×
محافظة المنطقة الشرقية

الأحساء: عاصفة تنهي مباراة الدرجة الأولى (فيديو)

صورة الخبر

هافانا - أ ف ب، الجزيرة.نت - اعلنت السلطات الكوبية امس، الحداد الوطني لتسعة ايام على وفاة أب الثورة «الرفيق» فيدل كاسترو عن 90 عاما مشيرة الى ان الجنازة ستتم في 4 ديسمبر في سانتياغو دي كوبا. واعلن مجلس الدولة في بيان قصير «الحداد الوطني لتسعة ايام» اعتبارا من امس، وحتى الاحد 4 ديسمبر. واوضحت هذه الهيئة العليا للسلطة في كوبا ان «كل الانشطة والعروض العامة ستتوقف» في شكل خاص وسيتم تنكيس الاعلام فوق المباني الرسمية والمنشآت العسكرية. واضافت انه خلال هذا الاسبوع المخصص لذكرى الزعيم الكوبي الراحل سينقل رماد فيدل كاسترو ليجوب كل انحاء البلاد على امد اربعة ايام. وتنظم الجنازة الرسمية في الرابع من ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد، والتي ترتدي رمزية كبرى لان فيدل كاسترو اعلن منها انتصار الثورة. وكان الرئيس الكوبي راوول كاسترو اعلن في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني «توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22,29 هذا المساء» (03,29 ت غ السبت). ولم يوضح راول كاسترو اسباب الوفاة لكنه قال ان الجثمان سيحرق. وقال: «بناء على رغبة عبّر عنها الرفيق فيدل، سيتم حرق جثمانه في الساعات الاولى من اليوم السبت» أمس، قبل أن يختم إعلانه مطلقا هتاف الثورة «هاستا لا فيكتوريا سيمبري» (حتى النصر دائما).. وجاءت وفاة كاسترو بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات كوبا بعيد ميلاده الـ 90 حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا في 18أغسطس الماضي شارك فيها الآلاف واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي وتزامنت مع كرنفال هافانا السنوي. ولد فيدل كاسترو في الثالث عشر من أغسطس 1926، في مقاطعة أورينت جنوب شرقي كوبا، لعائلة ثرية تشتهر بأعمال الزراعة وتجارة الأراضي، التحق بمدرسة داخلية يسوعية في مدينة سانتياغو، وانتقل في المرحلة الثانوية لمدرسة كاثوليكية في مدينة هافانا، ثم أكمل دراسته في «جامعة هافانا» حيث التحق بكلية الحقوق وتخرج منها عام 1950، بحصوله على درجة الدكتوراه في القانون. الثورة الكوبية بعد التخرج، بدأ كاسترو بممارسة المحاماة لمدة عامين، كان حينها ينوي الترشح في الانتخابات البرلمانية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تم إلغاء الانتخابات بعد قيام فولغنيسو باتيستا بانقلاب عسكري أطاح بنظام كارلوس بريو ساكاراس. وبدأت الحياة السياسية في كوبا تتخذ مجرى آخر. عصر جديد في ظل نظام ديكتاتوري مدفوع من الولايات المتحدة، قيد حرية الصحافة والإعلام، وبات يلاحق المعارضين وكل من لا يعلن ولاءه للحاكم، ومن هنا دبت روح الثورة في كاسترو، حيث بدأ بتشكيل قوة ثورية لمهاجمة إحدى الثكنات العسكرية، إعلاناً لرفض سياسة باتسيتا القمعية، لكن محاولته باءت بالفشل، حيث أسفر الهجوم عن مقتل 80 من أتباعه، كما تم إلقاء القبض عليه هو وبعض أعوانه، وحكم عليهم بالسجن لمدة 15 عاما، وبعد عامين فقط تم الإفراج عنهم في مايو 1955. سافر فيدل كاسترو إلى المكسيك بعد إطلاقه، بهدف البعد عن عيون الاستخبارات الأميركية المزروعة في مختلف أنحاء كوبا، وهناك اجتمع كاسترو برفاقه الثوريين وعلى رأسهم أخوه راؤول للتخطيط لثورة مسلحة بهدف إنهاء الهيمنة الأميركية على كوبا، وإسقاط نظام