استيقظ الإسرائيليون صباح الثلاثاء على وقع مفاجأة لم تكن في حسبانهم، إذ وجدوا تمثالا ضخما مطليا بالذهب لرئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو يقف منتصبا وحيدا في أحد ميادين تل أبيب الرئيسية. فالتمثال -البالغ طوله 14 قدما- أخذ المسؤولين والسكان على حين غرة، إذ لم يكن أحد يدري من أين جاء "التمثال اللغز" الذي احتل ميدان رابين المجاور لمبنى بلدية تل أبيب، غير أنه ما لبث أن أُطيح به بحلول ظهيرة اليوم نفسه. وصرحت يئيل دايان ابنة موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي إبان حرب أكتوبر 1973، لقناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية الإخبارية، أن التمثال شكل استفزازا استوجب إزالته على الفور. واتضح فيما بعد أن التمثال هو من عمل النحات إيتاي زاليت، الذي قال لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنه أراد بعمله هذا اختبار حدود حرية التعبير ورد فعل الشارع في إسرائيل. وأبلغ زاليت القناة الإخبارية الثانية أن "الغاية هي اختبار حدود حرية التعبير في 2016. ما الذي سيحدث إذا ما نصبت تمثالا مثل هذا؟ هل سيكون لذلك تبعات كأن يعتقلوني مثلا، أم أنهم سيكتفون بإزالته فقط؟". وسرعان ما أمر مجلس مدينة تل أبيب النحات بإزالة التمثال، لكن ذلك لم يخمد الجدل الذي أثاره في طول البلاد وعرضها حول التركة المتعاظمة لرئيس وزراء ظل طويلا في المنصب، ولم يُبدِ أي إشارات على أنه سيتوارى عن المشهد في الواقع. وقد بثت قنوات التلفزة الإخبارية الإسرائيلية مشاهد حية لردود فعل الجماهير التي احتشدت لرؤية رئيس حكومتها في صورته الحجرية. وكان نتنياهو قد شن الأسبوع الماضي هجوما لاذعا على أجهزة الإعلام عبر تصريح مطول نشره في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، متهما الصحفيين بشن حرب عليه وعلى عائلته. ولكن الرجل لم يعلق على تمثاله، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.