عواصم (وكالات) أعلنت فصائل المعارضة السورية أنها تمكنت من إستعادة المواقع التي اقتحمتها القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، في حي بستان القصر ضمن أحياء حلب الشرقية، مشيرة إلى مقتل وإصابة 30 جندياً من جيش النظام وحلفائه خلال محاولة التقدم، في حين أكدت مصادر ميدانية وعسكرية اندماج كافة الفصائل المقاتلة في الأحياء المحاصرة ضمن تشكيل جديد يحمل اسم «جيش حلب» من أجل تحسين تنظيم دفاعاتها في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها، في مواجهة حملة شرسة يشنها النظام والحلفاء. في المقابل، نشر النظامالمئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة «تمهيداً لحرب شوارع» في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان شرق حلب، مع تأكيد المرصد الحقوقي أن قوات الأسد تتقدم لكنها تخشى الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمقاتلين. وذكر المرصد السوري الحقوقي أن قوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب باتت تسيطر على 40٪ من شرق حلب بعد 15 يوماً على بدء هجوم واسع لاستعادة ثاني مدن سوريا. وأضاف أن قوات النظام تستخدم الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والقصف المدفعي في حملتها ما دفع نحو 50 ألف شخص إلى الفرار إلى الأحياء الغربية من المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يعمل النظام على تضييق الخناق على ما تبقى من قسم حلب الشرقي الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة»، مضيفاً أن قوات النظام بعد سيطرتها على شمال شرق المدينة، باتت تتقدم شرقاً في محيط كرم الجزماتي وجنوباً في حي الشيخ سعيد الشاسع المساحة. وأوضح أن مئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا «تمهيداً لحرب شوارع» في المناطق الأكثر اكتظاظاً . وقال سكان في حلب الشرقية لفرانس برس أثناء محاولتهم التوجه إلى منطقة الصاخور التي استعادها جيش النظام «القصف لا يتوقف، من المستحيل العبور». ووسط أحوال جوية سيئة تزامناً مع القصف الشديد، يتواصل النزوح من الأحياء المتبقية في يد الفصائل المعارضة، حيث قتل أمس 4 أطفال من عائلة واحدة. وأكد المرصد أن أكثر من 300 مدني بينهم 33 طفلاً قتلوا في حلب الشرقية منذ بدء الهجوم في 15 نوفمبر الماضي، بينما قتل نحو 50 شخصاً خلال الفترة نفسها جراء القصف على أحياء حلب الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام. وذكر مراسلون أنهم شاهدوا في الأحياء الشرقية لحلب الكثير من الجثث الممزقة لرجال ونساء وأطفال في شوارع بات بعضها مقفلاً بالأنقاض الناجمة عن القصف الجوي، في حين بات المسعفون عاجزين عن الحركة. في الأثناء، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا أمس، أن 30 ألف شخص يتلقون مساعدات بعد أن فروا من منطقة شرق حلب المحاصرة خلال الأيام القليلة الماضية، مبيناً أن إجمالي النازحين في المدينة المنكوبة يصل إلى 400 ألف، وهو ما يعادل عدد اللاجئين السوريين في كل الأنحاء الأوروبية. بينما أعلن يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة لديها غذاء يكفي 150 ألف شخص جاهز في غرب حلب لكن لا يمكنها حتى الآن الوصول إلى نحو 200 ألف شخص ما زالوا في المنطقة التي نفدت بها مخزونات الغذاء وتجرى فيها العمليات الجراحية في أقبية المباني من دون مخدر. وفيما تجري الأمم المتحدة مباحثات مع روسيا بشأن إقامة 4 ممرات لإيصال المساعدات وإجلاء المصابين، بعد أن أبدت موسكو استعدادها لذلك، طالب ايجلاند النظام السوري بعدم التلكؤ في منح التصاريح والضمانات المطلوبة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين. قال إيجلاند رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سوريا في ختام اجتماع في جنيف أمس، «يمكننا استخدام هذه الممرات الأربعة المقترحة لإجلاء الناس وخصوصاً 400 جريح على الأقل بحاجة لإجلاء طبي فوري». وأضاف أن هذه الممرات يمكن أن تستخدم أيضاً لنقل أدوية ومواد طبية وغذائية. من جهته أكد دي ميستورا أن إعلان «هدنة» إنسانية يبقى أولوية لدى المنظمة الدولية، مشيراً إلى أن سوريا وروسيا رفضتا طلباً من الأمم المتحدة لوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو 400 مريض ومصاب في حاجة للعلاج لكن موسكو تريد مناقشة فكرة إقامة ممرات إنسانية. وكان مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، أكد أمام مجلس الأمن أمس الأول ، أن سكان حلب الشرقية «محاصرون منذ أكثر من 150 يوماً وليس لديهم الإمكانات للاستمرار فترة أطول» محذراً من تحول المدينة إلى «مقبرة ضخمة». ... المزيد