×
محافظة المنطقة الشرقية

«مطلقات» يطالبن الإسكان باستثناء شرط صك الإعالة

صورة الخبر

تجري منذ منتصف الأسبوع الحالي اجتماعات كامب ديفيد 2 كما بات يعرف. ذلك الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دول مجلس التعاون الخليجي غداة توقيع إطار التفاهم المشترك بين إيران من جهة والدول العظمى 5+1 حول برنامج الأولى النووي. وبينما نجح كامب ديفيد 1 في أن تتمخض اجتماعاته عن توقيع اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية سنة 1978م، فليس من المتوقع أن تتمخض نسخته الثانية عن نفس المستوى من النجاح. حمل اللقاء المتلفز الذي أجراه الصحفي الكبير توماس فريدمان مع الرئيس باراك أوباما -بشكل ضمني- أجندة الاجتماع الدائر حالياً، وألقى الضوء على ما يشغل بال الرئيس الأمريكي في هذه اللحظة، وما هي أولوياته في هذا الاجتماع، إذ أكد أنه لا يرى الخطر على دول الخليج خطراً خارجياً بالدرجة الأولى، لكنه يراه خطراً داخليا (كما قال)، وأن ذلك جدير بدفع بعض مواطني تلك الدول إلى التطرف، كما قال. وتوقع الرئيس الأمريكي في لقائه ذاك أن المحادثات ستكون صعبة، مؤكدا ألا مناص من مصارحة الحلفاء. في ذلك اللقاء اقترب أوباما كثيرا من حد الاعتذار لإيران عن ممارسات الإدارات الأمريكية السابقة، حين اعترف ضمنيا بالأخطاء التي ارتكبتها ضد إيران، ذاكرا منها إجهاض التجربة الديمقراطية الإيرانية الأولى على يد محمد مصدق في بداية العقد السادس من القرن الماضي. الدول الخليجية لأول مرة في تاريخها تخوض حرباً مباشرة مع عدو إيراني خارجي يحاول زعزعة أمنها واستقرارها، ممتطياً بالوكالة أقليات مذهبية هي من مكونات بعض تلك الدول بعد إيهامها بأنه المدافع الأصيل عن حقوقها. فهي، أي دول الخليج، ترى نهج إيران التوسعي خطر المرتبة الأولى. إذا كان لتاريخ الشرق الأوسط أن يسمى حقبا اعتماداً على أبرز الرؤساء الأمريكان المؤثرين في سياساته، وإذا كان بالإمكان تمييز الحقبة (الريجانية) عن (البوشية) مثلاً فيمكن أن نخمن أنه يمر الآن بحقبة (الأوبامية) والتي مفادها تدبروا شئونكم أو باللغة الانجليزية (MIND YOUR OWN BUSINESS) وهي حقبة ترفض فيها الإدارة الانخراط بشكل حاسم ومباشر في القضايا المحلية، فضلاً عن إرسال جنود أو ترتيب أزمات الشرق الأوسط كما كان يحصل سابقاً. هل يجب أن نذكر ظواهر أخرى للحقبة نفسها حسناً؛ التردد في محاربة داعش بشكل مباشر مما يصعب على الحكومة العراقية تحرير أراضيها، تخليها عن الشعب السوري وعن خطها الأحمر الكيماوي الذي خطته لنفسها في سوريا، تراجع قضية المنطقة الأولى، وعدم رعاية أي محادثات سلام إسرائيلية - فلسطينية، فلم نعد نسمع بأي مسعى أمريكي فعلي يعيد لتلك المحادثات الحياة، بل إن أثر الحقبة لحق حتى بحليفها الإستراتيجي الأول في المنطقة؛ إسرائيل! فالعلاقة بين الطرفين في هذه المرحلة هي في أسوأ حالاتها. ستشهد محادثات كامب ديفيد الحالية صراعا بين الأولويات وسيتم حسب توقعي في نهاية الاجتماع التأكيد على التزام أمريكا بحماية حلفائها وهي جملة فضفاضة غير دقيقة. لكن السؤال هل تستطيع دول الخليج الخروج بشيء غير صفقات السلاح من جعبة الرئيس الأمريكي؟ أم أن اختلاف الأولويات ستؤثر على النتائج الحقيقية للمحادثات؟ كاتب وروائي