×
محافظة مكة المكرمة

«الرقابة والتحقيق» تطالب بمحاكمة «المرتشين» وفق مواد مكافحة الرشوة والتزوير

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي بمثل السرعة التي طبعت إعلان الحكومة المصرية استقالتها عبر شاشة التلفزيون المصري الأولى، بمثل السرعة التي عاد بها بعض هؤلاء الوزراء الى الشاشة بعد انسحاب رئيسهم حازم الببلاوي، وكأننا في فيلم يُكتب السيناريو الخاص به على الهواء، وأيضاً عمليات الحذف والإضافة. ولكن ليس من خلال مونتير يجلس وحده على الجهاز، وإنما أصبحت «غرفة المونتاج» هي مقر مجلس الوزراء، والمونتير هو رئيس الوزراء الجديد إبراهيم محلب الذي بدأ في اختيار الوزراء الجدد بعدما أبقى عدداً من الوزراء القدامى. ولأن المقارنة بينه وبين مؤلف الفيلم السينمائي لا مبالغة فيها، فإن القنوات الخاصة تجاوبت مع هذا الفيلم وبدأت تضيف إليه المزيد من مساحات العرض والحوارات ليتحول بعض شخصيات السيناريو إلى قضية رأي عام. أما السيناريو الأهم في مسألة التشكيل الوزاري المباشر على الشاشات فهو اختيار وزير الثقافة الذي تحول إلى ما يشبه عقدة الوزارة (أو الفيلم) بدءًا من تكليف الكاتب والمفكر أسامة الغزالي حرب بالمنصب إلى رفض مجموعة مثقفين لذلك، ثم تصاعد الموقف، أيضاً عبر الشاشات، ما دفع محلب إلى مقابلة الفنان محمد صبحي ورئيس هيئة الكتّاب أحمد مجاهد على الهواء. غير أن الغضب الذي لم ينتهِ نقل الفيلم سريعاً إلى سرد أسماء شخصيات أخرى، لتتحول القضية الى معضلة على الهواء، ولتتكون جبهات ممن يعملون بالثقافة، بعضهم أخرج ملفات قديمة لبعض هؤلاء المرشحين وكأننا امام فيلم بوليسي، ليصل الأمر، والفيلم، أخيراً إلى نهاية لافتة حين أعلنت الفضائيات أن المنصب سيكون غالباً من نصيب وزير الثقافة في الوزارة المستقالة صابر عرب الذي حظي باعتراضات واسعة من عاملين بالثقافة على مدى ثلاث سنوات تقلب فيها، في مقعده، مع أربع من الوزارات. البث المباشر للأحداث السياسية أمر مهم وضروري إبان الأزمات، أما حين يصبح على هذا النحو البطيء والممل فهو يتحول إلى فيلم هابط قد يرى بعض المشاهدين أجزاء منه قبل غيرهم وحين يتحولون لقنوات أخرى يظنون أنهم أصيبوا بالزهايمر مع تكرار المشاهد. في النهاية ما يحدث، على هذا النحو، قد يقترب بالقنوات العامة الى قنوات تقديم برامج مصنوعة للفرجة واكتشاف ما يجري في الواقع، وأعني بها برامج تلفزيون الواقع في الخارج التي تعنى بالشأن الخاص للناس، بينما يأتي برنامج التشكيل الوزاري الجديد هذا ليقترب من هذا الواقع، ولكن في قمة السلطة، ويزيد عليه الاقتراب من كتابة السيناريو في السينما. الجديد فقط هو أن الكواليس... أصبحت هي الحدث.