النسخة: الورقية - دولي عندهم في الغرب (5+1)، لكننا في الخليج اجتزناهم، فأصبحت دول الخليج تلعب بخطة (3+2+1)، وهي ليست خطة بالمعنى الدقيق للكلمة، لكنها واقع ونتيجة لخطط سابقة، لم يكتب لها استمرار النجاح أمام المتغيرات المستجدة. وحتى هذه اللحظة، يمكن أن تتغير الـ «3+2+1» كما تغير غيرها، أيضاً علامة الزائد في ما بين الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون والجيران هي أيضاً علامة ضبابية، وبحسب دقة الرؤية والمسافة يمكن أن تتحول إلى ناقص أو علامة أخرى! ينكشف الآن أن كل الضخ الإعلامي الاحتفالي من «مصيرنا واحد» إلى «خليجنا واحد» في مهب الريح، بخاصة إذا ما تابعت التراشق في صحف معتبرة، أقصد المرخصة المعروفة في الدول الخليجية المعنية بالخلاف المعلن. ليس هناك نقاش معتدل عميق لأسباب الخلاف مقارنة بالتعبئة، ما يؤكد هشاشة أساس البناء. يوماً بعد آخر، تكشف الأحداث عن أهمية الاستثمار في إنسان الداخل، بخاصة عند مراحل دقيقة ومنعطفات حاسمة، مثل هذه التي تمر بها المنطقة، والاستثمار فيه يحصنه من اختطاف خارجي عند كل محطة خلاف، ومن هذا الاستثمار أن يكون على علم ووعي بالأخطار المحدقة به، سواء كانت متوقعة من البعيد أو القريب، وهذا لا يتأتى بالكتمان والتصريحات الديبلوماسية الفضفاضة. النقلة بين مصيرنا «الإعلامي» الواحد وتقسيمة (3+2+1) بكل بساطة من الصعب استيعابها، ولا يستقيم أن يتحول «الشعب أو هي الشعوب» إلى ركاب حافلة، يطلب منهم الركوب وهم لا يعرفون إلى أين الاتجاه!