×
محافظة المنطقة الشرقية

33 محملاً في «حديريات للبوانيش»

صورة الخبر

يشكل الاقتصاد السعودي رقماً صعباً في اقتصاديات المنطقة، فهو الاقتصاد العربي الوحيد في نادي دول العشرين الاقتصادي، كما أنه أحد أكثر اقتصاديات المنطقة بريقاً منذ إعلان برنامج التحول الوطني ورؤية 2030، فقد أشبع الإعلام الاقتصادي العالمي الاقتصاد المحلي طرحاً منذ الإعلان عن الرؤية، إلا أن الإعلام الاقتصادي المحلي في نظر مراقبين لم يؤدِ الأداء الذي يتماشى وقوة الاقتصاد المحلي، وبقي يدور في فلك التغطيات للفعاليات الاقتصادية، دون أن يتناول تلك التحولات الكبيرة في مسيرة الاقتصاد الوطني بمزيد من التحليل والقراءة الواقعية الصحيحة التي تهيء قطاع الأعمال والمواطنين للتعامل مع المرحلة الاقتصادية التي تمر بها المملكة. ندرة المتخصصين أكد د.إبراهيم البعيز -أستاذ الإعلام- أن الإعلام السعودي يعطي الأخبار الاقتصادية حقها مثل بقية الأخبار في المجالات المتخصصة الأخرى، مشيراً إلى أن الإشكالية تكمن في بقية الفنون الصحفية كالتقارير والتحقيقات التي تتناول القضايا الاقتصادية بشيء من العمق والتحليل للمتغيرات في المشهد الاقتصادي. وقال: لعل السبب في ذلك يكمن في ندرة وقلة الصحفيين المتخصصين في مجال الاقتصاد بكافة تفريعاته وقطاعاته الصناعية التجارية، وقد يكون السبب في ذلك أن العمل الإعلامي لدينا وخاصة في المجال الصحفي مازال عاجزاً عن الدخول إلى فضاء المهنية والتخصص، وهذه من العقبات التي يعاني منها إعلامنا المحلي من حيث الاعتماد بشكل كبير على صحفيين متعاونين وغير متفرغين، وليس هناك من جهة تتولى مسؤولية التدريب في المجالات الإعلامية المتخصصة. غياب الشفافية من جهته أوضح د.ماجد التركي - أستاذ سياسات الإعلام- أن الإعلام الاقتصادي لم يتعاطَ مع المرحلة الاقتصادية بالشكل الأمثل حيال رؤية 2030، مبيناً أنه كان عليه فهم معطيات الرؤية وتوجهاتها، مشيراً الى أن الصيغة الأكاديمية تقول: إن المقدمات تفضي إلى النتائج، ولذلك في مسألة التعاطي الإعلامي تجاه الرؤية مثلاً، لم يستطع الإعلام أن يجيب على تساؤلات المجتمع حيال الرؤية. وأضاف: حتى النخب الإعلامية للأسف بمعزل عن ذلك، كما ان الترويج للرؤية تجاهل الإعلام الداخلي، وذهب لقنوات أخرى، الأمر الذي يثير التساؤلات حول القدرة والثقة في الإعلام الاقتصادي المحلي، مشيراً إلى أن الإعلام الاقتصادي في المملكة يفتقد إلى الخبراء المتخصصين الاقتصاديين، ونحن نفتقد كذلك إلى العمل المؤسسي المستقل للرصد والتقييم والتطوير للمشهد الاقتصادي، وهذا يشير إلى أننا لم ندرك أهمية الدراسات الاستباقية والمرادفة والموازية التقييمية التي يمكن أن تمد المؤسسات الإعلامية بالمعلومات التي تبنى عليها القنوات الإعلامية الاقتصادية أطروحاتها، ولو تم عمل مسح للساحة الإعلامية الاقتصادية لوجدناها فقيرة مقارنة بحجم الاقتصاد الوطني. اقتصادنا محط أنظار العالم في وقت نفتقر فيه للاحترافية والتخصص في أسواق النفط وقطاع الأعمال ومواكبة الحراك الاقتصادي الضخم فقدان الإستراتيجية د.