×
محافظة المنطقة الشرقية

تعرض مواقع شركات سعـودية لاختراقات إلكترونية

صورة الخبر

تم الزواج بالطريقة التقليدية عن طريق الخاطبة بلا تعارف سابق بين الأسرتين.. العروس بسمة فتاة رائعة الجمال عمرها لم يتعد التاسعة عشرة، حاصلة على دبلوم ثانوي تجاري ومن أسرة متوسطة الحال، وهي الابنة الوحيدة لوالديها بخلاف شقيقيها الكبيرين، أما العريس مختار فهو شاب طموح كسر كل القيود فبعد تخرجه في الجامعة رفض الوظيفة وبدأ بعمل مشروع لصناعة المنظفات السائلة متكئاً على دراسته في كلية العلوم، وتدريجياً كبر المشروع، وأصبح له عدد من الزبائن، وبعد عمل متواصل دام عشر سنوات قرر الزواج، وفور أن شاهد بسمة أعجب بها وبهره جمالها فصمم على الارتباط بها، لكن أسرته لم تشعر بالراحة تجاه أسرة العروس منذ البداية، وربما كان الشعور متبادلاً بين الأسرتين، فطلبات والدي العروس مبالغ فيها بداية بالشبكة التي اشترطوا أن تكون قيمتها 15 ألف جنيه، والشقة التي يجب ألا تقل مساحتها عن مئة متر، والمهر وقدره أربعون ألف جنيه. دار جدال بين العائلتين استندت فيه أسرة العريس إلى أن ابنهما سوف يشتري شقة، وبالتأكيد ستكلفه مبلغاً كبيراً، وانتهى الأمر بالاتفاق على تخفيض قيمة الشبكة إلى عشرة آلاف جنيه والمهر إلى ثلاثين ألف جنيه، على أن يتم الزواج خلال سنة واحدة. بدأ العريس في البحث عن الشقة التي تتوافر فيها شروط أسرة العروس وكانت هذه هي العقبة الأولى التي واجهته، فكلما عثر على شقة بالمساحة المطلوبة نفسها رفضها والدا العروس على أساس أنها في مكان غير لائق بابنتهم،فمرة يتحججان بأن المنطقة عشوائية أوشعبية ومرة أخرى يتعللان بأن العمارة قديمة متهالكة. ستة شهور كاملة والعريس غير قادر على إرضاء عروسه وأسرتها، ليستقروا على شقة حتى قرر في النهاية أن يتخلى عن المبدأ الذي كان قد عزم عليه منذ بداية حياته، وهو أن يقيم في شقة تمليك فالمبلغ الذي خصصه لشراء الشقة لا يكفي لشراء شقة بالمواصفات التي تطلبها عروسه، لذلك قرر أن تكون الشقة إيجاراً على أن يدفع مقدماً كبيراً وأيضاً اعترض والدا العروس على هذا القرار، فالاتفاق على شراء شقة تمليك وليست إيجاراً وإلا فعلى العريس أن يدفع عشرين ألف جنيه زيادة في المهر في حالة الشقة الإيجار، ومنذ ذلك الوقت شعر العريس بأن أسرة العروس تتعامل معه بمبدأ التجارة وليس بحثاً عن رجل يسعد ابنتهم ويصونها، وانتهت مشكلة الشقة بتأجير شقة دفع فيها مختار المبلغ الذي كان سيدفعه في الشقة التمليك، وبذلك أصبحت أمامه العقبة الثانية وهي تجهيز الشقة وكان على أسرة العروس أن تشتري الجهاز المتفق عليه وهو أربع حجرات،وكما فعلت أسرة بسمة مع مختار ردتها إليهم أسرة مختار فدائماً هناك اعتراض على نوع الجهاز. توترت العلاقة بينهما أكثر من مرة وكادت الخطبة تفسخ لولا تدخل بعض الأقارب لتقريب وجهات النظر بين الأسرتين، إلى جانب أن مختار كان قد ارتبط عاطفياً بخطيبته بسمة خلال فترة الخطوبة، فكان يحاول الضغط على أسرته لتوافق على الجهاز الذي اختارته أسرة بسمة، رغم أنه كان على يقين بأنهم يختارون الجهاز قليل التكاليف والأجهزة الكهربائية رخيصة الثمن، وبذلك لا يتكلفون سوى مبلغ ضئيل. أخيرا تم تجهيز الشقة لكن الأسرتين مشحونتان، وجاء وقت تحديد موعد الزواج وكما هي العادة دائماً اختلفا أيضاً على تحديد الموعد لدرجة أنهما في النهاية أجريا قرعة لتحديد موعد الزواج، أما ترتيبات الحفل فكانت عليها مشكلة أيضاً وفي الحفل حدثت مشادة بين الأسرتين بسبب تمييز مدعوي العروس على مدعوي العريس، إلا أن المدعوين حاولوا إذابة هذه المشكلة من أجل أن يتم الزفاف، وبالفعل انتهت الليلة التي يتمناها وينتظرها كل عروسين لكن بسمة ومختار كانا في حالة غير عادية بسبب المشاكل التي أحاطت بهما، كما أن كلاً منهما بدأ يشعر بأنه أخطأ في اختياره، فور أن أغلق باب شقتهما اختفت البسمة من على وجه بسمة، وعندما سألها مختار عن سبب غضبها كانت إجابتها حاضرة بأن عائلته ارتكبت بعض السخافات وأفسدت عليهما يوم عرسهما، ولم يعتذر مختار لتنتهي المشاكل، وإنما أخذ يعدد لها هو الآخر كل ما فعلته عائلتها وكأنها ليلة الحساب وليست ليلة العمر. أخذ كل منهما يدافع عن عائلته بحماسة شديدة لدرجة أنهما ظهرا وكأنهما عدوان وليسا عروسين يستقبلان حياتهما الجديدة بالبهجة والحب، واحتدم الخلاف بينهما وأمسك مختار بأحد كراسي السفرة، ليؤكد لها أنه تغاضى عن الكثير فكل الجهاز سيئ ودفع الكرسي ليقع ويتفكك إلى أجزاء وكأنه الدليل على سوء اختيار الجهاز من أجل توفير المهر، وارتفع صوت مختار وكأن تحطم الكرسي كان الفتيل الذي أشعل القنبلة. خافت بسمة من تعدي مختار عليها وأخذت تبكي وتصرخ، وأسرعت بدخول حجرة النوم وأغلقتها عليها من الداخل واتصلت بوالديها هاتفياً لتخبرهما بما حدث.. سمع مختار المكالمة فتأكد أنه على موعد مع مواجهة حاسمة مع أسرة عروسه، فأسرع بالاتصال بعائلته يطلب منهم الحضور على الفور. حضرت القواتمن كلا الجانبين وكل منهما مسلح فدارت مشاجرة بين جميع الأفراد انتهت بكسر ساق العريس وإصابته بلكمات عدة من شقيق العروس، كما أصيب اثنان من أقارب العروس واحد منهما بجرح في منطقة الصدر والآخر بالتواء في ذراعه.. تجمع الجيران على صوت المعركة وبعد أن فشلوا في فك الاشتباك بين العائلتين لكثرة عددهم اتصلوا بالشرطة، كما اتصلوا بالإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى، وفي قسم الشرطة حرر كل من المصابين محضراً مرفقاً به تقرير طبي عن إصابته، كما حررت العروس محضراً ضد عريسها تتهمه فيه بضربها وسبها ليلة زفافهما، وطلبت منه الطلاق لكنه رفض وأصر على أنه لن يطلقها إلا بعد أن يسترد كل ما أنفقه عليها.