يقول الخبر الظريف (نظراً للارتفاعات التي طرأت على سوق بيع السيارات، قررت وزارة المالية رفع الحد الأعلى للمبالغ المدفوعة لقيمة السيارات التي تؤمن لكبار مسؤولي الدولة)، هل منكم من (تهوّر) خياله مثلي بعد قراءة الخبر وتخيّل الدراجة الهوائية لمحمد مهاتير! أنا متفائل جداً بهذا الخبر، فأصحاب المعالي مثلنا تماماً يعانون من ارتفاعات الأسعار، وهم بلا شك يستحقون أن تؤمن لهم سيارات فارهة بربع مليون فقط لا غير، وبعد 3 سنوات تكون من أملاكهم الخاصة. فأنا أتعاطف مع معاناة أصحاب المعالي مع المشاوير، خاصة إن كان مثلنا يسكن الأطراف ويحتاج للسفر ثلاث مرات في الشهر على الأقل للعاصمة، إما لمواعيد العلاج، أو لإنجاز معاملة قال لهم الموظف في منطقتهم إنها ذهبت للوزارة ولم تعد. هذا بالإضافة إلى المهمّات المفاجئة المتعلقة بالعمل، فكثيراً ما نرى المسؤول (دقّ سلف الموتر) وذهب (للوقوف بنفسه) على مشكلة طارئة حدثت في أطراف البلاد. ولهذا استغرب جداً من ردة فعل المواطن الذي يرى مثلاً أن الحل (للارتفاعات التي طرأت على سوق بيع السيارات) يكون في دعم التعرفة الجمركية مثلاً، كي يستفيد المواطن أيضاً من الحلول. المواطن جشع دوماً فهو يريد سيارة كسيارة المسؤول، رغم أنه المواطن – لا يستخدم السيارة سوى من البيت للمكتب والعكس. والآن دعونا من خبر الرفاهية والحسد، ولننتقل إلى الخبر الذي يمسّ حياة المواطن بشكل مُباشر. فقد أعلنت الشؤون الصحية في محافظة جدة أن 40 % من ثلاجات الموتى فارغة، إضافة لوجود 400 أُخرى مهيأة للكوارث، ولفتت النظر- الشؤون الصحية- إلى عدم وجود أي خطّة حالياً لزيادة عدد ثلاجات الموتى! سأتجاوز الرابط بين الخبرين لظروف نفسية بحتة، وأذهب بالخيال بعيداً..بعيداً..وأعيد صياغة الخبر بصيغة حالمة ليكون الخبر 40 % من الوحدات السكنية فارغة، و400 وحدة أُخرى مهيأة تحسباً للانفجار السكاني المحتمل خلال المائة سنة المقبلة. عزيزي القارئ (وشفيك تضحك!) حتى لو كان حلمي ساذجاً، فالمفترض أن تجاملني على الأقل أو تدعو لي سرّاً بالشفاء والسكن أم إن حسد المسؤول لم يكفك، وحسدتني لأنك تراني أقرب منك للـ40 % من «الوحدات» الفارغة الباردة؟ أخيراً مبارك للسادة أصحاب المعالي سياراتهم، وللمواطن أيضاً مبارك وجود ثلاجة!