×
محافظة المنطقة الشرقية

العاهل السعودي يأمر بإعادة تشكيل هيئة العلماء ومجلس الشورى

صورة الخبر

أسيل جندي-القدس عندما رُزقت المقدسية هناء حوّاش بطفلها البكر عز الدين قبل سبعة أعوام لم تكن تعلم أنه مصاب بالتوحد، إذ ليس لديها الخبرة الكافية بمراحل تطور الطفل لتدرك أن خللا ما يعيق ابنها عن النطق والتفاعل مع من حوله. ومع مرور الأيام لاحظت أمه ومن حولها أن عز الدين لا يستجيب عند مناداته، بل يصرخ بشكل دائم، لتبدأ آنذاك رحلة تشخيصه التي انتهت مع بلوغه العامين ونصف العام وتأكد خلالها أنه طفل متوحد. خضع الطفل لجلسات علاجية فيمراكز صحية عدة والتحق برياض أطفال للتربية الخاصة، لكن ما إن سمعت والدته عن المدرسة الدامجة في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس الشرقية حتى سارعت لتسجيله فيها. قرار الدمج مكث الطفل عز الدين عامه الأول في صفوف التوحد بالمدرسة، لكن المؤسسة قررت دمجه مع الأطفال الأصحاء بالصف الأول الأساسيمطلع العام الدراسي الحالي. وحول الخطوة الأخيرة قالت والدته "تطوّر عز الدين اجتماعيا بشكل ملفت وأعتقد أن السبب الرئيسي هو اختلاطه اليومي مع طلبة لا يعانون من مشاكل صحية، لكنه ما زال يحتاج لكثير من الجهد والتأهيل ليتمكن من التعبير عن نفسه بشكل جيد". عز الدين المصاب بالتوحد يتلقى تعليمه إلى جانب أطفال أصحاء بمدرسة دامجة (الجزيرة نت) لم يقتصر تطور عز الدين على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي فحسب، بل اكتشفت والدته موهبته الموسيقية أيضا بالعزف على آلة الأورغ، التي تعتقد أنها فتحت أمام طفلها آفاقا جديدة وعززت ثقته في نفسه. وتقول معلمة الطفل سيرين رمضانإن الطفل يعتمد على نفسه بشكل كامل في احتياجاته الشخصية، ويتواصل بصريا مع المعلمات وزملائه الطلبة، ويتطور أكاديميا بشكل ملفت. وعن أهمية دمج ذوي الإعاقة مع أطفال أصحاء على مقاعد الدراسة، أكدت المعلمة رمضان أن ذلك مهم جدا للطرفين، إذ ينمي لدى الطلبة الأصحاء روح التعاون ومساعدة الآخر واحترام الناس على طبيعتهم المختلفة، كما يُشعر هذا الدمج ذوي الإعاقة بأنهم أشخاص طبيعيون وغير منبوذين. ويحيي العالمفي 3ديسمبر/كانون الأول من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يوم عالمي خصصّ من قبل الأمم المتحدة منذ العام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. وليس بعيدا عن الغرفة الصفية التي يتلقى بها الطفل عز الدين تعليمه، يجلس الفتى المعاق حركيا علي محمد علي على كرسيه المتحرك في الصف الحادي عشر بالمدرسة الدامجة في مؤسسة الأميرة بسمة. 5230530800001 870f770c-6ba5-4ccf-a500-5ecef7900dd8 bf975443-226e-4f29-b10c-f2b663667b54 video ويجمع الطاقم التدريسي والإداري على نجاح الفتى في تخطي حاجز الإعاقة بعد التحاقه بالمدرسة مع بلوغه سن الرابعة. وعن تجربته الشخصية، قال علي إن دمجه مع أشخاص آخرين لا يعانون من إعاقات حركية ساعده بشكل كبير على تحدي الإعاقة التي لم تشكل يوما حاجزا أمام تعليمه وحتى حركته، مضيفا "اعتدت على الخروج مع أصدقائي للتنزه بمدينتي رام الله وبيت لحم ولم أسمح للكرسي المتحرك أن يُحبطني ويُقعدني يوما". وتوجه علي لذوي الإعاقة في يومهم العالمي برسالة قائلا "أعرف كثيرين من ذوي الإعاقة ممن يلازمون منازلهم خجلا من إعاقتهم وهذا مؤلم.. انهضوا واخرجوا للتعلم ولعيش حياة طبيعية وفرّغوا طاقاتكم بما هو مفيد، يجب أن تكون الإعاقةمصدر القوة وليس الضعف في شخصيتنا". ويبلغ عدد الطلبة في مدرسة الأميرة بسمة بالقدس 469 طالبا وطالبة من بينهم 151 من ذوي الإعاقة. وفي إحدى غرف الورشة المحمية بمؤسسة الأميرة بسمة، يجلس المقدسي نضال أبو رميلة -المصاب بشلل الأطفال- أمام آلة الخياطة التي يحيك عليها قطعا قماشية تُثبت على الركبتين لمساعدة ذوي الإعاقة على المشي. أبو رميلة اشتغل في الخزف والكراسي الخشبية والخياطة ويعتزم إتمام دراسته الجامعية(الجزيرة نت) أب وجامعي أبو رميلة الذي شارف على إنهاء العقد الرابع من عمره أب لسبعة من الأبناء، وزار المؤسسة للمرة الأولى عام 1998 بهدف التأهيل والعلاج ولم يغادرها حتى اليوم. بعد عشرة أعوام من التأهيل والعمل في مصنع الأطراف الصناعية بالمؤسسة، انتقل أبو رميلة للعمل في صناعة الخزف والكراسي الخشبية والخياطة، ولم يكتف بذلك، بل أصر على الحصول على شهادة الدبلوم بالمحاسبة واستلم مقصف المدرسة الدامجة بالمؤسسة قبل أربعة أعوام. التحق أبو رميلة مؤخرا بجامعة القدس المفتوحة ويدرس حاليا تخصص التربية ويطمح للحصول على شهادة الماجستير مستقبلا، وعن رحلته في الإعاقة والإصرار على تخطيها قال "هناك معاقون يضعون العقبات أمامهم ويرفضون تحديها، لكن في الواقع الإعاقة لا تقف بوجه النجاح ويجب أن يتأقلم الإنسان معها ليتخطاها".