عبر عدد من الأهالي والأعيان ورجال الأعمال عن حزنهم العميق لرحيل رجل الأعمال الشيخ محمد سراج عطار، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وعددوا كثيرا من مناقبه الحميدة وصفاته الراقية، وعطفه على المحتاجين والفقراء والأيتام، ووقوفه معهم، من خلال تكفله بمدينة الأيتام التي شيدها بمفرده دون مساعدة من أحد، واصفينه بـ(رائد الأعمال الخيرية ) وبين لـ(عكاظ) رئيس مجلس إدارة جمعية البر بمكة المكرمة الدكتور طارق صالح جمال أن معرفته بالفقيد كانت منذ القدم وبالتحديد من عهد والده المتوفى 1411هـ، لافتا إلى أن بداية تواصله مع الفقيد حينما أصبح رئيس مجلس ادارة جمعية البر بمكة وذلك بخصوص دور الأيتام والمسنين. وذكر أن الفقيد رجل خير وبر، خصوصا مع الفقراء والمحتاجين، موضحا أنه وقف معهم كثيرا في جمعية البر من عهد المؤسسين الأوائل ولا يبخل ولا يتوانى عن المساهمة في تحسين أوضاع الأيتام والمسنين. وأفاد أن الراحل شيد لهم كثيرا من المباني والمشاريع الخيرية، منها مبنى للمسنين في بطحاء قريش تقدر كلفته بمليون و500 ألف ريال، لافتا إلى أن إسهاماته لم تقتصر فقط على المباني، بل حتى في المجالين الطبي والاجتماعي لهذه الفئات فهو كان الأب الحنون وهذا بلا شك يؤكد أن الفقيد موفق للخير دائما. ودحض الدكتور طارق الشائعات المتداولة في تويتر بأن عددا من رجال الأعمال تعاونوا مع الفقيد لتشييد مبنى الأيتام بطريق مكة، مؤكدا أن الراحل العطار رحمه الله هو من تفرد ببنائه من خلال مؤسسة كافل، «التي أتشرف بامتلاك عضويتها»، موضحا أن عطار مهد وشيد الأرض على حسابه الخاص بـ300 مليون ريال تقريبا. وقال الدكتور طارق: «هذا فقط للحقيقة وتكذيبا لما يشاع في التويتر عن مشاركة رجال أعمال مع الفقيد وهي إلى الآن لم تنته وقد أضاف إليها مركز غسيل كلى، الذي سينشأ بجوار مدينة أيتام مكة في مساحة 10 آلاف متر، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته». إلى ذلك، أبدى المستشار الاجتماعي الأمين العام المكلف لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية إحسان بن صالح طيب حزنه العميق لوفاة الشيخ العطار، مشيرا إلى أنه خرج قبل وفاته بيومين من عملية جراحية في الركبة، منعته من المشاركة في الدفن أو تقديم واجب العزاء في الفقيد الغالي الذي أسس مجموعة جمعيات خيرية مختلفة التخصصات مساجد، أيتام، معاقين، مسنين، مرضى، لافتا إلى أن ذلك الرجل النبيل الممتلئ حبا وخيرا يغيب جسدا ويحضر فعلا ومصافحة وروحا وواقعا مجسدا في العديد من المشروعات الخيرية (مساجد، أيتام، مراكز كلى). وقال طيب: وهذا ما أعرفه والكثير أجهله لعدم رغبته في الإفصاح وأن يجعل ذلك سرا بينه وبين مولاه، وقد تفضل علي وأشركني بالمشاورة بشأن مشروعيه (قرية الأيتام، ومركز الكلى) الواقعين في (طريق مكة - جدة السريع، وما زلت أذكر ترديده لي بقوله (يا إحسان أنا رجل تعديت الثمانين وأبغى أشوف هذا العمل قبل ما ربنا يأخذ أمانته). وأضاف: «ولذلك لم أفاجأ برحيله فقد استعد يرحمه الله لملاقاة ربه بالعمل الصالح الذي يبقى أثره وفعله وقد كان حريصا على ألا يعلم أحد بما يقدمه ويبذله في سبيل الخير لولا أني سمعت بحديث استثارني من البعض عنه