اختتم أخيراً المعرض التشكيلي الشخصي «نوافذ باريسية» للفنان التشكيلي لبناني الأصل فرنسي الجنسية بلال بصل والذي استضافته قاعة بوشهري للفنون على مدى 10 أيام. وقدم بلال بصل خلال معرضه مجموعة مختارة من الأعمال المتميزة التي صاغها بريشته وكانت أشبه بسيرة تشكيلية وثق من خلالها نماذج ونوافذ ورؤى عاشت في وجدانه، وعكست الواقع الفرنسي في مخيلته في محاولة منه للخروج عن المألوف واستحضار عناصر مغايرة للمعتاد في لوحاته مستنداً إلى مساحات لونية كبيرة. يقول بصل: «حين وصلت فرنسا مطلع هذا القرن قادماً من لبنان كان أول ما استقبلني هناك واجهات المباني الباريسية وبالأخص تلك النوافذ متعددة الأشكال والأحجام التي اعتدت مشاهدتها في بيروت، حينها تجددت علاقتي القديمة مع النافذة». وتابع: «مرت سنوات وأنا أتأمل النوافذ الباريسية، أعاين تفاصيلها تقاسيمها، أشكالها، وحالاتها المتعددة، وفي هذه الأثناء بقيت الحرب الأهلية اللبنانية ومشاهدها ماثلة أمامي ومعها الأحاسيس والانفعالات التي عشناها ونحن نتوسل طريقة للوصول تحت القذائف إلى أقرب ملجأ، ورغم المأساة كانت عيني تلتقط صوراً ايجابية مازلت أحتفظ بها في ذاكرتي». وأضاف: «تسعى هذه المجموعة لالتقاط صفوة ما أحببته وعشته في باريس وهو لما عشقته في الحلة التي تزينت بها بيروت الستينات لكن الزمن حرمني من أن أعيشه وأتأمله عن كثب... هذا العشق في الحالتين هو اللوحة البصرية التي ترسم باللون والضوء والتعايش بين الأديان والأفكار الثقافية والسياسية كافة في مبنى واحد متعدد الدلالات، فهو يرمز للوطن والمدينة والشارع أو هو مبنى يقوم هنا أو يرتفع هناك... لكل منها نافذته الخاصة، يخفي وراءها أسراره وهواجسه وخيالاته، يقفلها أو يفتحها ولكنها تبقى أداتنا الأساسية لإثراء جمال المشهد العام». يذكر أن بلال بصل ولد في بيروت عام 1973م ويقيم حالياً في باريس وحاز دبلوم في الرسم والتصوير من كلية الفنون الجميلة عام 1999م وشارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية.