صحيفة وصف : اعتبر عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، أن جامعة الإمام قلعة حصينة وحامية للعقيدة، ووريثة الدعوة بمقرراتها ومدرسيها وطلابها، وهي الجامعة التي قامت على أساس الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ولم تقم على مطامع دنيوية أو سلطة، بل غايتها التوحيد، وتحقيق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، مشيرًا إلى أنها دعوة تتميز بالتوسط والعدالة والحق. جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها البرنامج التوعوي (آمن)، التي نظمتها وحدة التوعية الفكرية بالجامعة، وألقاها فضيلة الشيخ صالح الفوزان تحت عنوان (مسؤولية الشباب عن دينهم ووطنهم) في جامع خادم الحرمين الشريفين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. وبيّن فضيلة الشيخ الفوزان أن طلاب جامعة الإمام في مقدمة الصفوف الذين سيقودون هذه الأمة بإذن الله وسيدافعون عنها، وعن دينها وعقيدتها، ولاسيما في وقت يحارَب فيه المسلمون من قِبل الأعداء والحاقدين في مشارق الأرض ومغاربها على هذه البلاد وعلى هذا الدين، إذا تمسكوا بالسلاح الكافي الذي ينتصرون به على أعداء الدين، وحملوه حملاً صحيحًا، ألا وهو كتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم -، وما عليه سلف هذه الأمة، وسيرة السلف الصالح، وما عداه فهو أكاذيب وأباطيل.. قال تعالى {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}، وقال تعالى {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}. وأضاف فضيلة الشيخ الفوزان بأن واجب الشباب نحو الإسلام والوطن واجب شرعي، وعليهم أن يسعوا لعظمته ورقيه؛ فهي غاية كل مسؤول غيور، يريد أن يصل إلى قمة المجد والعلا. وهذا من أنبل الواجبات. وإن إثمًا ما دونه كل إثم أن ينصرف أبناء الوطن عن القيام بحقوقه الشرعية في الدفاع عنه، وتكون أبلغ الجهود وأنبل المساعي لخير رفعة الدين والعمل لمجد الوطن؛ ففي رفعة الدين والوطن رفعتهم، وفي ذله وشقائه ضعفهم وشقاؤهم؛ فحب الوطن، والارتباط به، والدفاع عنه، أعظم مسؤولية تجاهه، وهذا الإحساس مأمور به في الإسلام. وأضاف: وعلى المرء أن يضحي بكل شيء من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والوطن، وهذا من أسمى ما يمكن أن تقوم به الأجيال حفاظًا على وحدته وتربته، ومقدساته. وإن من أول واجبات الشباب تجاه هذا العمل التمسك بالدين الإسلامي، ونشره وحفظه، والدفاع عنه، والانتساب إليه، والتحلي بأخلاقه، واعتبار ذلك شيئًا أساسيًّا في حياة الشباب؛ فهو طهارة للنفس، وتهيئة للروح، وتزكية لها. وأوضح الشيخ الفوزان أن على الشباب المسلم أن يستشعر المسؤولية، وأن يعلم أنه مسؤول أمام الله عن هذه المرحلة الحيوية المهمة من عمره، وأن الله سائله يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه؛ فعليه أن يحضّر لهذا السؤال الخطير جوابًا، وكيف أنفق. (0)