بالغمز واللمز بأنه رجل غني ومن أثرياء مكة وليس له دور في المجتمع ولم أتمالك إلا أن نقضت عهدي مع الشيخ محمد سراج وتكلمت أمام جموع الحاضرين عن دور هذا الرجل الغني وما قدم لمكة المكرمة ولأبنائها وقد كانوا يجهلون ما يقدمه من أعمال، لكن بحكم عملي كمستشار اجتماعي تفضل علي بطلب مشاركته في الرأي حول بدايات تأسيس مشروع قرية الأيتام منذ أن كان فكرة ثم شراء الأرض وعمل تصاميمها واستخداماتها وانتهاء ببنائها وقد ذكرت لهؤلاء المتسائلين ما قدمه ويقدمه، وعندما علم يرحمه الله بإفشاء السر الذي بيني وبينه، غضب مني بعد أن كان يرغب في أن تبقى هذه الأعمال بينه وبين خالقه». واعتبر محمد محمود عطار رجل الأعمال الفقيد محمد سراج من المحسنين بالأعمال الخيرية والإنسائية ويلتقي دائما مع الكبير والصغير وصلة الرحم. ويؤكد الدكتور عبدالله دحلان رجل الأعمال المعروف والاقتصادي أن رحيل محمد عطار خسارة كبيرة للوطن، ويتميز بحبه للأعمال الخيرية، وله أياد بيضاء في إقامة الأعمال الخيرية في منطقة مكة المكرمة...والفقيد يعد من البيوتات التجارية المعروفة في الاقتصاد الوطني والذين خدموا البلد في الأعمال التجارية وستظل أعماله الخيرية باقية بإذن الله. أما عضو مجلس غرفة جدة سابقا، ورجل الأعمال عبدالخالق سعيد أكد أن الفقيد له بصمات واضحه وجليلة والفقيد خسارة لنا جميعا لكن هي سنة الحياة .وندعو له بالمغفرة والجزاء في ميزان حسناته وله العديد من الأعمال الخيرية المتعددة والمساهمات في المجالات الإنسانية وهو من أحد رجال الأعمال العصاميين والمكافحين في البلاد ويتمتع برؤية ثاقبة وحنكة عالية ودائما يسعى للأعمال الخيرية بعيدا عن الأضواء ابتغاء لوجهه الكريم. ووصف رجل الأعمال محمد حسن يوسف رحيل العطار بالخسارة خصوصا أنه أحد رواد الأعمال الخيرية وكل همه وشغله الشاغل مد يد العون للآخرين والأيتام، وإقامة المشاريع الخيرية لهم. وقال يوسف: معروف عن الفقيد رحمة الله عليه حبه وشغفه للخير والعطاء على الفقراء والمساكين والمحتاجين، وتواضعه الجم وندعو أن يسكن الفقيد فسيح جناته، و يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وفي السياق ذاته، جالت «عكاظ» في الصرح الخيري الذي تكفل بإنشائه عطار رحمه الله، وهي مدينة أيتام مكة، تشرف عليها مؤسسة كافل، والتقت ببعض العاملين الذين تحدثوا عن دور الفقيد، إذ قال العامل الباكستاني في المشروع شينازاد أن الفقيد كان يتفقد سير العمل في تشييد المشروع من حين لآخر، ملمحا إلى أنهم حين علموا أن المشروع لأيتام عاصمة المسلمين والإسلام مكة المكرمة، شعروا بالفخر والاعتزاز أن يشاركوا في تشييده. وذكر العامل منير أن المشروع لم يكتمل في حياة الفقيد ولكنه سيخلد اسمه بالفعل الطيب، مشيرا إلى أنه تبقت بضعة أشهر على اكتماله، ملمحا إلى أنه بنيت مجمعات سكنية ومسجد، إضافة إلى مركز الشيخ عبدالسلام صالح عطار رحمه الله لغسيل الكلى. بينما، أوضح العاملان محمد مختار وإسلام أن الفقيد ترك أثرا في نفوسهم، لأنه كان يحضر بين الفينة والأخرى لمتابعة سير العمل في المشروع، ويستفسر عن المعوقات التي تعترض نشاطهم، مؤكدين أنه كان لا يبخل بشيء على المشروع ولا يرد طلبات العاملين، ما أكسبه محبتهم.