قال أبو الطيب المتنبي : ما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال المثل الألماني يقول(لا يؤسس البيت على الأرض بل على المرأة) وبما أن الوطن نواته الأسرة فهو أيضا يؤسس على المرأة وهناك بيت شعر شهير لأمير الشعراء احمد شوقي يقول فيه ( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق) ولايختلف اثنان على أنها نصف المجتمع ولكن في المجتمع الشرقي يطغى العنصر الذكوري ويتصدر المشهد الاجتماعي والسياسي وتعيش المرأة في جلبابه حتى لو كانت أعلى منه في المؤهل العلمي نظرا للفكر الديني الضيق الذي يعتبر المرأة عورة ومكانها البيت ورغم التطور الذي شهدته المجتمعات الشرقية إلا أن المرأة لا زالت بعيدة عن المشاركة في صنع القرار رغم تبوأها لمناصب قيادية مثل وزيرة وسفيرة ونائب في البرلمان ودكتورة في الجامعة وما يؤكد هذا الكلام أن امرأة واحدة فقط نجحت في الانتخابات البرلمانية وهي النائب صفاء الهاشم وكان المفروض أن يزيد العدد بعد وصول 4 نساء لعضوية مجلس الأمة في مجلس 2009 ولكن يبدو أنها كانت فقاعة لم تستمر . لاشك أن النظام الانتخابي الذي وضعته الحكومة وحرمت فيه المرأة من ممارسة حقها السياسي لأكثر من النصف هو المسؤول عن غياب المرأة عن المشهد السياسي ولذلك نعتقد أن على الحكومة أن تصلح هذاالوضع الخاطئ والشاذ وذلك بتعديل قانون الانتخاب وتطبيق نظام الكوتا ولا نقصد هنا أن تشارك المرأة في الانتخابات ويتم اختيار أكثرهن أصواتا في كل دائرة ويخصص لكل دائرة مرشحتين وبذلك يكون عدد النساء في المجلس 10 من كل دائرة يتم اختيار اثنتان أكثرهن أصواتا. نعتقد أن وجود المرأة في مجلس الأمة سيكون إضافة إيجابية وإضاءة على هموم وقضايا المرأة لأنها أدرى وأقرب إلى هذه القضايا من الرجل والدليل أنه عندما كان في المجلس 4 عضوات كان هناك اهتمام بقضايا المرأة بل إن هناك قوانين تتعلق بالإسكان والتوظيف والأحوال الشخصية تم إقرارها وهي اليوم تطبق على أرض الواقع لصالح المرأة. أيضا وجود المرأة في المجلس سوف يرتقي بلغة الحوار وأيضا إثراء للنقاش حول العديد من القضايا التي تهم المواطنين ولايخفى على أحد أن المرأة أكثر التزاما من الرجل في حضور الجلسات واللجان وأكثر استعدادا وتحضيرا علاوة على أنها لاتشغل وقت المجلس في توقيع المعاملات الغير قانونية التي يقوم بها الأعضاء الذين يطلق عليهم مناديب والذين يعتمدون في وصولهم للمجلس على الخدمات وتخليص المعاملات وليس على المواقف الهادفة من قضايا المواطن. نأمل أن تتمكن العضوة صفاء الهاشم والتي تشهد مواقفها وأيضا أداؤها على أنها تعادل عشرة رجال كما يقول المثل (الوحدة منهن عن عشر) وأن تسعى إلى تعديل قانون الانتخاب لمزيد من الحريات وتمكين المرأة من الحصول على مقاعد أكثر في البرلمان وأيضا تخفيض سن الناخب وذلك لزيادة المشاركة الشعبية في الانتخابات وفي تشريع القوانين. إن الديمقراطية في الكويت ستظل كالبطة العرجاء متعثرة دائما ولا تحقق الأهداف المرجوة منها طالما لم يتم تعديل الانتخاب وهناك تفاؤل بوجود وجوه جديدة وشابة تؤمن بحق المرأة في الوصول إلى المجلس حتى يكون المجلس ممثل حقيقي لمطالب وتطلعات المواطنين من الجنسين ولا بد أن تكون هناك خطوة تقوم بها النائب صفاء الهاشم في فتح الطريق للمرأة في المشاركة الحقيقية في التشريعات والقوانين التي يقرها مجلس الأمة وفي ممارسة الدور الرقابي وتعزيز دور المرأة في المجتمع والأكيد أن المهمة شاقة والطريق طويل ولكن كما تقول العبارة( رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة). أحمد بودستور