مهدي أبو فطيم - رئيس اللجنة الإعلامية بالغرفة التجارية سابقاً – أكد إن الإعلام الاقتصادي يتمتع بإمكانات كبيرة، إلا أنه ينقصه الرؤية الاستراتيجية التي تمكن هذا الإعلام من مواكبة التحولات الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها المملكة. وقال: إننا حينما ننتقد أداء الإعلام الاقتصادي السعودي، فإننا ننتقد أنفسنا قبل كل شيء، ومن المؤلم أن نجد أن الإعلام الاقتصادي العالمي أعطى التحولات والحراك الاقتصادي من الطرح والتحليل والمناقشة ما لم يقدمه الإعلام الاقتصادي المحلي للأسف، فمثلاً رؤية 2030 تمثل حدثاً اقتصادياً مهماً ومفصلياً في مسيرة الاقتصاد الوطني، وللأسف لم يكن تعاطي الإعلام الاقتصادي المحلي مع الرؤية بالشكل المرضي من حيث التناول، ومن حيث إيصال رسالتها إلى المجتمع بشكل يتماشى مع أهدافها واستراتيجيتها. وأضاف: عدم وجود استراتيجية واضحة للإعلام الاقتصادي قد جعلت هذا الإعلام يتخلف عن الحراك الاقتصادي الضخم لاقتصاد المملكة، وأنا أتساءل من المسؤول عن عدم وجود استراتيجية للإعلام الاقتصادي؟ أعتقد أن كثيرين مسؤولين عن ذلك، منهم العاملون في المجال الإعلامي، ومنهم مسؤولون، وكذلك الجهات المسؤولة عن التخطيط، لذلك بدون وجود تلك الرؤية الاستراتيجية في الإعلام الاقتصادي لن يستطيع الإعلام الاقتصادي المحلي أن يكون مواكباً للمنجزات والتحولات الاقتصادية التي تعيشها المملكة، وعلى الرغم من الإمكانات الضخمة التي يمتلكها الإعلام الاقتصادي كإمكانات، إلا أننا للأسف أخفقنا في مجاراة الحراك الاقتصادي الطموح المتمثل في الخطة الوطنية للتحول 2020 وكذلك رؤية 2030. قصور وفجوة وحول نظرة رجال الأعمال إلى الإعلام الاقتصادي بكافة وسائله، وهل قدم مبادرات تجاه رجال الأعمال، وهل خدم قضاياهم، وأوصل صوتهم إلى المسؤولين تجاه كثير من الأنظمة والتشريعات التي تمس قطاع الأعمال بشكل مباشر؟ أجاب ماجد العتيبي- رجل أعمال - مؤكداً أن هناك فجوة كبيرة بين رجال الأعمال والإعلام الاقتصادي في المملكة، مبيناً أن الإعلام لم يصل بعد إلى درجة النضوج والاحترافية التي تمكنه من طرح القضايا التي تهم قطاع الأعمال بشكل يساعد القطاع على تجاوز كثير من الصعاب التي تواجه حراكه، موضحاً أن الإعلام الاقتصادي وخاصة القنوات الفضائية بقيت رهينة التحليل الخاص بالأسهم منذ فورة الأسهم إلى الآن، مشدداً على أنها لم تنجح في تبني القضايا الاقتصادية الهامة التي تؤثر في المشهد الاقتصادي المحلي. الجديعي: العلاقة بين رجل الأعمال والإعلام يجب أن تتجاوز الجانب الإعلاني والتسويقي! أكد صالح الجديعي -رجال الأعمال- أن الإعلام الاقتصادي كان أكثر قرباً من رجال الأعمال من الإعلام العام بكافة قنواته، وأشار إلى السنوات الأخيرة التي شهدت انفتاحاً على قطاع الأعمال من قبل وسائل الإعلام الاقتصادي خاصة المرئي، مبيناً أن الإعلام التقليدي ظل لعقود ينظر إلى علاقته برجال الأعمال في إطار الإعلان والمصلحة المتبادلة. ولفت الجديعي إنه رغم مبادرات قنوات تلفزيونية اقتصادية بالانفتاح على قطاع الأعمال بعيداً عما أسماه «عقدة الإعلان» إلا أن الإعلام الاقتصادي المتخصص بقي يدور في إطار العمل مع المحللين والكتاب والخبراء الاقتصاديين، متجاهلاً الدور الرئيسي لرجال الأعمال في العملية الاقتصادية. وأعتبر أن هناك فجوة بين رجال الأعمال وبين الإعلام بشكل عام، مبيناً أن حصر علاقة أغلب وسائل الإعلام مع رجال الأعمال في زاوية المعلن قد أربك العلاقة بين رجال الأعمال وأغلب الوسائل الإعلامية على اختلاف مشاربها، مشدداً على أنه يمكن أن تكون العلاقة جيدة بين رجال الأعمال أو شركته كجهة معلنة وبين تلك الوسائل، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة التركيز على الجانب المنفعي والتسويقي للوسائل الإعلامية وإغفال بقية جوانب العلاقة التي يفترض أن تربط قطاع الأعمال بوسائل الإعلام وخاصة الاقتصادية منها. رؤية 2030 حدث مفصلي في مسيرة الاقتصاد الوطني يتطلب تعاطي اعلامي محترف ####د. إبراهيم البعيز د. ماجد التركي د. مهدي أبو فطيم ماجد العتيبي