×
محافظة المدينة المنورة

حرة الشاقة ترتدي لباس العروس

صورة الخبر

تثبت الأيام أن الشجاعة لا تحتاج لنجوم على الكتف، أو الانخراط في كتيبة حربية تُدرَّب باحتراف. جبران عواجي هو واحد من آلاف الجنود، يصحو كل صباح، وقلبه منتعش بعمل يحمي فيه بني وطنه والمقيمين على أرضه.. لا يفكر كثيرًا في عواقب شجاعته؛ فروحه تتقد حماسًا واندفاعًا، ولا يخشى موتًا سيأتي غيره في فراشه.. هنا الفاصل بين المقدام والمنسحب. المصادفة وحدها التي وثقت مواجهة جبران لأذيال الإرهاب؛ فأعادتنا للشجاعة ذاتها التي أقدم عليها رجال الأمن في الشرقية قبل سنوات. لم تحتج مواجهة الإرهاب في السعودية إلا لمثل همة جبران؛ فلم يتدرع بواقٍ، أو يتسلح برشاش، أو يحتمي بفريق.. بل أقدم، وقف رجلاً، يعيد تعبئة مسدسه الفردي؛ فهرب الخطر من أمامه، واندحر بنو الإرهاب جثثًا وسط تهليل وتكبير من نساء صورن هذا الفعل الأسطوري. في جازان وُلد، وفي الرياض ظهر الأسطورة جبران لافتًا للانتباه، وصانعًا لمرحلة جديدة، لا تهاون فيها أو خوف.. فرّغ مسدسه المبارك دون ارتباك أو رعشة يد؛ ليفرض على التاريخ استعادة قصته كأنموذج سعودي لمواجهة مسلحة بين رشاشَيْن ومسدس. تيجان الشرف غالية؛ فعاش الوطن آمنًا بأمثال جبران، تحت ظل الكتاب، وحكم سلمان. ولم أجد وصفًا أجمل من بيتين بلون (الدمة) للشاعر العسيري ناصر الغريدي؛ إذ أنشد: (عاش رجلن ماتحجى فالمحاجي.. ثابتن كالطور ماجاه ارتجاجي.. وقفته وقفة بطل قدم الواجب عن ابلاده ودينه سجل التاريخ جبران العواجي.. وصل حتى الموت لكن عاد ناجي.. بأمر من حكمه عدل.. فوض أمره للذي يقدر يعينه)