حقق الطبيب الجراح "ليفينت كوستام" حلم طفولته، بإنشاء متحف لعصر الزيتون، في ولاية إزمير، تركيا،يعد الأكبر في العالم، بعد 15 عاماً من بدء تنفيذه، ويروي المتحف، قصة عصر الزيتون قبل 3 آلاف عام وحتى يومنا، وارتباط الطبيب بهذه الشجرة المباركة، منذ نعومة أظفاره حتى تخصصه في الطب وارتباط زيت الزيتون بعمله. بداية الفكرة خطرت فكرة إنشاء متحف لعصر الزيتون في ذهن كوستام، قبل 15 عاما، برفقة زوجته بالتجوّل في قرى منطقة إيجه، لجمع الآلات، وحجارة عصر الزيتون بالطرق التقليدية، مستعيناً بأطلال مدينة "كلوزيميناي" التابعة لقضاء أورلا بولاية أزمير، التي اكتُشف فيها مكان أقدم معصرة للزيتون في العالم يعود تاريخها إلى 600 قبل الميلاد، مروراً بطرق عصر الزيتون في العهدين الروماني ثم العثماني. بدأ الطبيب التركي برفقة المهني "علي أرتان إبليكجي"، بصنع آلات عصر الزيتون، وفقا للحقبة التاريخية المرتبطة بها، واستناداً إلى ما تذكره كتب التاريخ. فكان المتحف الذي أسسه في قرية "أوزون كويو"، التابعة لقضاء "أورلا"، بمثابة مجمع كبير لوسائل وأدوات وآلات عصر الزيتون والطاقة المعتمدة في عصرها، من إنسان وحيوان وماء وبخار ووقود انتهاءً بالطاقة الكهربائية. أكبر متحف تبلغ مساحة المتحف 5500 متر مربع، ليكون أكبر متحفٍ لعصر الزيتون من بين 26 متحفاً في العالم، وأشرفت جمعية "كوستام للثقافة والمتاحف"، التي أسسها الطبيب مع زوجته وأبنائه على تصميم المتحف، وشهد أول فعالية له في 6 نوفمبر الجاري بمناسبة "اليوم العالمي للزيتون"، بفتح أبوابه أمام الأطفال. ونوه كوستام، إلى وجود علاقة وثيقة بين الطبيب وزيت الزيتون، لفوائده الكبيرة على صحة الإنسان. وقال "كوستام": ولدت وكبرت بين حقول الزيتون،التي دائماً ما كانت تعود بي الذاكرة إلى الطفولة، ووفاء مني لهذه الشجرة، بدأت بزراعتها، ثم بدأت بعصر ثمارها، ثم قررت إنشاء معصرة للزيتون عصرية ونظيفة كنظافة غرفة العمليات التي أدخلها، ومع الزمن قررت رواية حكاية عصر الزيتون عبر التاريخ. وأردف الطبيب التركي "بدأت قبل 15 عاماً، برفقة زوجتي، في جمع الآلات والأدوات التقليدية التي كانت تستخدم في عصر الزيتون في المنطقة، بالفعل تمكنا من بعث الحياة من جديد في هذه الآلات، وأنقذناها من أن تتحول إلى حطب للنار". ولفت "كوستام" إلى أنَّ الردود على الطلبات، التي تقدم بها من أجل الحصول على دعم لتأسيس المتحف، كانت سلبية، فاضطر من أجل إتمام المشروع إلى بيع منزله وأرضه، وتخصيص قسم من راتبه الشهري. يقول كوستام، "ثمة 26 متحفاً لزيت الزيتون في العالم، اطلعت على معظمها، هذا المتحف هو الأكبر بينها، ويعادل ثلاثة أضعاف أكبرها، نحن لا نعلم عدد الأدوات والآلات التي ستعرض، فكثير منها مازال في المستودع، أعتقد أنَّ هذا المكان أشبه بمعهد، فكل شيء صُمّم ووضع، بحيث يمكن للزوار تعلم طريقة عمل الآلة". مشيرا إلى أنَّه ضمّ إلى المتحف تفاصيل أحد الشوارع، التي كان يسلكها في طفولته، ونقل إلى المتحف محل البقال والمقهى اللذين كانا في الحي الذي يسكنه، وموضحا أن أهمية المتحف تأتي من السرد التاريخي لعملية عصر الزيتون، ومن إطلاع الثقافات الأخرى على طرق عصر الزيتون في منطقة الأناضول. وقال، إن أبواب المتحف ستكون مفتوحة أمام الجميع، وخصوصا الأطفال، والعام المقبل سنقيم "مهرجان الطفل وزيت الزيتون".