استهدفت غارات جوية جديدة الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب بالتزامن مع محادثات دولية في فرنسا وسويسرا للبحث في الوضع الانساني الملح في المدينة وامكانية انقاذها من الدمار التام. وفي الوقت نفسه، اعلنت قوات سورية الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية، على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في بيان بدء المرحلة الثانية من عملية طرد تنظيم داعش من مدينة الرقة السورية. وكانت قوات سورية الديموقراطية بدأت في الخامس من نوفمبر حملة غضب الفرات من اجل عزل مدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمة له في سورية. ومنذ منتصف شهر نوفمبر، تمكنت قوات النظام مدعومة بمجموعات مسلحة موالية من احراز تقدم سريع داخل الاحياء الشرقية في مدينة حلب، وباتت تسيطر على اكثر من 85 في المئة من مساحة هذه الاحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت عن قصف جوي وصاروخي استهدف صباح اليوم الاحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر. وردت المعارضة بدورها باطلاق قذائف صاروخية على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة الخوذ البيضاء ابراهيم ابو الليث عبر الهاتف لوكالة فرانس برس القصف غير طبيعي. واضاف خلال تواجده في احد الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في جنوب شرق حلب انه كان مجبرا على الانتقال من منزل الى منزل بسبب القصف العنيف. واشار الى ان الشوارع امتلأت بالاشخاص العالقين تحت الانقاض. انهم يموتون لاننا غير قادرين على انتشالهم. كما افاد المرصد السوري وشهود عيان لوكالة فرانس برس عن حالات اختناق واوجاع في الرأس اثر قصف استهدف حي الكلاسة الذي لا يزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة. ووسط التصعيد العسكري في حلب، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة بأكثرية كبيرة قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في سورية. إلا أن روسيا الداعمة للنظام السوري اعتبرت أن الهجوم الجاري حاليا على ما تبقى من أحياء شرق حلب بأيدي الفصائل المعارضة المسلحة، لن يتوقف قبل خروج كل المسلحين. وفي باريس، بدأت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية اجتماعا للبحث في الوضع الانساني الملح في حلب. وسيبحث ممثلو خمس دول غربية واربع دول عربية وتركيا والاتحاد الاوروبي الاوضاع في سورية وفي حلب بشكل خاص بحضور رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، رياض حجاب. ومنذ بدء هجوم قوات النظام على الاحياء الشرقية في منتصف نوفمبر، قتل 409 مدنيين بينهم 45 طفلا جراء القصف والغارت على شرق حلب. ودفع التصعيد العسكري عشرات الآلاف من سكان الاحياء الشرقية الى الفرار، وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن عن فرار اكثر من الفي مدني اليوم السبت من الاحياء الشرقية. جانب من اجتماع باريس الدولي لإنقاذ حلب (أ ف ب)