دخل زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي امس الي مباني البرلمان في مدينة امدرمان لاول مرة منذ ان غادره مجبرا في 1999 ، وربط مراقبون الخطوة بحالة التطبيع التي وسمت علاقة عراب الإنقاذ السابق وتلاميذه بعد موافقة الترابي على الحوار دون اي شروط تاركا دعواته السابقة لاسقاط النظام. وغادر الترابي البرلمان في العام 1999 عقب قرار الرئيس عمر البشير بحل البرلمان الذي كان يرأسه في ما عرف بقرارات الرابع من رمضان. وأحيطت مشاركة الترابي أمس في مناسبة دينية نظمها البرلمان بسرية تامة لعدم ثقتهم في تلبيته للدعوة، ولم تكن زيارة الترابي بالأمر العادي وكان متوقعا أن لا يستجيب للدعوة التي قدمها له رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان للمشاركة، واصيب المتواجدون داخل البرلمان وفنائه بالدهشة حال دخول سيارة الترابي الفخمة الى المقر. وقال "لقد إنشرح صدري اليوم وأنا أدخل البرلمان بعد أن اقصيت منه قبل أكثر من عشر أعوام وماقدرت يوما قط أنني سأعود فهذه رحمة من الله تجلت في بركة أهل الذكر". وشدد الترابي على ضرورة وحدة الاسلام ونصرة الدين وتجاوز المحن والفتن لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد. ووجد ترحيبا لافتا من قادة البرلمان وتوافد الموظفين ممن عملوا معه ليلقوا عليه التحايا وبدت آثار الاندهاش واضحة على ملامحهم. وأبدى رئيس البرلمان الفاتح عزالدين احتفاءً خاصاً بالترابي ووصفه بالعالم والمفكر.