخاطر وتخرج من أسواق الأسهم وهو ما سيفيد الأصول الآمنة مثل الذهب. وقفز الذهب 13 في المائة منذ بداية 2014 بعدما أنهى العام الماضي على هبوط 28 في المائة وذلك بفعل تنامي حالة عدم التيقن، وصعد سعر الفضة 1.15 في المائة إلى 21.06 دولار للأوقية، فيما ارتفع البلاتين 0.47 في المائة إلى 1464.6 دولار والبلاديوم 0.37 في المائة إلى 767.5 دولار.