أسدل السّتار، مساء السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بالعاصمة تونس على الدورة 18 لمهرجان "أيام قرطاج المسرحيّة"، بتتويج مسرحية "عروق الرمل" كأحسن عمل بالدورة الحالية للمهرجان. وحصلت المسرحية وهي للمخرج التونسي حافظ زَلّيط، على جائزة مالية من قبل منظمة "Zo Humain" البلجيكية قيمتها 12 ألف يورو، إضافة إلى نيل العمل نفسه جائزة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وقيمتها 2000 دينار تونسي (نحو 826 يورو). كما أسندت المؤسسة التونسية نساء وذاكرة "FTFM" (مستقلّة) جائزة أحسن دور نسائي للتونسية منى التّلمودي، عن دورها في مسرحية "ثورة دون كيشوت"، فيما أحرز الموضب (مصمم ديكور) المسرحي صبري العتروس، جائزة "الاتحاد العام التونسي للشغل" عن أفضل توضيب ركحي (تصميم الديكور) بقيمة 3500 دينار (1445 يورو). وفي تصريح للأناضول، قال حافظ زلّيط إن "الفوز بجائزتين هو مفاجأة بالنسبة إليّ، عملنا كله حركة يجمع بين الرقص والموسيقى والأغاني المستوحاة من الصحراء التونسية وموروثها الثقافي، كان عملاً متكاملاً لمجموعة متكونة من 14 عنصراً من فنانين وتقنيين". وتواصلت أيّام قرطاج المسرحية (انطلقت من 18 نوفمبر/تشرين الثاني) طيلة 9 أيام عاشت فيها تونس وضيوفها من دول عربية وإفريقية على وقع أعمال جمعهم فيها عشق الفن. كما خلّد الحفل ذكرى "وليام شكسبير" بمناسبة مرور400 سنة على وفاته من خلال مقتطفات مسرحية قدّمتها فرقة عن أكاديمية شكسبير للمسرح اللندنيّة. حفل الختام وبحسب مراسلة الأناضول، فقد مزج حفل الاختتام بين الشعر والمسرح والغناء والموسيقى كما تخلل عرضاً يراوح بين الغناء والصّورة للفنانة اللبنانية المقيمة بفرنسا صوفي ألماش، إضافة إلى أبيات شعريّة ألقاها الشاعر التونسي جابر المطيري تُصور وضع الفقراء والبسطاء في تونس وأنغاماً من أعماق إفريقيا لمجموعة "زيتيكو ماميا" وأغان للتونسيّة لبنى نعمان. وفي كلمة له أمام الحضور قال الروائي الفلسطيني وليد أبوبكر إن "أيام قرطاج المسرحيّة أعادت الفرح لكل مسرحي، كما جمعت شمل العرب واستطاعت أن تأتي بالنخب المسرحية الحداثية لتعرف الناس عليها ومن ثمّة امتدّت إلى إفريقيا فعرفتنا على ثقافات كان من الصعب التعرف عليها، ثم ازدادت اتساعاً فعرفتنا على الكثير من الإنتاجات المسرحيّة". وتابع: "في كل دورة من دورات هذا المهرجان نشعر من جديد بهذا الفرح؛ لأن حركة المسرح العربي التي أخذت تتآكل لم تعد تجد مكاناً تفرّج فيه عن نفسها إلا في هذه المناسبة". وشارك في هذه الدّورة 18 عملاً مسرحياً تونسياً، و17 عربياً، و10 أعمال إفريقية، و17 أجنبياً. و"أيام قرطاج المسرحية"، التي تأسست سنة 1983، تعتبر من أعرق المهرجانات انتشاراً واستقبالاً لأهم ما ينتج في الساحتين العربية والإفريقية.