2016/11/24 تقول أجاثا كريستي: (أفضل وقت للتخطيط لكتاب هو أثناء غسل الصحون). ربما تكون هذه النصيحة كشفت لبعض أسرار النساء المبدعات، ومن أين يستقين الأفكار الجديدة، وكيف يتأملنها لتكتمل وتتبلور. والصحون هنا اسم جامع لكل الأواني المنزلية، والمعروف عن غسيل الأواني أنه عمل ممل وثقيل، وكلما زادت الأواني زاد الثقل والملل، ويرى البعض أن هذا عمل حقير لا ينبغي للمبدعة أن تضيع وقتها فيه، فهنالك حتماً من يغسل عنها، لكن للمبدعات طرقهن في محاولة تغيير هذا النمط السائد عن بعض الأعمال، فإلى جانب كون غسيل الأواني عملاً إيجابياً من حيث كونه نظافة، فهنالك الإحساس بالإنجاز – وإن كان صغيراً - وعدم وجود عمل ممل يلاحق المرء. كما أن عملية الغسل وتدفق الماء، ورغوة الصابون، ونعومة الإسفنج، ولمعة الأواني بعد ذلك، حري بإطلاق الأفكار من أعنتها. وربما هذا الذي جعل بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الذي يعد من أغنى رجال الأعمال في العالم يستمتع كل ليلة بغسيل صحون أفراد عائلته. وهنا أذكر دراسة - كانت مثار للسخرية والتفكه – قام بها باحثون من جامعة فلوريدا على بعض الطلاب الذين قاموا بغسل الأواني، حيث وجدوا أن قيامهم بذلك أسهم في خفض مستويات التوتر لديهم وألهمهم بأفكار إبداعية خلاقة. شخصياً أوافق أجاثا كريستي في رأيها، وتفسيري لهذه الظاهرة هي أن الإنسان عند عمله بعمل يدوي لا يتطلب تفكيراً فإنه يصرف تفكيره لشيء آخر بشكل لا واعي، وهذا يجعله يسترسل في الأفكار والتأمل. والتجربة متاحة للجميع، حيث لا يخلو بيت من غسيل الأواني.