×
محافظة المنطقة الشرقية

«مجموعة شاكر» ترعى «الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت»

صورة الخبر

قبل أكثر من أسبوع كانت لي فرصة جميلة بحضور منتدى مسك العالمي، الذى امتد على مدى يومين بأربعين جلسة و130 متحدثا وأكثر من 1500 شاب وفتاة. المنتدى تميز بحضور شخصيات عالمية وعربية وسعودية تحدثت عن تجاربها الملهمة أوقدت فتيل الحماس والطموح والانطلاق لكل مَنْ حضر المنتدى باحثا عن جذوة من نار يشعل بها أول الطريق. وفي أول ساعة دخلت فيها قاعة المنتدى، لا أخفيكم أني حاولت أراجع سنة ميلادي واتفقد بياضا في رأسي!. فالمنتدى لفه سواد العباءات وسواد اللحى والشوارب في تظاهرة شبابية فريدة، وخلايا من العمل والتفاعل تبني صروحا من أمل بصناعة سعودية. الشيوخ والكهول هذه المرة حضروا ليكونوا من القصص الملهمة لا الموجهة، ومن جنح من الشيوخ عن حديث الشباب جنحوا عنه بحديث بينهم البين. جنح جاك أتالي مؤسس مؤسسة بوسيتيف بلانيت في جلسته بحديث السياسة والنفط وبعد وهلة تبين له الخيط الأبيض من الأسود فعاد لهم عودا حميدا بحديث يشبههم، ثم لحن بالقول عن تمكين المرأة فقال: «إن النساء في العالم في موقف صعب والغالبية منهن لم يمكنَّ من لعب دور أهم، ثم استفاض يشرح في كيف سيربح الرجال كثيرا لو سمحوا للنساء؟». الشباب في المنتدى يعرفون تماما مَنْ يشبههم من الشيوخ، لمَنْ يسمعون، ومَنْ يؤثر فيهم. أحد الشيوخ الذي لم يبق البياض له سوادا انفرد بجلسة كاملة وما أن بدأ حديثه إلا والتف السواد من حوله بشكل لافت وتنادوا بينهم: «محمد يونس.. يونس يا شباب»!! محمد يونس لمَنْ لا يعرفه هو مؤسس بنك «جرامين» أول بنك للفقراء في بنجلادش والحاصل على شهادة نوبل للسلام. يونس عكسَ ما تفعله البنوك العالمية، وقال لنا: «إذا ذهبت البنوك للأغنياء فاذهب للفقراء، وإذا ذهبت للرجال فاذهب للنساء، وإذا ذهبت للمدن الكبيرة فاذهب للصغيرة». يونس أيضا راهن الحضور على أنه بعد خمس عشرة سنة أو أقل ستكسر بنجلادش حاجز الفقر المدقع وسيجدون مفهوم الفقر قد تغير. استنسخ يونس من بنك الفقراء بنوكا أخرى حول العالم، وتُقرض حتى الآن مليارا ونصف المليار دولار في العالم، وبنكه هو الوحيد الذى لا يوجد فيه محام والدفع والتسديد على مستوى عال. عندما أراد يونس إنشاء أول نسخة للبنك في أمريكا أنشأ أول فرع له في نيويورك عام 2008، وقتها قال الأمريكيون له: نجاح البنك مستحيل! لكن إصرار يونس وإيمانه أنتجتا 19 فرعا في أمريكا وأكثر من نصف عملائه المقترضين بلا وثائق ثبوتية، وحول يونس 200 ألف من المتسولين إلى منتجين. لماذا محمد يونس كان البياض الذي امتزج بسواد الشباب؟! ببساطة خاطب يونس الشباب بلغة المتغير والثابت في عقولهم، في أولوياتهم واهتماماتهم نحو مفهوم البطالة والفقر. قال لهم: «الوظيفة فكرة مجردة انتهت في القرن الماضي، اصنع وظيفتك، اخلق وظيفة» وقال: «الفقر الذي نعيشه والبطالة مفهوم صناعي ليس من داخلنا» ثم جهر بصوته أكثر، وقال للشباب: كلكم رواد أعمال، كونوا مخالفين عنيدين اكسروا المألوف والقوانين بوجه مشروع.