لا أعرف إن مَن يحصل على منصب مدير جامعة اليوم يسعد أم يقلق، فهي ليست مناصب تشريفية بقدر ما هي تكليفية، فيها جهدٌ وعناء لبناء صرح كبير بإمكانات محدودة، خصوصًا في مرحلة الانكماش الاقتصادي العالمي، كمَن يحفر في الصخر، ليُخرج واحة. ومع كل ذلك، تطل جامعة الملك عبدالعزيز من نافذة المتفائل المطمئن، فعقدت عدة حفلات لتكريم منسوبيها الذين حظوا بمثل هذه المناصب، والذين خرجوا من رحم الجامعة العريقة، واتجهوا لتقديم خدماتهم لجهات أخرى، وكان لي شرف حضور بعضها. تكريم منسوبي الجامعات الذين خرجوا للعمل في جهات أخرى قد يصعب على جامعة واحدة، خصوصًا إذا كانت الجامعة مدرسة لتخريج القيادات مثل جامعة الملك عبدالعزيز، لأن أكثر التعيينات وأكثر المناصب القيادية المؤثرة في المجتمع، تكون من أساتذة جامعيين في تخصصات مختلفة، والدليل أن ثلثي مجلس الشورى من حملة الدكتوراة. كرمت جامعة الملك عبدالعزيز مؤخرًا، معالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور بندر حجار، كما كرمت في حفل آخر، أربعة من مديري الجامعات الذين صدرت بهم موافقة سامية كريمة، وهم معالي الدكتور عبدالرحمن اليوبي مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز، ومعالي الدكتور أحمد نقادي مديرًا لجامعة بيشة، ومعالي الدكتور فالح السلمي مديرًا لجامعة الملك خالد، ومعالي الدكتور عبدالفتاح مشاط مديرًا لجامعة جدة. كل هؤلاء القادة خدموا الوطن في مواقع أخرى، وكلاء للجامعة، أو مديرين مكلفين، حتى صدر الأمر السامي بتعيينهم، ومن المناسب تكريم الناس الذين خدموا والذين لا زالوا مستعدين ومتطلعين لخدمة الوطن، وهو تقليد وعادة حميدة ينبغي أن نحرص عليها. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات كن طيّبًا وليّنًا مع مَن تتعامل معه، فكل واحد تُقابله يخوض معركة في حياته تحمل كثيرًا من التحديات.