باتيستا الديكتاتوري، كما قام بتأسيس «حركة 26 يوليو الثورية»، التي كانت سبباً في لقائه بالمناضل تشي غيفارا، وبمرور الوقت نشأت بينهما علاقة صداقة قوية، ساهمت فيما وصلا إليه كلاهما. فور الانتهاء من تجهيز الخطة والتدريب الكافي، أبحر كاسترو ورفاقه إلى كوبا لإشعال فتيل الثورة، وبالفعل لاقت مبادئ كاسترو الثورية تأييدا شعبيا هائلا، كما انضم عدد كبير من أفراد القوات المسلحة الكوبية إلى جانب كاسترو، الأمر الذي ساعده ورفاقه في إسقاط نظام باتيستا الحاكم المستبد الذي اختار الهرب بعد فشل محاولة بقائه في الحكم في يناير 1959. 50 عاما من العداء مع أميركا بعد الإطاحة بنظام باتيستا، تسلم كاسترو مقاليد الحكم في البلاد، وسرعان ما تحولت كوبا إلى بلد تعتنق الشيوعية، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة، فأبت إلا أن تفشل الثورة، وتنتزع الحكم من كاسترو بأي ثمن كان. حكم كاسترو البلاد قرابة الـ 50 عاماً، شهد فيها رحيل وصعود نحو 10 رؤساء أميركيين، جميعهم حملوا البغض والكره والعداء لفيدل، فقد حاولت الاستخبارات الأميركية اغتياله 638 مرة وفقاً لما صرح به أحد وزراء كوبا أخيراً، وتنوعت هذه المحاولات ما بين محاولة قتله من خلال القناصة، وما بين حشو سيجاره الخاص بالمتفجرات، ودس السم له في كأس البيرة، وغيرها الكثير من الطرق التي باءت جميعها بالفشل. لم تنحصر محاولات أميركا في التخلص منه بالاغتيال فقط، فقد حاصرته اقتصادياً أيضاً لتضييق الخناق على الشعب الكوبي، أملاً في أن يحتج وينادي بإسقاطه، لكنها باءت بالفشل هي الأخرى، وباتت الوسيلة الوحيدة للإطاحة بحكمه هي التدخل العسكري والصراع وجهاً لوجه، وذلك في معركة خليج الخنازير عام 1961 التي شنتها الولايات المتحدة للاستيلاء على الجزيرة. غزو خليج الخنازير أغلقت جميع الأبواب بوجه أميركا، ولم يكن هناك بد من اتخاذ خطوة عسكرية لقلب نظام الحكم والإطاحة بكاسترو، فقررت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) استغلال المرتزقة المأجورين، والكوبيين المنفيين وهم الذين غادروا كوبا بعد وصول كاسترو للحكم رفضًا لحكمه وسياسته، وقامت بتدريبهم في غواتيمالا لاستخدامهم كقوة مضادة بوجه كاسترو والثورة الكوبية. وافق الرئيس الأميركي جون كيندي على اقتراح وكالة الاستخبارات الأميركية في الـ 17 من مارس 1960، واقترح خليج الخنازير ليكون ساحة المعركة، وبالفعل بدأت وكالة الاستخبارات في تدريب قواتها على الفور استعداداً للهجوم، وفي السابع عشر من أبريل 1961 بدأ الغزو البري في خليج الخنازير. والتقت قوات المعارضة الكوبية المدفوعة من الولايات المتحدة بقوات الحكومة الكوبية، لكن كاسترو كان لديه علم مسبق بما تجهز له أميركا، فقد تسربت أخبار الهجوم عن طريق استخبارات الاتحاد السوفياتي، العدو اللدود لأميركا، فقام باستعدادته هو الآخر، وفي غضون ساعات سحقت القوات الحكومية الكوبية القوات الأميركية وأنزلت بها هزيمة ساحقة. التنحي «إلى مواطني الأعزاء الذين شرفوني بانتخابي عضواً في البرلمان، أكتب إليكم لأقول إنني لا أتطلع ولن أقبل، وأكرر لا أتطلع ولن أقبل منصبي رئاسة مجلس الدولة ورئاسة أركان الجيش». بهذه العبارات، فاجأ فيدل كاسترو شعبه والعالم أجمع في 18 فبرابر 2008، بإعلان استقالته من منصبي الرئاسة ورئاسة أركان الجيش في كوبا، مبرراً ذلك بمرضه الذي دام 19 شهراً، وأعلن ترك الحكم لأخيه - ووزير الدفاع آنذاك- راوول كاسترو.