المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي يراهن على ثقته في الشعب الليبي لجهة حلحلة الأمور والدفع بها نحو التوصل إلى تسوية قريبة للأزمة في البلاد. العربالجمعي قاسمي [نُشرفي2016/11/26، العدد: 10467، ص(4)] أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا تونس - أكد صلاح الدين الجمالي، المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا، أنه سيعمل على تفعيل الدور العربي في الملف الليبي، وعلى كسر الجمود الحالي الذي يكتنف مسارات الحوار في ليبيا والذي دفع بتعدد السيناريوهات على وقع التطورات السياسية والأمنية المرتبطة بتفاعلات وتعقيدات الأزمة الليبية. وقال في حديث لـ”العرب”، إن تعيينه مبعوثا خاصا إلى ليبيا يعني أن الجامعة العربية أدركت أهمية التحرك على مستوى هذا الملف، وتفعيل دورها في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها ليبيا وبقية دول المنطقة العربية، وخاصة منها دول الجوار الليبي. وكان مجلس الجامعة العربية قد أعلن في اجتماع عقد الشهر الجاري بالقاهرة، عن تعيين صلاح الدين الجمالي مبعوثا خاص للجامعة إلى ليبيا. وحظي هذا القرار خلال مشاورات أجراها أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية مع مسؤولي الدول العربية، بترحيب كافة المندوبين الذين أعربوا عن تطلعهم في أن يساهم ذلك في تعزيز دور الجامعة في معالجة الأزمة الليبية. ويعتبر الجمالي واحدا من الدبلوماسيين المخضرمين، حيث عمل سفيرا لتونس في باريس وفي عدد من الدول العربية منها مصر والمملكة العربية السعودية والأردن. وفي حديثه لـ”العرب”، شدد على أنه سيعمل على تفعيل الدور العربي في الملف الليبي، لافتا إلى أن هذا الدور شابه الكثير من الارتباك والضعف باعتبار أن الملف الليبي تم تدويله منذ الأيام الأولى للأزمة الليبية، وذلك عبر تدخل الحلف الأطلسي وعمليات القصف الجوي التي عرفتها ليبيا. صلاح الدين الجمالي: استقرار ليبيا يعني ضمان استقرار الدول العربية، وخاصة منها دول الجوار وأشار إلى أن دور الأمم المتحدة أصبح منذ ذلك الحين هو المهيمن على المشهد الليبي، وهو أمر كان مبرمجا سلفا باعتبار أن دولا عديدة كانت لها مصالح في ليبيا، وهي تعتبر أن وضع ليبيا ومستقبلها يهمّانها كثيرا. ويضيف الجمالي، أن الدور العربي كان ضعيفا بالنظر إلى أن وضع الجامعة العربية الذي كانت لا تحسد عليه، وغير قادرة على القيام بدور فعال في هذا الملف، ارتباطا بالأوضاع التي كانت تعيشها المنطقة العربية، وخاصة لجهة هشاشة الأوضاع في أكثر من دولة كانت تشهد تغييرا للحكومات في تلك الفترة. ولكنه اعتبر أن هناك نوعا من الاستفاقة وعودة الوعي للعديد من الدول العربية الآن، كما أن الجامعة العربية في ظل إدارتها الجديدة برئاسة أحمد أبوالغيط، تريد إعادة تفعيل الدور العربي في هذا الملف الدقيق. ويقر الجمالي في حديثه لـ”العرب” بصعوبة مهمته في هذه المرحلة لعدة عوامل منها أن الموقف العربي لم يعد متجانسا في رؤيته للملف الليبي، وهو ما يستدعي الدفع نحو تجانس المواقف وتوحيدها ليس فقط إزاء الملف الليبي وإنما إزاء جملة من الملفات الأخرى العالقة. وأشار إلى أن مهمته الأولى بعد هذا التكليف ستكون الاستماع إلى كل الأطراف للاطلاع على مواقفها، والعمل بعد ذلك على إنضاج الحوار بينها على قاعدة أن “مصلحة ليبيا فوق كل المصالح الحزبية والقبلية”. وأعرب في هذا السياق عن أمله بأن يدرك الفرقاء في ليبيا خطورة المرحلة، والتحلي بالحلم والواقعية السياسية، وبالتالي الجلوس إلى طاولة الحوار لتجاوز كافة النقاط الخلافية. وبسؤاله عن الأطراف المعنية بهذا الحوار، شدد الجمالي على أن جميع الفرقاء معنيون بالحوار بمن فيهم المشير خليفة حفتر الذي يقود الجيش الليبي في شرق البلاد، وقال “لا بد من التعامل مع جميع الأطراف على قدم المساواة والوقوف على نفس المسافة من جميع الفرقاء”. وتابع قائلا “الليبيون معنيون بالحوار وبإيجاد صيغة تكون مقبولة للخروج من المأزق ودفع ليبيا نحو بر الأمان، وبالتالي لا يمكن للحوار أن ينجح بالإقصاء”، على حد تعبيره. وتعليقا على التطورات الأمنية في غرب وجنوب وشرق ليبيا التي فرضت نفسها خلال اليومين الماضيين على المشهد الليبي، قلل الجمالي من تأثيراتها على مهمته “رغم التعقيدات التي ستتسبب فيها”، وقال “لا شك أن التوتر الأمني يبقى خطيرا على ليبيا والمنطقة بأسرها، وهو نتيجة لتفاقم الأوضاع، لكن لدي قناعة بأنه كلما اشتدت الأزمة ستنفرج”. واعتبر أن الليبيين “وصلوا إلى الحضيض من جميع النواحي الأمنية والمعيشية والسياسية، وبدأو يشعرون اليوم بأنه إذا لم يقبلوا بالحوار والتعايش، فإن الجحيم سيكون مآل الجميع”. وتفجّرت الأوضاع الأمنية والعسكرية خلال هذا الأسبوع بشكل لافت في غرب وجنوب ليبيا وشرقها، حيث شهدت طرابلس توترا أمنيا في أعقاب مقتل عضو هيئة علماء دار الإفتاء بطرابلس الشيخ نادر العمراني، وعرفت بنغازي تفجير سيارة مفخخة قرب مستشفى الجلاء، بينما لم تهدأ تداعيات حرب الأيام الستة بين أبناء قبيلتي القذاذفة وأولاد سليمان في سبها. ومع ذلك، يراهن الجمالي مثله مثل بقية الدوائر الإقليمية والدولية على استمرار الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر الماضي، ولا يخفي ثقته في الشعب الليبي لجهة حلحلة الأمور والدفع بها نحو التوصل إلى تسوية قريبة تنهي هذا المأزق الخطير. وأكد في هذا الصدد أن ضمان استقرار ليبيا يعني ضمان استقرار الدول العربية، وخاصة منها المجاورة لها، وأن تخليص ليبيا من الجماعات الإرهابية سيساهم كثيرا في إعادة استقرارها وأمنها. :: اقرأ أيضاً أوروبا تذكر نفسها: لا نريد أن نكون جيرانا لإيران وسوريا الإضراب العام يعمق الأزمة في تونس في العراق: تريد سلاحا؟ عليك بفيسبوك الجيش المصري في مواجهة مريرة مع الجماعات الإرهابية