أحمد مراد (القاهرة) اعتبر علماء الدين العمل على حماية أمن المجتمع واستقراره فريضة شرعية وواجباً إنسانياً يجب على المسلم أن يلتزم به حتى تستقيم حياة أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنه من أجل ضمان حماية أمن المجتمع واستقراره، قرر الإسلام عقوبات رادعة لمن يسعون في الأرض فساداً، ويعتدون على أمن المجتمع. د.أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، يوضح أن الدين الإسلامي جاء بمبادئ وتعاليم سامية تجعل من حماية أمن المجتمع فريضة شرعية وضرورة حياتية، وقد شددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ضرورة الالتزام بهذه المبادئ، وتلك التعاليم التي تحمي أمن المجتمع حتى تستقيم حياة أفراد المجتمع، كما حرم الإسلام الحنيف طرق ووسائل الاعتداء على أمن واستقرار المجتمع كافة. وقال د.عمر هاشم: «الإسلام يضع على كاهل المسلم مسؤولية حماية أمن مجتمعه ووطنه، ويعتبر ذلك واجباً دينياً وإنسانياً لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيه، ويكفي أن نشير إلى أن الإسلام حينما شرع القصاص والحدود للحفاظ على أمن المجتمع وحقوق أفراده، لم يجعل الله تعالى ذلك بأيدي الناس، بل جعله بيد ولي الأمر حتى لا تصبح حياة المجتمع فوضى، فتزهق الأرواح، وتراق الدماء على مذابح الأضغان والأحقاد، دم هنا، ودم هناك، مما يعرض أمن المجتمع واستقراره للخطر، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الخطر، حيث قال: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، أي إن الذي يستحل الرقاب وإزهاق الأرواح ينتكس في حياته، ويعود إلى ما كان عليه أهل الجاهلية، ولا يكون حينئذ من المؤمنين، بل إنه يرجع إلى عهود الكفر، ولا يراعي الحرمات التي أمر الإسلام بحمايتها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»». عقوبات رادعة وأضاف: «حذر القرآن الكريم أشد التحذير من محاربة الله ورسوله، وقرر عقوبات رادعة لمن يسعون في الأرض فساداً، ويحاربون الله ورسوله ويعتدون على الحرمات، ويعّرضون مجتمعهم ووطنهم وأمتهم لمخاطر جسيمة فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 33»، وذلك لأن الإفساد في الأرض والعدوان على المجتمع من أبشع الجرائم التي إذا انتشرت في بيئة، أو تفشت في مجتمع نشرت الرعب والفزع والفتن، وأشعلت نار البغضاء والثأر بين الناس فلا تستقر حياة المجتمع، ولا يأمن الناس على دمائهم، وعلى أموالهم، ولا على أغراضهم». ... المزيد