شيماء المرزوقي عندما نهم بعمل ما، أو بتقديم فعل جميل تجاه آخرين، قد نسمع صوتاً داخلنا يقول: ما الفائدة؟ بل قد نسمع أقرب الناس لنا يقولون وهم يضحكون: ما الفائدة؟ فضلاً عن كلمات فيها تهكم وسخرية. في الحقيقة أن أي فعل تقدمه سواء أكان فعلاً متواضعاً صغيراً أم حتى لا يذكر، له أثر ووقع مهما ظهر لك أن ليس هناك له أي فائدة منه. على سبيل المثال لو أراد أي واحد منا منح أحد الفقراء مساعدة مالية، ثم إذا دفع بهذا المال في يد الفقير، قد يسأل نفسه: هل سيساهم هذا المبلغ في إخراج الفقير من بؤرة الفقر؟وبطبيعة الحال الإجابة ستكون بالنفي، فضلاً عن هذا قد يسمع من يقول: لن تستطيع مساعدة جميع المحتاجين، فهم كثيرون. مثل هذه الأفكار، أو حتى مثل الكلمات الساخرة التي نسمعها، ليست في محلها نهائياً وغير دقيقة، بل غير صحيحة في مجملها. أسوق قصة قرأتها قبل فترة تحكي عن الأثر الذي نحدثه حتى وإن كنا لا نشعر به، وهي عن صبي ونجمة البحر، تقول القصة: " كان هناك كاتب - مؤلف - دائماً ما يسير على الشاطئ، وفي إحدى المرات شاهد أحد الصبيان يقوم بالتقاط نجمة البحر ويرميها داخل المياه، تعجب من هذا المنظر فأغلب الأطفال يحتفظون بها، لم يشغل ذهنه بهذا الموضوع وأكمل سيره وتأمله على الشاطئ، وفي يوم آخر تكررت نفس المشاهدة من الكاتب، حيث شاهد الصبي نفسه يلتقط نجمة البحر ثم يلقيها في المياه، لكن هذه المرة شده الفضول وتوجه نحو الطفل وسأله: لماذا تشغل بالك بإعادة نجمات البحر إلى المياه؟ فقال الصبي ببساطة: لأن هذا سيحدث فرقاً، ازداد الكاتب حيرة وقال: وما الفرق الذي سوف يحدث إذا رميت هذه النجمة إلى البحر ويوجد على الشاطئ الكثير منها؟ رد الصبي مرة أخرى قائلاً: ذلك سيحدث فرقاً. بعد برهة من الزمن والتفكير أدرك الكاتب المعنى الذي يقصده الصبي، هو أن فعل شيء صغير أو بسيط قد يحدث تغييراً كبيراً في حياة الآخرين. عندما تعطي فقيراً بعض المال، فهو عمل بسيط بالنسبة لك، ولكن تأثيره كبير في الفقير.. تماماً كفعل الصبي على الشاطئ الذي نعتبره متواضعاً، ولكن نجمة البحر تعتبره فعلاً عظيماً. Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com