«أنا شاب، وأناشد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، المعروف عنه رعاية الشباب والاهتمام بهم وحرصه الدائم في جميع لقاءاته وكلماته التي أتابعها، على التأكيد على أهمية الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم للإبداع، كما أناشد رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة الشاب سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الذي نتطلع لرئاسته الشابة والجديدة للاتحاد، أناشدهما النظر في موضوعي ورفع الظلم عني، بعد أن منعت وتوقفت عن المشاركة لثلاثة مواسم متتالية في البحرين، ويطلب مني ظلما الآن أن أتوقف لموسمين إضافيين بما مجموعه 5 مواسم كاملة، وهو ما سيدفعني إلى ترك اللعبة». وأضاف «كلي ثقة في سمو الشيخ ناصر وفي سمو الشيخ عيسى في رعايتهما الشباب البحريني، وأنا لا أطلب غير انصافي بعد أن توقفت للمدة القانونية المطلوبة، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟!». بهذه المناشدة وهذه الكلمات المعبرة بدأ لاعب فريق الحالة السابق لكرة السلة عباس جوادي حديثه الموسع لـ «الوسط الرياضي»، فاتحا قلبه لكل ماعاناه خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي ظل فيها بعيدا عن الإعلام، على أمل حل مشكلته وعودته إلى الملاعب مجددا، ولكن في كل مرة تظهر تعقيدات جديدة وأطراف تسعى لإطالة المشكلة ومنعه من اللعب. وعلى رغم توقفه المدة القانونية اللازمة والبالغة 3 مواسم، والتي تتيح له بعد ذلك حرية الانتقال لأي ناد آخر والحصول على استغنائه، إلا أنه لم يستطع المشاركة في الدوري إلى الآن، بل طلب منه بشكل شفوي التوقف أيضا لموسمين إضافيين، إذا ما أراد الحصول على استغنائه. وقال جوادي: «وقعت عقدا قبل بداية الموسم الجاري مع نادي النجمة، والعقد موجود في اتحاد السلة منذ أكثر من 4 أشهر، وإلى الآن لم يقم الاتحاد بالرد على النادي أو إرسال خطاب أو رسالة يفيد بسبب عدم مقدرتي على المشاركة مع النجمة». وأضاف «3 مواسم كاملة توقفت فيها عن اللعب، وهي المدة المنصوص عليها بالقانون، والتي تتيح لي حرية الانتقال، ومن يريد منعي من اللعب بعد هذه المواسم الثلاثة عليه توضيح الأسباب والمواد القانونية مكتوبة وليس اجتهادات شخصية». وتابع «لدي ردود واضحة ومنطقية على كل الشبهات التي يثيرونها بخصوص عدم قدرتي على المشاركة، والقانون واضح لجهة مشاركتي وخصوصا أني لم أتوقف بداية عن الحالة بإرادتي، وإنما تم ايقافي من قبل الإدارة، وتطورت الأمور والخلافات بعد ذلك وصولا لتوقفي 3 مواسم». بداية الحكاية بداية حكاية الخلاف بين جوادي ونادي الحالة تعود إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2013، إذ حدث خلاف بين عباس جوادي وأحد زملائه في الفريق، وهذا الخلاف كان خارج النادي وليس له علاقة بالنادي من بعيد أو قريب. وقال: «حدث هذا الخلاف قبل أول مباراة في البطولة التنشيطية العام 2013، وقد شاركت في المباراة الأولى في البطولة بشكل طبيعي، ولكن بعد 3 أيام من الخلاف تطورت الأمور بشكل مفاجئ، عندما تلقيت اتصالا من أحد الإداريين يفيد بإيقافي عن اللعب من جانب نادي الحالة حتى إشعار آخر، وعندما تساءلت عن صاحب هذا القرار أفادني الإداري أنه قرار مجلس الإدارة