قالت العرب: عظمة الرجل من عظمة المرأة. وقيل عندما تسمو عاطفة الحب عند المرأة تصبح حنانا على الرجل. هذه هي أقوال عربية قديمة ولكن هل المقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة أكثر عظمة» مقولة حقيقية واقعية ؟. من هي هذه المرأة التي هي خلف الرجل ؟!. هل هي أمه ؟، هل هي أخته ؟، هل هي زوجته ؟، هل كل هذه الهمة والتضحية والعطاء خلفها امرأة ؟!، إذن أين الرجل إذا كان خلف هذه العظمة امرأة ؟ وما هو الصحيح من وجهة نظر القراء الكرام ؟. المرأة هي أحلى هدية قدمها الله سبحانه إلى الرجل. من هي المرأة ؟، هي الأم التي قال الله في كتابه العزيز: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها) الآية. هي الزوجة وهي نصف الدين. المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة وآداب السلوك ورقة الشعور. المرأة نصف الحياة إذا كانت مخلصة لزوجها، ابتسامة المرأة الجميلة شعاع من أشعة الشمس. المرأة الفاضلة كالبحر، مطيعة لمن يقوى عليها، جبارة لمن يخشاها. قد تنسى المرأة الرجل الذي انتشلها من الوحل لكنها لن تنسى الذي دفعها إلى الوحل. من أجمل ما قد يحدث للرجل أن يقع بين يدي المرأة ولكن ويله إن وقع في يدها. كان الشاب الميكانيكي الذي يعمل بشركة متواضعة في مدينة « ديترويت » يحصل على 11 دولارا أسبوعيا مقابل عمل لمدة عشر ساعات في اليوم ولكن الشاب الطموح حين يصل لمنزله يقضي نصف الليل في حظيرة دواجن وبقر خلف كوخ منزله عاكفا على محاولة اختراع شيء جديد. وفيما كان والده الفلاح يعتبر محاولات ابنه ضربا من العبث فقد كانت زوجة الشاب هي الوحيدة من بين أهله وجيرانه هي التي تشجعه وكانت تقضي معه الليل الطويل تشد من أزره وتلهب من حماسه ، وعندما يحل فصل الشتاء كانت تحمل له في يدها مصباح الغاز لتضيء له بينما أسنانها تصطك من البرد ، وكان زوجها يطلق عليها لقب « المؤمنة » واستمرت معه على هذا الحال ثـلاث سنوات. وفي سنة 1893م أشرف العمل على نهايته، وكان الشاب يومئذ قد قارب الثلاثين من عمره، وفي يوم من أيام السنة تناهى إلى سمع الجيران صوت غريب لم يألفوه من قبل، فهرعوا على أثره إلى نوافذهم فرأوا عجبا، رأوا الشاب الذي هزأوا منه ومن زوجته يركبان عربة تجري بلا خيل، ولا بعير ولا حمار، وشاهدوا بأعينهم المذهولة تلك العربة العجيبة تصل إلى نهاية الشارع ثم تعود. ويومئذ شهد العالم الحديث مولد اختراع جديد وبداية ثورة صناعية عالمية كان ولايزال لها أبلغ الأثر في تطور العالم، وإذا كان « هنري فورد » هو « أبو هذا الاختراع » فقد استحقت زوجته عن جدارة أن تكون « أم هذا الاختراع ». وقد سئـل المخترع « هنري فورد » بعد أكثر من أربعين عاما من تاريخ اختراعه، ماذا ينشد أن يكون لو عاش على الأرض مرة أخرى ؟، فقد أجاب بقوله : « لا يهمني ماذا أكون بقدر ما يهمني أن تكون امرأتي بجانبي في هذه الحياة الثانية، وقال مقولته الشهيرة: « وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم ». للتواصل ( فاكس 6079343 ).