منظر أعاد ذاكرتنا إلى منتصف الستينات أيام ما كنا صبية في سن السابعة، حيث لا توجد ثمة مجاري لتصريف مياه الأمطار، ولا وسائل أخرى مثل مركبات شفط المياه، وكانت تأخذنا براءتنا وفرحتنا ولهوتنا في الأزقة والطرقات والشوارع التي لم تسفلت بعد هطول مياه الأمطار التي تغطي تلك الأزقة والشوارع، بارتفاع قدمين تقريباً في بعض الأماكن وكانت فعلاً تغمرنا الفرحة والسرور حين هطول الأمطار. والمنظر الذي رأيناه وعاد بذاكرتنا بالماضي هو في اسكان سماهيج وخاصة في الدفعة الثانية والثالثة والذين يقطنون بمحاذاة الطرق 3672 و3665 و3666 بمجمع 236، وما شاهدناه فعلاً كان منظراً مبكياً مفرحاً في آن واحد، إذ أن مياه الأمطار كانت تغطي الشوارع بأكملها، ودخلت في البيوت وتوقفت حركة السيارات تماماً، ومن الدعابة قام أحد الشباب بوضع الصنارة لصيد الأسماك كناية عن غزارة الماء، وتعبيراً عن استياء الحال الذي يعيشونه في لحظات هطول الأمطار الغزيرة. ونحن في الالفية الثالثة ومن المفترض ان تسود الوحدات السكنية بمرافقها وخدماتها وشوارعها التكنولوجيا الحديثة والمتطورة وتطال ايضاً المنازل الجديدة وتصريف المياه (المجاري) اذ ان المجاري فاضت واغلقت بمياه الامطار، وهذا الامر يرجع إلى غياب المحاسبة والمراقبة القائمين على تخطيط وبناء الوحدات السكنية والشوارع والمجاري، فلو تم كل ذلك لما تكررت هذه الاخطاء الجسيمة والفادحة في الوحدات السكنية الجديدة وشوارعها، الحكومة رصدت أموال طائله لإنشاء وحدات سكنية وبيوتات جديدة لراحة المواطن فيجب أن لا تترك هذه المشاريع هكذا وتذهب المبالغ التي صرفت عليها سدى. مصطفى الخوخي