نتيجة خلافي مع أحد اللاعبين». وتساءل جوادي «لماذا بعد 3 أيام من الخلاف حدث الإيقاف، وبعد أن سارت الأمور بشكل طبيعي ولعبنا المباراة الأولى من دون أي مشاكل؟!». وأضاف «قدم علي بلاغ في مركز الشرطة أيضا في اليوم الثالث من قبل عائلة اللاعب المتواجد معظم أفرادها في نادي الحالة، سواء والد اللاعب أو عمه أو أبناء عمه، وتم تلفيق قضيتين ضدي إحداهما تهمة خطيرة». وتابع «حاولت الاتصال برئيس جهاز كرة السلة محمد داود وحل الموضوع وديا، لكن لم ألق التجاوب منه، وكانت ردوده سلبية، ولم يتعاون لحل الخلاف، كما حاولت الاتصال بعائلة اللاعب ولم ألق التجاوب أيضا، ومكثت في مركز الشرطة عدة ساعات قبل أن يتم إخلاء سبيلي بتعهد». وأشار جوادي إلى أنه بقي شهرا كاملا بعيدا عن نادي الحالة، ولم يجر أي اتصال من قبلهم به، وبعدها اتصل به أحد الإداريين وطلب منه العودة، ولكنه رفض وطلب الاجتماع برئيس الجهاز، والذي كان سلبيا معه تماما خلال الاجتماع، ورفض الاستجابة لأي من مطالبه. وقال: «كنت موعودا سابقا من قبل النادي بخصوص دراستي الجامعية، وكذلك بزيادة المكافأة التي أتحصل عليها، وبعد الإيقاف طالبت بالإيفاء بهذه الوعود من أجل العودة، إلى جانب توضيح ما حصل للاعبين، وكل ذلك تم رفضه». وأضاف «اعتبروا توضيح ما حصل للاعبين نوعا من الاعتذار من قبلهم، ورفضوا الأمر وطالبوني بالعودة من دون أي شيء، وهو ما رفضته». وتابع «بعد أسبوع تقريبا اجتمعت مع رئيس النادي جاسم رشدان، وهو شخص محترم جدا، ولم يكن يعرف كل القصة، وكان اجتماعا إيجابيا بشكل عام، ولكن لم نتوصل إلى اتفاق». وواصل «آخر مكالمة أتتني بعد ذلك من عضو سابق في نادي الحالة والأمين العام الحالي لاتحاد السلة عبدالاله عبدالغفار، الذي هاجمني في المكالمة من دون أي مقدمات لعدم احترامي جاسم رشدان بحسب قوله، وقلت له اني لا أستطيع العودة للعب بعد الذي حصل ومن دون اتفاق كامل مع النادي وتبرير ما حصل للاعبين، وقال لي عبدالغفار انه طلب من جاسم رشدان عدم الاتصال بي أو باللاعب علي شكر الله المتوقف عن اللعب أيضا وتركهما، فهما كالأطفال سيصيبهما الملل وسيعودان للنادي!». وختم «المفارقة الغريبة أن خلافي مع اللاعب تم حله وعلاقتي طبيعية الآن باللاعب، في حين أن خلافي مع النادي مستمر إلى اليوم، ولم أتلق أي اتصال منهم لمدة 3 سنوات». الانتقال للعربي الكويتي وأوضح جوادي أنه بعد ذلك توقف عن اللعب لموسم كامل، لينتقل في الموسم الثاني للعب مع العربي الكويتي عن طريق وسيط، إذ تدرب مع الفريق لمدة 3 أيام، وبعد ذلك طلب منه احضار ورقة أنه لم يلعب في البحرين لسنة ميلادية كاملةن وبالفعل تحصل على هذه الورقة من اتحاد السلة التي أفادت أن آخر مشاركة له مع نادي الحالة في شهر مايو/ أيار 2013، وهو ما مكنه من اللعب مع العربي الكويتي. وقال: «اتحاد السلة لم يحتسب في خطابه البطولة التنشيطية التي لعبت دقائق بسيطة فيها في شهر أكتوبر 2013، في الوقت الذي يحاولون حاليا ايقافي موسما إضافيا بدعوة المشاركة في هذه البطولة، كما أن العربي الكويتي راسل اتحاد السلة البحريني، لكنه لم يرد على الرسالة، فما كان من نادي العربي إلا مخاطبة الاتحاد الدولي (الفيبا) والحصول على موافقتهم للمشاركة مع الفريق». وأضاف «البطولة التنشيطية غير رسمية، والكثير من الأندية لم تكن تشارك فيها، وأندية تلعب بالناشئين والشباب، ولم يلتزم بها أحد، ويريدون أن يلزموني بالايقاف موسما إضافيا؛ لأني لعبت دقائق في هذه البطولة ودون الاستناد إلى أي نص قانوني، في حين أني أمتلك وثيقة رسمية من اتحاد السلة لعبت من خلالها مع العربي الكويتي، وهي أكثر الزاما من الادعائات الشفوية». وواصل «لا يمكن الآن المطالبة بالبطولة التنشيطية بأثر رجعي، وهذا خلاف القانون والعقل والمصلحة العامة». وأكد جوادي أن الموسم الذي لعبه في الكويت يعتبر ضمن مدة الإيقاف المنصوص قانونا، ولا يحق لهم عدم احتسابه. وقال: «لدي الأدلة والحجج القانونية بناء على اللائحة الداخلية، والتي تنص على أن اللاعب يعتبر هاربا إذا لعب في دولة أخرى من دون علم ناديه أو اتحاده، وأنا لعبت في الكويت بعلم نادي الحالة وبعلم اتحاد السلة الذي أعطاني رسالة المخالصة، التي تفيد بأن آخر مشاركة لي في شهر مايو/ أيار؛ أي في نهاية الدوري السلاوي». وأضاف «اللائحة واضحة واشترطت عدم علم النادي ولم تشترط عدم موافقته، وهناك فرق كبير بين المفردتين، ولذلك فإني متوقف لثلاثة مواسم قانونا، والمفترض أن يسمح لي باللعب بحسب عقدي مع النجمة، ولا يحق لهم ايقافي موسمين إضافيين من دون أي مواد قانونية يستندون عليها». وتابع «في الموسم الماضي وهو الموسم الثالث لي في فترة التوقف، وقعت مع المحرق الذين قالوا انهم سيحاولون حل موضوعي واشراكي معهم، ولكن لم يستطيعوا، فقررت التوقف عن اللعب لكي أكون حرا في هذا الموسم». النجمة وأسباب المنع قبل انطلاق هذا الموسم قمت بالتوقيع مع نادي النجمة، ولم يكلمني أحد من نادي الحالة، ولكن بعد فترة اتصل بي أحد إداريي نادي الحالة وقال لي أنهم يريدون مني أن أعود للعب مع الفريق، وطلبوا الاجتماع بي وبالفعل قمت بالاجتماع معهم. وقال: «طلبوا مني التحدث مع نادي النجمة وإلغاء العقد معهم للعودة إلى الحالة فرفضت، وقلت لهم أنتم تحدثوا مع النجمة وتحصلوا على موافقتهم على إلغاء العقد، وقدموا لي عرضا مماثلا لموسم واحد لأتمكن من اللعب معكم». وأضاف «اجتماعهم لم يكن بغرض إعادتي للفريق، وإنما لابلاغي أني لا أستطيع المشاركة مع النجمة، وأن لا خيار إلا العودة للحالة أو التوقف موسمين إضافيين بعد الثلاثة مواسم التي توقفتها، ما يعني نهاية مسيرتي السلاوية». وتابع «أكثر ما أثار استغرابي الرسالة التي بعثها نادي الحالة لنادي النجمة، وطلب فيها عدم اشراكي في تدريبات الفريق، وهذا ما يدلل على رغبتهم في تحطيمي وليس عودتي للملاعب». وواصل «ذهبت للكويت ولم يدعوني وشأني، وحاولوا التخريب ومنعي من المشاركة، ووقعت مع المحرق والنجمة في البحرين وفعلوا الشيء نفسه لكي لا أتمكن من المشاركة». وبين جوادي أنه طلب من الحالة عقدا لمدة موسم واحد مثل عقد نادي النجمة، وهو مستعد للعب معهم، ولكنهم رفضوا وطالبوه بالعودة مجانا بعد توقف 3 مواسم، وتهديده بالإيقاف موسمين إضافيين. وقال: «لم أتوصل لاتفاق مع نادي الحالة، ورفضوا تقديم أي عرض مقارب لعرض النجمة، وبعد توقفي لثلاثة مواسم يريدون مني أن لعب معهم مثل السابق، وهذا خلاف العقل والمنطق». وأضاف «تواصلت بعدها مع اتحاد السلة واجتمعت مع نائب الرئيس ناصر