قال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، أمس، إن «الأمة مأمورة بالنزول عند حكمه صلى الله عليه وسلم، وهذه المزية عباد الله إنما جاءت لاتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد سار على هذا المنهج صحابته رضوان الله عليهم حبا لرسول الله وامتثالا لأمره. يقول صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». ولقد سار على ذلك الصحابة رضوان الله عليهم وكانوا شديدين حريصين كل الحرص على تطبيق هذه السنة بل كانوا يغضبون عند تركها فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة لأنهم معظمون متمسكون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسموا بالجماعة لاجتماعهم عليها». وأضاف: «أهل السنة والجماعة ليس عندهم إلا مصدر واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يأخذون منها عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم وسلوكهم وأخلاقهم، وأما غيرهم من أهل البدع فإنهم يأخذون رؤى وأحلام أو يأخذون من أئمتهم الذين قدسوهم أو يأخذون من العقول التي قدموها على الشرع. وأهل السنة والجماعة معظمون لنصوص الكتاب والسنة لا يعرضونها على عقولهم بل يلزمون عقولهم بقبولها عرفوا الحكمة أم لم يعرفوها، وأما غيرهم فإنهم يجدون النصوص بعضها ببعض فلا يعملون بمحكم ولا يؤمنون بمتشابه وإنما يتبعون أهوائهم». وأوضح آل الشيخ أن أهل السنة والجماعة يحبون في الله ويبغضون في الله ويحبون المسلمين وإن تباعدت بهم الديار واستعجم فيهم اللسان وأما غيرهم من أهل البدع فإنهم يحبون ويبغضون بالأوطان والعشائر والعرق يقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).