×
محافظة المنطقة الشرقية

المزاحمية يواجه المجزل في قمة الثانية

صورة الخبر

في الماضي كانت الحروب تنشب بدون مقدمات، لأن الإعلام بصورته المعاصرة لم يكن موجودا، وبالتالي فإن الرأي العام العالمي في ذلك الوقت كان مغيباً. اما اليوم فقد اصبحت أخبار العالم في متناول أصابع اليد، أو جهاز التحكم (الريموت) حتى يكاد يصل خبر الأحداث إلى الناس، قبل وقوعها بالإضافة إلى أن تفاصيل المعارك تملأ نشرات الاخبار. ولهذا أصبح الرأي العام في كل مكان رقماً صعباً يجب تدجينه، بل خداعه قبل الإقدام على شن حرب، أو استهداف أية دولة. وفي هذا السبيل تتوحد جهود المخابرات، ووسائل الإعلام، وجهابذة التآمر، والتخريب للوصول الى خلطة تدعم شيطنة هذه الدولة، أو تلك، ولتحقيق ذلك يتم استخدام الإرهاب بأسلوب المد والجزر والتطمين، والطعن في الظهر، وتبادل الادوار، وتشتيت الاذهان، والإخلال بميزان القوى، ولصق التهم، والعمل كوسيط يعمل كقاضٍ وحكم يقف إلى جانب المستهدف في العلن، ويدعم استهدافه في السر، بل أنه يعطي النصيحة الملغمة التي تؤدي نتائجها إلى تعقيد المشكلة، وليس حلها على كافة المستويات السياسية، والاقتصادية، والامنية، والعسكرية وغيرها. ولا شك أن الحملات الاعلامية المعادية، تهدف إلى تشويه سمعة المستهدف من ناحية، وإعداد الرأي العام المحلي هناك من ناحية أخرى، وذلك من خلال اقناع تلك الشعوب، بأن الذي تقوم به دولهم ضد الآخر شرعي، لأنه يصب في المصلحة العليا لذا سموها بالحروب الاستباقية التي أصبحت سمة حراك بعض الدول الكبرى. ولا شك أن ذلك يقف خلفه قوى مشبوهة تعتمد على مراكز تفكير، يديرها جهابذة التآمر الذين يضعون الخطط المستقبلية بعيدة المدى، والدليل على ذلك وثيقة كامبل (1907) وقبلها مؤتمر بازل الصهيوني (1897) اللذان اقترحتا استهداف العالم العربي والاسلامي، والعمل على منع تقدمهما من خلال تشتيت جهودهما، والتوصية بخلق دولة (اسرائيل) وقد نفذت تلك التوصيات خطوة خطوة، والآن جاءت مرحلة تدمير القوة العربية من خلال دعم الاقتتال الداخلي، طبقا لما أوصى به بن غوريون أول رئيس وزراء لاسرائيل، الذي قال أن قوة اسرائيل لا تكمن في تفوقها العسكري، ولا قوتها النووية، بل تكمن في تحطيم الدول العربية ،خصوصا العراق، وسورية، ومصر من خلال الاقتتال الداخلي، وهذا هو ما يحدث، ولا شك أن ذلك الهدف يتم توسيعه ليشمل دول الخليج، والدول العربية الاخرى. ولا شك ان الانقلابات العسكرية المتكررة، وإيصال ملالي طهران الى سدة الحكم، وإشعال الحرب العراقية الايرانية، ثم احتلال العراق، ثم تدمير سورية كان جزءاً، من ذلك المخطط والدور ينتظر الآخرين إن لم يستعدوا له. إن تحالفهم مع ملالي طهران كان سبب غضهم الطرف عن تسلح إيران، وتمددها وتدخلها في شؤون الآخرين، حتى إذا اختل ميزان القوى بالمنطقة، اخذوا بذر الرماد في العيون، من خلال محادثات (5+1) والتي تمت بغياب المستهدفين، والتي يتم حصاد نتائجها السرية هذه الأيام. اليوم الإرهاب الإيراني /الإسرائيلي هو الذي يدمر العراق وسورية واليمن، ويزرع الإرهاب في المنطقة، ويضرب في أوروبا من أجل إقناع الرأي العام الأوروبي والأميركي بأن الإرهاب مصدره إسلامي، ولا شك أن شيطنة المملكة، واتهامها بأنها مصدر التشدد الإسلامي، وبالتالي الإرهاب، ينذر باستهدافها الذي يتم من خلال عدة محاور، مثل التقارير، والمقالات، والتصريحات، أو المقابلات الفضائية مع مأجورين، ومنها ما يتم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها والأدهى والأمر ان يخرج علينا بعض من بني جلدتنا بأطروحات تتوافق تماما مع ما يقوله الأعداء، ناهيك عن أولئك الذين يشوهون تاريخ الامة، ويحطون من قدرها، ويتهمونها بأنها أمة فاشلة، في الوقت الذي يقوم الآخرون بسرقة التاريخ، والأرض، والثقافة، ويدعون أنها لهم، ناهيك عمن يختلقون بطولات مزيفة يدرّسونها أبناءهم حتى يزرعوا فيهم الثقة، والاعتزاز بالنفس، والانتماء للوطن، بينما يشوه المؤدلجون لدينا عقيدة وتاريخ وثقافة الأمة. وعليه فإن خلق إعلام متفوق، وقادر على المقارعة والإقناع، والمواجهة على المستوى المحلي، والاقليمي، والعالمي من خلال استخدام كل وسائل التقنية الحديثة، بما في ذلك خلق جيش سايبر مؤهل، أسوة بمثيلاته في الدول الفاعلة. إن التفوق الإعلامي أصبح اليوم مطلباً ملحاً غير قابل للتأجيل، فالحرب أولها الكلام، وبهذا يقول الشاعر: أرى خللَ الرمادِ وميضَ جَمْرٍ**يوشكُ أن يكونَ له ضرامُ فإنّ النارَ بالعودين تُذْكى**وإنّ الحربَ مبدؤُها كلامُ والله المستعان..