القصير ورئيس لجنة المسابقات سيدأنور شرف، وبحضور الأمين العام عبدالاله عبدالغفار والمدير التنفيذي أحمد يوسف، وعرضت عليهم مشكلتي، وطالبتهم بالسماح لي باللعب مع نادي النجمة بموجب العقد الموقع معهم، ولكن الأمين العام رفض وطلب مني التوقف موسمين إضافيين». وتابع «بعد الاجتماع بأسبوع اجتمعت مع الأمين العام للاتحاد، وطلبت منه ردا كتابيا يوضح فيه سبب عدم تمكني اللعب لموسمين إضافيين، فطلب مني أن أكتب رسالة وقمت بكتابتها ووعدني بالرد عليها، ثم اتصل بي وأخبرني بعدم القدرة على إعطائي ردا كتابيا». وأكد جوادي أنه لا يعرف إلى الآن الأسباب القانونية وراء منعه من المشاركة، وخصوصا أنه قد قرأ اللائحة التي لا يوجد فيها البطولة التنشيطية، والتي يراد إيقافه موسما إضافيا كاملا لمشاركته دقائق فيها، كما لا يوجد نص واضح بخصوص المشاركة الخارجية التي تمت بعلم نادي الحالة وبعلم اتحاد السلة، وهو ما ينافي اللفظ الموجود في لائحة الاتحاد. الأمل في الشيخ ناصر والشيخ عيسى وختم جوادي حديثه مع «الوسط الرياضي» أن أمله بعد الله سبحانه وتعالى في كل من سمو الشيخ ناصر بن حمد وسمو الشيخ عيسى بن علي اللذين يحرصان على مصلحة الشباب البحريني ويعرفان طموح الشباب. وقال: «مثلت مملكة البحرين في محافل خليجية وآسيوية وأرغب في تمثيل البحرين مجددا، كما أن الرياضة بالنسبة لي وكرة السلة خصوصا جزء من الحياة، وبقائي بعيدا عنها مضر لي نفسيا وماديا وبدون وجه حق، فأين يريدوني أن أستثمر وقتي، وليس من العدل أن أحرم منها، وبعد معاناة 3 مواسم ليس أقل من أحصل على حريتي بحسب القانون». وقال: «أنا فرد ولا أستطيع التأثير بعكس نادي الحالة الذي هو مؤسسة وقادر على التأثير على الاتحاد، وقد أغلقت جميع الأبواب في وجهي، ولذلك ألجأ من خلالكم لسمو الشيخ ناصر ولسمو الشيخ عيسى بن علي والأمل بهما لانصافي، ولدي ثقة كاملة بسموهما». نهاية علاقتي بكرة السلة وأكد جوادي أن الاستمرار في إيقافه لموسمين إضافيين يعني القضاء على مستقبله الرياضي، وأنه إذا ما منع من اللعب هذا الموسم فسوف يترك اللعبة، فأي مشكلة هذه التي يريدون أن تستمر لمدة 5 مواسم لخلاف بين لاعبين، في حين خلافات أكبر من ذلك بكثير تحل في غضون أشهر أو أيام، ولمصلحة من أحرم من اللعب وممارسة النشاط الرياضي والتشرف بتمثيل مملكة البحرين في مختلف المحافل! وأضاف «معاناتي النفسية كانت كبيرة جدا؛ بسبب الابتعاد عن اللعبة التي أمارسها منذ الطفولة، وعانيت من التخريب الذي يقوم به بعض الأفراد في نادي الحالة ضدي في كل خطوة أخطوها، وأنا هنا لا أقصد كل الموجودين في نادي الحالة، وإنما البعض الذين يحاولون تخريب سمعة النادي، وهناك أشخاص محترمون وجديرون بمواقعهم مثل رئيس النادي جاسم رشدان». وتابع «أشياء كثيرة حصلت في داخل نادي الحالة أكبر من مشكلتي بكثير والتي حدثت خارج النادي ولم يتم اتخاذ أي اجراء فيها!». وواصل «حصدت ألقابا كثيرة في مشواري منذ الصغر على مستوى الفريق وعلى المستوى الفردي، ومثلت مملكة البحرين في محافل خليجية وآسيوية وآخرها البطولة الآسيوية في الأردن، والتي حققنا فيها المركز الرابع، وتحصلت فيها على اهتمام الصحافة الآسيوية، وكلي طموح وأمل في تشريف مملكة البحرين في المستقبل».