حلب (أ ف ب) - دفعت المعارك العنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في شرق حلب الطفلة بانة العابد التي تحظى تغريداتها على موقع تويتر بعشرات الالاف من المتابعين، الى الفرار مع عائلتها الى حي اكثر امانا، وفق ما ذكر والدها لوكالة فرانس برس. وقال غسان العبد عبر الهاتف "تضرر منزلنا جراء القصف" في الايام الاخيرة مع تقدم قوات النظام وسيطرتها على نحو ثلثي مساحة الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ العام 2012. واضاف "اقترب الجيش كثيرا من حينا واضطررنا للنزوح الى مكان آخر. ونحن الان بخير". وخسرت الفصائل المعارضة منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر نحو ثلثي الاحياء التي كانت سيطرت عليها منذ العام 2012 في مدينة حلب. وبمساعدة والدتها فاطمة، بدأت بانة في 23 ايلول/سبتمبر التغريد بالانكليزية عبر حساب يحمل اسمها غداة بدء قوات النظام هجوما بريا على شرق حلب مدعوما بغارات روسية كثيفة. ومنذ ذلك الحين، حظي حساب بانا الموثق على تويتر بـ210 الاف متابع يتفاعلون معها ويشاركون تغريداتها. لكن تغريدة كتبتها والدتها بالانكليزية مساء الاحد اثارت قلق رواد موقع التواصل الاجتماعي، وجاء فيها "نحن متيقنون ان الجيش سيلقي القبض علينا الان. سنلتقي مجددا ذات يوم، ايها العالم العزيز. الى اللقاء. فاطمة". ولم تنشر الوالدة وطفلتها اي تغريدات بعد 24 ساعة، ما دفع المغردون الى اطلاق هاشتاغ بالانكليزية "اين بانا؟". وعادت الوالدة لتنشر مساء الاثنين تغريدة كتبت فيها "نتعرض للهجوم. لا مكان للذهاب اليه. نشعر بالموت في كل دقيقة. صلوا لأجلنا. الى اللقاء. فاطمة". وخلال الاسابيع الماضية، نشرت الوالدة وطفلتها سلسلة تغريدات بلغة انكليزية ركيكة احيانا تصفان فيها المأساة التي يعيشها 250 الف شخص محاصرين في شرق حلب منذ تموز/يوليو تحت وطأة الغارات والقصف الكثيف. وتضمنت التغريدات صورا ومقاطع فيديو للقصف والدمار واخرى تظهر بانة خلال مطالعتها كتابا. وشكلت الطفلة ظاهرة على موقع تويتر رأى فيها الاف المغردين رمزا لمعاناة المدنيين في شرق حلب. وجذبت اهتماما عالميا حتى ان الكاتبة البريطانية جوان رولينغ اهدتها نسخة الكترونية من سلسلة "هاري بوتر". وفي مقابل المتعاطفين مع بانة وآلاف المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، يعتبر مؤيدو النظام حساب تويتر الذي يحمل اسم بانة اداة دعائية. وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع قناة دنماركية في السادس من تشرين الاول/أكتوبر ردا على سؤال عنها "انها لعبة الان، لعبة بروباغندا ولعبة وسائل الاعلام".