كشفت رئيسة مركز الأمراض الوراثية الدكتورة ليلى بستكي عن وجود مشروع «قائم ويُدرس» لعمل الجينوم البشري لجميع الكويتيين، ليكون لكل فرد سجل جيني وراثي يستخدم لتجنب بعض الأمراض الوراثية، ويقلل الهدر في الأدوية، وتُحدد عن طريقه العلاجات الناجعة لكل حالة. وأوضحت بستكي، التي تترأس المؤتمر العالمي السادس للأمراض الوراثية في الكويت الذي افتتح أمس ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة تسع دول خليجية وعربية وأجنبية أن «من بين أهم التوصيات للمؤتمر التوصية بعمل الجينوم البشري لدولة الكويت، ليكون لكل فرد سجل جيني وراثي يستخدم لتجنب بعض الأمراض الوراثية، وتقليل الهدر في الأدوية، وتحديد العلاجات الناجعة لكل حالة، لافتة إلى أنه «مشروع قائم ويُدرس في الوقت الحالي». وقالت بستكي «إن المشروع يمكن تطبيقه على الشعب الكويتي ككل أو على عائلات معينة»، لافتة إلى أن «قطر قامت بعمل الجينوم البشري لـ 300 ألف من مواطنيها». وبالإشارة إلى صعوبة عمل الجينوم البشري لجميع الكويتيين، الذين يصل تعدادهم إلى نحو مليون ونصف المليون، ذكرت بستكي أنه «يمكن اختيار أخذ عائلة معينة من العائلات التي جاءت من السعودية أو من إيران أو من العراق»، لافتة إلى أهمية أن تكون هناك آلية لعمل الجينوم البشري في الكويت. وأوضحت أن «ذلك يفيد في تقليل الهدر في الأدوية وإعطاء المريض الدواء المناسب وتقليل الآثار الجانبية للدواء ومعرفة الأمراض الوراثية التي يحملها المجتمع والأمراض السائدة، ومعرفة التحاليل التي يمكن إدخالها في فحص المواليد وقبل الزواج»، مشيرة إلى أن «البصمة الوراثية جزء من الجينوم، ففي البصمة الوراثية يتم تحليل نحو 12 إلى 16 جيناً محدّداً، لكن في الجينوم الشخصي نقوم بعمل مسح لكل الأمراض». وأشارت بستكي إلى «عدم إمكان الفحص الجيني لأي شخص إلا بموافقته، وفي الخارج لا بد من الحصول على الموافقة إذا ما كان هناك تحليل DNA للشخص، كما أن هناك أعمالاً خطرة يقوم بها أفراد بعض المهن كرجال الشرطة والإطفاء والجيش، ولا يمكن التعرف على العاملين في حال حدوث انفجار إلا بعد الموافقة أو بحكم قضائي لعمل تحليل DNA». وأوضحت أن «أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً في الكويت هي الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب، حيث تزيد نسبتها على 50 في المئة، ما يسبب وجود جينات مريضة في بعض العائلات، فنتيجة لهذا الزواج تتفاعل تلك الجينات وتتكدس وتظهر أطفالاً غير طبيعيين».