النسخة: الورقية - سعودي بعد أن حقق نادي الفتح العام الماضي بطولة الدوري، خرجت الكثير من الآراء تقلل من إنجاز الفتح، وتعلل هذا الفوز بسبب ضعف مستويات بقية الأندية. المثير للاستغراب أن مثل هذا الرأي يأتي كل عام، ويقلل خصوم المنتصر من البطولة بحجة أن في ذلك مواساة لخسارة فريقهم. بعد كل مباراة، تخرج التصريحات من الفريق الخاسر بأن أداء اللاعبين كان سيئاً، وأن الفريق الفائز لم يكن جديراً بالفوز، وكأن الحل السريع لإحباط الفرح هو وصف الخصم بالضعف، محاولة فاشلة في التشكيك بأن الهزيمة أحد احتمالات اللعبة، لذلك يمكن القول إنه لا يمكنك أن تبتهج بالفرح ما لم تكن قادراً على تقبل الهزيمة بشرف. بعد كل جولة، يعلق الجمهور الهزيمة على رداءة التحكيم، حتى الفريق الذي عُرف عنه أنه يحظى غالباً بالتواطؤ من الحكام، بات لديه عذر جديد، ويتهم الحكام بأنهم لم يعودوا يظلمون الأندية الأخرى كما يجب. ولكننا في النهاية مجبورون على فرض حُسن النوايا في الحكام على اعتبار أن العدل يمكن أن يفسر بأنه شكل آخر للظلم. بعد أن ينتقل لاعب إلى فريق منافس، يتحول أنصاره إلى أعداء، يحيلون كل مجد خاص صنعه إلى أمجاد فريق، يأخذون منه كل تعبه ويمنحونه بدلاً منه عتباً. أنصار اللاعب الجدد، أعداؤه السابقون ينقلبون على كلامهم، يستقبلونه بكل الألقاب القديمة التي طالما سخروا منها، حتى بات اللاعب لسوء الحظ يخرج من بوابة فريقه ومن قلوب جمهوره، ويدخل من بوابة الحرمان من أن يبقى لماضيه صورة جميلة قد يحملها معه كمكافأة نهاية خدمة. بعد أن تظهر في ملاعبنا موهبة جديدة، يحاصر منذ البداية في إطار المنافسة مع لاعب سابق، علماً بأن الإبداع في أحد أشكاله هو كسر للشبه، وانحياز من أجل ابتكار مفهوم مختلف للسائد. إننا نعطل خيارات نمو الموهبة عندما نحاصرها في إطار المنافسة مع موهبة اختارت لها قبلاً طريقاً مختلفاً، وكأن إضافة اسم جديد للإبداع قائمة على طمس اسم قديم. بعد أن يتوقف اللاعبون عن حمل شعارات أنديتهم موقتاً، ويرتدون شعار المنتخب بصفته اللباس الرسمي والمصير الأفضل، هناك من يصر على نزع اللون الأخضر ومشاهدة اللاعبين بحسب ميول الأندية، علماً بأن الوطن يستحق أن تذوب كل الألوان، وتنسجم كل الأمنيات، في مصلحة البلد. البلد الذي يرانا العالم من خلاله، ونقدم أنفسنا للعالم باسمه. بعد كل ما سبق، بعد كل ما سيأتي أيضاً من حديث لا ينتهي، بعد كل المبالغ المدفوعة في الأندية، بعد كل هذا العرق والجري في الملاعب، بعد كل المشاحنات وحدّة التعصب والتمسك بالرأي، بعد التشنج والإقصاء والخلافات، بعد كل هذا ما زالت لدينا خاتمة مكررة مبتذلة خادعة تقول: «ترى الدعوة كورة». moh.03@hotmail.com