هل تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية، عن سياسة الفوضى الخلاقة التي تستهدف تغيير خريطة المنطقة العربية وإسقاط الأنظمة؟ يؤكد الكاتب الصحفي التونسي، عبدالحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق الجزائرية، أن الإجابة على التساؤل بـ نعم، أمريكا ستتخلّى عن الفوضى الخلاقة وإسقاط الأنظمة، بناء على تصريح واضح ومباشر، من الرئيس الأمريكي المنتخب،دونالد ترامب. وقال الرياحي في مقاله المنشور بصحيفة الشروق التونسية، اليوم الأربعاء، لقد وضع ترامب حدّا للجدل القائم منذ سنوات في المنطقة العربية، على خلفية ما شهدته بلدان «الربيع العبري» من أحداث جسام أشاعت الفوضى والخراب والقتل والدمار، ولعل المشهد السوري يصلح في هذا الاطار لتلخيص معاني «الفوضى الخلاقة» كأداة لاضعاف النظام ومحاولة إسقاطه. ويرى الكاتب، أن تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب والذي سبقته إشارات كثيرة صادرة عنه وعن فريق مستشاريه، باتجاه لملمة تبعات الكوارث التي سببتها إدارة أوباما، هو عبارة عن ارادة سياسية مصممة على اغلاق قوس «الفوضى الخلاقة»، وعلى التوجه لضرب العنوان الصحيح للارهاب ممثلا في تشكيلات الجماعات المتطرفة التي استخدمت كبنادق للايجار. نص المقال : أمريكا ستتخلّى عن الفوضى الخلاقة وإسقاط الأنظمة» بهذا التصريح الواضح والمباشر يكون الرئيس الأمريكي المنتخب ـ دونالد ترامب ـ قد وضع حدّا للجدل القائم منذ سنوات في المنطقة العربية.. على خلفية ما شهدته بلدان «الربيع العبري» من احداث جسام أشاعت الفوضى والخراب والقتل والدمار. الجدل وضع وجهتي نظر في المواجهة.. واحدة تطوعت ودخلت بيت الطاعة الأمريكي لتستفيد من فتات «الفوضى الخلاقة» ولو كانت مغمسة بدماء الشعوب.. وواحدة ترفض دخول بيت الطاعة وترفض توصيف الفوضى الحاصلة على انها «ربيع عربي» وتصر على انها خراب عبري تدثّر في لحظات تاريخية مجنونة بطموحات ومطالب شعوب في جرعات اضافية من الحرية ومن الديمقراطية ليدك حصونا ويدمر دولا ويعصف بوحدتها ويرهنها تحت مشرط «التقسيم وإعادة التشكيل». وقد أبدى الفريق الأول ويتشكل أساسا من فصائل من الاسلام السياسي عنادا كبيرا وإصرارا أكبر على توصيف ما جرى ويجري على أنه ثورات، مع أن كل فصول المؤامرة انكشفت وبانت وأصبح بالامكان تبيّنها بالعين المجردة ولمسها لمس اليد. وحين يؤكد الرئيس الأمريكي الجديد بأن إدارته سوف تقطع مع سياسة الفوضى الخلاقة واسقاط الأنظمة، فإنه في واقع الأمر يضع التوصيف الحقيقي والدقيق لما تشهده منطقتنا العربية منذ ست سنوات. وهو بصريح العبارة يقول للعالم بأن أمريكا تحت إدارة ـ أوباما ـ اتبعت نهج اشاعة «الفوضى الخلاقة» لتحقيق هدف اسقاط الأنظمة وزعزعة أركانها ليصبح ممكنا المرور إلى مرحلة «التقسيم وإعادة التشكيل»، لإعادة رسم حدود وجغرافيا ما يسمى الشرق الأوسط الجديد. هذا الكيان الذي لا مكان فيه لمعاني سيادة واستقلال الدول.. ولا مكان فيه لدول قوية وقادرة على الصمود في وجه إسرائيل.. كيان لا وجود فيه إلا لدول قزمية وهزيلة وكيانات طائفية ومذهبية تقبل الدوران في فلك الكيان الصهيوني.. بل وتتحالف معه لاسقاط الأنظمة الوطنية ونحر الدول بل وتفتيتها وتقديم اشلائها عربون ولاء للتحالف الامريكي ـ الصهيوني الذي يحرّك الخيوط من وراء الستار. ولعل المشهد السوري يصلح في هذا الاطار لتلخيص معاني «الفوضى الخلاقة» كأداة لاضعاف النظام ومحاولة اسقاطه.. حيث استقدم ارهابيون وعصابات من 80 دولة وتحالفت دول على تدريبهم وتسليحهم وتمويلهم والزج بهم في ثنايا الجغرافيا السورية.. ويتولى الكيان الصهيوني في مقدمة هؤلاء دعمهم بكل الوسائل بما فيها التدخل العسكري المباشر لرفدهم كلّما ضيّق عليهم الجيش العربي السوري الخناق وبدت هزيمتهم وشيكة. ان تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب والذي سبقته اشارات كثيرة صادرة عنه وعن فريق مستشاريه باتجاه لملمة تبعات الكوارث التي سببتها إدارة أوباما، هو عبارة عن ارادة سياسية مصممة على اغلاق قوس «الفوضى الخلاقة» وعلى التوجه لضرب العنوان الصحيح للارهاب ممثلا في تشكيلات الجماعات المتطرفة التي استخدمت كبنادق للايجار قبل أن تقوى ويشتد عودها لتصبح شوكة في حلق الجميع وفي طليعتهم امريكا. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)