يشكو عدد من أهالي قرية ملقوطة التابعة لمركز وادي جازان بمنطقة جازان من نقص في الخدمات، مضيفين أن الجهات المعنية تجاهلت مطالبهم على مر السنوات، مضيفين أن نقص الخدمات دفع العديد من السكان إلى الهجرة، ما جعل عددًا لا يستهان به من منازل القرية مهجورة، وقالوا: إن قرية ملقوطة أميز بأراضيها الزراعية الخضراء وتربتها الخصبة ووفرة مياهها إلا أن هذه الامتيازات لم تشفع لها في الحصول على الاهتمام والخدمات، ومن ناحيتها أوضحت أمانة جازان أن المنازل المهجورة المملوكة لأشخاص يجب مخاطبة الإمارة بشأن إزالتها، فيما تتم مخاطبة الأوقاف بشأن المباني المهجورة التابعة لها. (المدينة) قامت برصد هذه المعاناة والتقت عددًا من الأهالي. نزيف الهجرة: وقال شيخ القرية ضيف الله دايلي: مرت على القرية سنين عجاف لم تنل فيها ما يرضي سكانها سوى الحرمان الذي دفع الأهالي للهجرة عنها بحثًا عن مكان يليق؛ للعيش فيه تاركين وراءهم كل هذه المنازل المهجورة، وقد حرم عدد السكان الضئيل القرية من الأحقية بالمطالبة في الكثير من الخدمات بعد أن رحل عدد ليس بالقليل من السكان لتصبح ملقوطة قرية صغيرة عاجزة عن الفوز بمشروعات وخدمات لم تنلها وهي في عز كثافتها السكانية فكيف بها الآن، وقد بلغ عدد المنازل المهجورة ما يقارب 40% من منازل وأبنية القرية فتراها وكأنها خاوية على عروشها ما أفسد صورة القرية الجميلة وأعاق نهضتها. وأضاف: لقد ناشدنا الجهات المعنية بهذا الشأن ابتداءً من بلدية وادي جازان التي أحالت الموضوع لمركز إمارة وادي جازان ومرورًا بفرع وزارة الشؤون الإسلامية والحج والأوقاف وانتهاءً بإمارة منطقة جازان بسرعة إزالة هذه المنازل المهجورة التي أصبحت تشكل خطرًا محدقًا علينا وعلى أبنائنا من صغار السن كما تشكل منظرًا غير حضاري لا يتناسب مع النهضة العمرانية التي نترقب قدومها إلا أننا لم نحظى حتى هذه اللحظة بالموافقة لإزالتها. وأوضح: أن أغلب الأراضي التي تحتوي كل هذه المنازل المهجورة هي أراضي أوقاف ويمكن الاستفادة منها في مشروعات لصالح أهالي القرية من حدائق عامة ومتنزهات ومساجد وملاعب، بدلًا من لعب الأطفال والشباب في الشوارع كما هو الآن. مخاطبات حكومية: من ناحيته قال الناطق الإعلامي لفرع الشؤون الإسلامية والأوقاف بجازان محمد عبده كريري: لقد خاطبنا مركز وادي جازان وأيضًا إمارة منطقة جازان لكونها هي الحاكم الإداري الذي بيده تكليف الجهات التنفيذية من قبل لجنة إدارة التعديات أو البلديات لإزالة المباني. وأضاف الشيخ ضيف الله: على الرغم من أن القرية حازت مؤخرًا على بعض الخدمات البلدية من سفلتة وإنارة إلا أننا نطمح في الموافقة على إنشاء حزام دائري خاصة من الجهة الشمالية والغربية، حيث يتم الآن بناء مشروع الطريق الدولي والذي سيعود بالمخاطر على القرية فالمشروع يقوم حاليًا بعمل كوبري في مجرى السيل، والذي سيمنع مروره ليتحول بديهيًا بالاتجاه نحو القرية. الأمر الذي قد يؤدي إلى اجتثاث القرية من جذورها لذا فقد قمت شخصيًا بمطالبة بلدية وادي جازان لعمل مصد لمجرى السيل الذي يهدد القرية بالغرق، متمنيًا منهم الموافقة والمبادرة بعمل ذلك في سبيل المنفعة لسكان ملقوطة. احتياجات بسيطة: أما محمد حسن مهاجر فقال: إن القرية بحاجة لتلمس احتياجاتها التي لن تكلف الكثير فالحديقة الصغيرة ترضي رغباتنا وغرس بعض الأشجار في الشوارع وإنارتها كفيلة برسم الابتسامة على وجوهنا، ونحلم بتوفير نقل مدرسي لأبنائنا وبناتنا. وتساءل: ما هي الخدمات التي قدمتها لنا بلدية وادي جازان غير السفلتة التي جاءت متأخرة؟ وفي السياق قال حمود ضيف الله: تظل المنازل المهجورة كابوسًا أمام الأهالي، حيث أصبحت مأوى للعمالة السائبة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وملجأ مهيأ يغري المراهقين وذوي النفوس الضعيفة ومحبي نشر الفساد والرذيلة، ولن أنسى فاجعة مقتل ابني الطفل المغرر به عبدالمحسن حمود العام الماضي الذي وجدت جثته في أحد هذه المنازل المهجورة وقبل أن تتكرر الكارثة من قبل المخالفين وضعاف النفوس؛ لارتكاب الجرائم وممارسة الفساد نطالب الجهات المعنية بإزالتها واستثمار أراضيها الموقوفة في خدمة سكان القرية قبل أن تعود عليهم بالضرر. من جهتها تواصلت (المدينة) مع الناطق الإعلامي لأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي الذي قال: إذا كانت المنازل المهجورة مملوكة لأشخاص وتعود بالضرر على سكان القرية فلا بد من مخاطبة الإمارة حتى يستدعون ملاك هذه المنازل؛ لاتخاذ حلول مناسبة معهم أما إذا كانت الأراضي موقوفة للأوقاف فلا يحق لأي جهة إزالتها إلا بعد مخاطبة الأوقاف التي تعتبر المالك لها، والتي بدورها تقوم بالموافقة لإزالتها سواء من قبل إمارة منطقة جازان أو من قبل لجنة التعديات أو من قبل الأمانة. المزيد من الصور :