سائحون يقومون بزيارة مناطق في حلب والتقطوا صور سيلفي بين أنقاض المباني في جولة سياحية باتت حقيقة تستعصي على التصور الإنساني في جحيم المدينة. العرب [نُشرفي2016/12/19، العدد: 10490، ص(19)] سياحة على الأنقاض حلب (سوريا)- وصل “فوج سائحين” في جولة مدهشة لاكتشاف “المعالم المدمرة” لمدينة حلب السورية، كما حرصوا على التقاط صور سيلفي. وتأتي الزيارة التي عنونتها صحيفة ميرور البريطانية بـ”غيلان تبتسم بحلب بينما تلتقط السيلفي”، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة جراء عشرات الآلاف من السكان المحاصرين الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة، ولا يزال إجلاء الكثير منهم معرقلا حتى اليوم. الجولة السياحية التي لا يمكن تصور حدوثها إلا في أشد الكوابيس قتامة، باتت حقيقة تستعصي على التصور الإنساني في جحيم حلب، حيث قام “السائحون” بزيارة مناطق عدة من المدينة، أو بالأحرى أطلالها، والتقطوا صور سيلفي بين أنقاض المباني وأمام السيارات المحطمة. وتظهر إحدى الصور التي نقلتها “الميرور” الابتسامات الواسعة لعدد من السيدات بينما كن يلتقطن صور سيلفي في قلعة حلب التاريخية، فيما اختار آخرون التقاط الصور داخل السيارات المدمرة. وتقع القلعة في المدينة القديمة لحلب، والتي تعرضت لدمار كبير جرّاء القتال. وقد تسبب القتال في تدمير منارة المسجد الأموي الشهير التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرن الحادي عشر، كما تسبب في دمار كبير بالقلعة. وتنتمي المنارة إلى عصر السلاجقة خلال القرن الحادي عشر، إذ دُمرت خلال المواجهات المسلحة التي وقعت في أبريل 2013، تاركة وراءها كومة من الحجارة التي يحمل بعضها الزخارف الأنيقة. أما القلعة فقد انهارت أجزاء من أسوارها، فضلا عن آثار الحريق التي تُرى آثارها على حوائط مدخل القلعة. ويُعتقد أن تلك القلعة هي إحدى أقدم قلاع العالم. وعلى الرغم من أن تاريخ تشييدها غير معروف، يحمل الموقع نفسه أهمية كبرى منذ 3000 عام قبل الميلاد. كما يُعد سوق حلب المغطى أكبر أسواق العالم، الذي ظل لقرون طويلة يشكل مكانا لتجمّع الحرفيين والتجار. فقد اعتاد الناس القدوم من جميع أنحاء العالم لزيارة الدكاكين التي يبلغ عددها 4000 دكان، والخانات التي يبلغ عددها 40 خانا، فضلا عن الفنادق الصغيرة المنتشرة على جانبي الطريق لاستضافة المسافرين. إلا أن جدران السوق الآن لا تُرى فيها سوى آثار السنوات التي شهدت تكرار إطلاق النار والصواريخ وقذائف الهاون من حوله. ولم يوضح التقرير أو تعليقات الصور هوية “السائحين”. وتأتي هذه الزيارة في وقت لا يزال فيه الآلاف من المدنيين عالقين شرقي مدينة حلب بعد توقف عملية الإجلاء. وأدت سنوات من الحرب إلى تحويل مدينة حلب وريفها وبقية مدن المحافظة إلى “دمار شامل”، يجعل من الصعب استعادة المحافظة والمدينة لما كانت عليه من قبل. :: اقرأ أيضاً الصحافة الاقتصادية العراقية.. تغطية سطحية بلا معلومات الحب والثورة وجهان لحلم واحد.. الحرية تدريب صحافيين تونسيين للتوغل في ملفات الفساد بأمان غضب ترامب على مجلة أميركية يكسبها آلاف الاشتراكات