لشبكة الإنترنت فضل في خروج مقالات الكثيـــرين إلى النور، وأنا منهم، إذ أكتـــب ما يجـــول في خاطري من أفكار. صحيح أن المواقع تختار من كتاباتي ما تنشره، غير أنه في المحصلة النهائية تحظى كل مقالة بموافقة بعض المواقع على نشرها. لا أدري ما المعايير التى تحتكم إليها المواقع المختلفة في نشر المقالات المُرسلة إليها. المهم بالنسبة إلي أن تخرج المقالة إلى النور، على رغم أني لا أدري شيئاً عن مستقبل هذه المواقع، ومصير المقالات المنشورة في حال إغلاق هذه المواقع. مسألة التوثيق محل تساؤل، لأنه خلال رحلتي في النشر الرقمي اختفت مواقع وظهرت أخرى. من هنا أحرص على جمع مقالاتي في نهاية كل عام ونشرها في كتاب، على رغم أن المشكـلة نفسها تظل قائمة، وهي مصير المواقع التي تنشر هذه الكتب. ربما هذه الأفكار تأتيني لأن جيلي تعوّد على تبجيل النشر الورقي مقارنة بالنشر الرقمي. النشر الورقي لا مستقبل له، وفق مفكرين غربيين، فالنشر الرقمي في طريقه إلى الهيمنة، والإصدارات الورقية في طريقها إلى الاختفاء لمصلحة الرقمية. هذا يعني أن ضمانات حفظ المادة المنشورة لا بد أنها تتوافر في الغرب لحمايتها من الضياع. أما في عالمنا العربي فالأمر على ما يبدو مختلف، حيث يظل النشر الورقي محتفظاً بمكانته العتيقة من جهة حفظه للمادة المنشورة من الضياع. وأيضاً تظل المادة المنشورة عرضة للضياع بمجرد توقف الموقع، حيث تُنشر هذه المادة. البون شاسع بيننا في العالم العربي وبينهم في الغرب، فالرقمية نتاج حضارتهم، هم أدرى بها وبتوظيفها في خدمة الإنسان. أما نحن فما زلنا نلهث خلفهم.