توقع خبراء في قطاع السياحة الإقليمية، نمواً مستقراً للاقتصاد السياحي في المملكة، من خلال تدفق استثمارات يقارب حجمها المالي نحو 33.5 مليار ريال، بحلول عام 2020، ووفقاً لبيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة، نمت الاستثمارات في قطاع السياحة والسفر في السعودية بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة %5 منذ عام 2001. ومن المتوقع أن تكون وصلت قيمة الاستثمارات إلى 20.55 مليار ريال بنهاية عام 2012. فيما تنبأ الخبراء الذين شاركوا في التحضيرات الأولية للمؤتمر العربي للاستثمار الفندقي بين 4-5 مايو المقبل في دبي، بأن القطاع السياحي سينمو بمعدل بنسبة 6.7%. وأوضح مدير فنادق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة كولييه إنترناشونال فيليبو سونا، حدوث تغييرات على القطاع الفندقي السعودي، مشيراً إلى احتمال نمو الشقق الفندقية لرجال الأعمال، معتبراً أنّ هذا النوع من الشقق قادر على تغيير فئة السوق المستهدفة بين الإقامة الطويلة والقصيرة لتناسب ظروف السوق، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من العائدات. لكن سونا أشار إلى أن الهوة كبيرة بالسعودية بين الشقق الفندقية المحلية، والشقق الفندقية العالمية. ويتمثل الفرق بين هذين الطرفين في معايير الخدمة ومعايير البناء الضعيفة ونقص المرافق الثانوية. وأوضح أن بعض الأسواق تتميز بمخزون مستقبلي كبير، إلا أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تتمتعان بمخزون محدود، وأضاف أن العام الجاري سيشهد نشأة عدة شقق فندقية عالمية مثل فريزر بالاس وفريزر سويتس في الرياض إلى جانب مشروعين لسيتادين في جدة ورزيدنس إن بجازان. في سياق آخر، قال سونا: " قوة العلامات التجارية دافع كبير للطلب على الشقق الفندقية، خصوصاً أنّ الحجز المباشر والحجز عبر المواقع الإلكترونية والحجز عبر النظام المعلوماتي يشكل 40% من إجمالي الحجوزات، وبالتالي، تبقى العلامة التجارية المتينة والمرسخة في المنطقة والمتميزة بقدرة الحجز إلكترونياً أساسية للمساعدة في زيادة المبيعات والدفع بها قدماً في الأسواق الثلاثة". وأضاف الخبراء في جلستهم التي عقدوها باستضافة "ماريوت إنترناشونال"، أن تدفق الاستثمارات في ذلك الاتجاه يمثل التزاماً كبيراً بقطاع السياحة والسفر السعودي، الذي سيشكل 6.1% من الناتج الإجمالي المحلي بحلول عام 2017. ويقول مدير منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة أس تي آر جلوبال فيليب وولر: "عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء حالياً في الشرق الأوسط وأفريقيا هو 66438 غرفة، معظمها فخمة وراقية بنسبة 32%، فيما الغرف متوسطة الفخامة لا تتجاوز نسبتها 22%"، ويشير إلى أن دبي سابقة من حيث عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء البالغة 10970 غرفة فندقية. ويوضح جلوبال بأن هناك خمسة أسواق أخرى مهمة من حيث عدد الغرف الفندقية، منها 6927 غرفة بمكة المكرمة، و5804 بالرياض، و4944 غرفة بقطر و3036 بأبوظبي، و2569 غرفة بجدة. يشار إلى أنّ الطلب الحالي على الشقق الفندقية ناتج من طلبات المواطنين السعوديين فقط، وتتوقع الهيئة العامة للسياحة والآثار أنّ 89% من الطلب الإجمالي على الشقق الفندقية في الممكلة يعود إلى السوق المحلي وهذه نتيجة مباشرة لغياب العلامات الدولية. ونظراً إلى ظروف السوق الحالية وما سينشأ في المستقبل، أشار نموذج كولييه القياسي إلى إمكانية تطوير 6495 وحدة إضافية زيادة على العرض الحالي والمستقبلي في المملكة حتى 2017، وستنشر هذه الوحدات أولاً في منطقة مكة المكرمة، في العاصمة المقدسة وجدة.