--> لا أعتقد أن هناك مواطناً سعودياً إلا ودرس على يد معلم قصيمي، أو تعامل مع تاجر قصيمي، أو أخذ فتواه عن عالم قصيمي أو صلى خلف إمام قصيمي!. فالقصيم -ببريدة وعنيزة والرس وباقي محافظاتها- لا تتميز بأنها أرض جميلة معطاءة فحسب، بل تتمتع بالأهم من جمال الأرض وطبيعتها.. جدية الرجال، وتميز العقليات!. حتى قال الأديب والمفكر أمين الريحاني واصفاً عاصمة القصيم (بريدة مدينة تجارية ليس لأهلها وقت إلا للتجارة والصلاة)، وسمى عنيزة (قطب الذوق والأدب) و(لؤلؤة في صحن من الذهب)!، وقال الزعيم التركي إبراهيم باشا عن الرس مثنياً على شجاعة أهلها وبسالتهم: يا رس يا عاصي، أقضيت ملحي ورصاصي!. الجدية المعروفة عن أهل القصيم رسخت مكانة هذه المنطقة على الخارطة الوطنية هذه الجدية المعروفة عن أهل القصيم رسخت مكانة هذه المنطقة على الخارطة الوطنية، وجعلتها مقصداً لطلاب العلم ورجال الاقتصاد، وأعجزت المنطقة ذات الثلاثة وسبعين ألف كيلو متر مربع أن تحيط بإبداع رجالها، فامتد تأثير أهل القصيم خارج نطاق حدودها حتى وصل إلى جميع أرجاء الوطن، بل ولا أبالغ إذا قلت إن التأثير القصيمي شمل معظم الكرة الأرضية من خلال علم علمائها ومشاريع رجال أعمالها الخيرية التي ما زرنا بلداً إلا ورفعنا رؤوسنا بها!. ميزة أهل القصيم أنهم لم يرتبطوا بالطين، ولذلك ما حلوا بمدينة إلا وأصبحوا جزءاً من أهلها، وفوق ذلك المحرك الأساس لاقتصادها، ومساجدها، ومشاريعها الخيرية!. فكثير من مناطقنا تدين لأهل القصيم بالفضل، ولا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل، وهذا لا يضير أحدا أو ينقص من مكانة منطقة، فلكل منطقة من مناطقنا ما يميزها، والجميع تتكامل ميزاتهم وجهودهم من أجل الهدف الواحد الذي يجمعنا!. بقي أن أقول: لست قصيمياً ولكني أفخر بالقصيم كجزء عزيز ومؤثر من بلادنا، كما أفخر بنجاح الناجحين من أبنائها، وهذا المقال ما هو إلا شهادة حق ودعوة للأبناء للسير على طريق الآباء، والحذر من التراجع وتدمير المنجزات التي بناها أولئك الرجال وبذلوا من أجلها الكثير!. أقول هذا وأنا أعتقد أن القصيمي لن يستطيع التراجع ولو أراد، فالجينات القصيمية واحدة!. تويتر : @shlash2020 مقالات سابقة: شلاش الضبعان القراءات: 157