بحثاً عن الألقاب تهتم الأندية السعودية بجميع فرقها وألعابها، وتصرف الملايين سعياً منها لصناعة الأمجاد وتكثيف الكوؤس في خزائن البطولات، من أجل صناعة تاريخ ناديها، بعض الأندية أصابت النجاح والأخرى لم تحصد سوى الفشل مقرونا بالخسائر المالية على جميع المخططات التي رسمت في سبيل تحقيق هدف ما أو لقب محدد. الأندية السعودية التي أرهقت ميزانياتها، لم تعطِ الجانب الاستثماري الاهتمام المطلوب وانصب تفكيرها على كيفية الحصول على لقب أو تأهل للمسابقات الخارجية، فالبرغم من توافر الإمكانات من منشآت رياضية وتواجد الأجهزة الفنية والطواقم الإدارية، إلا أنها أغفلت عن جانب استثماري مهم قد يعود لها بدخل مالي كبير بملايين الدولارات, يساعدها على تحقيق أهدافها التي ترسمها في بداية كل موسم رياضي. "بطولات البزنس " وتصدير النجوم هو الجزء المفقود في أنديتنا الرياضية خصوصا الكبيرة على الصعيد المحلي، رغم إنه يعد من أهم الموارد المالية الكبيرة التي قد تساهم في إنجاح مخططات الأندية نحو تحقيقها للألقاب، ولم نرَ سوى ناد عريق, لكنه توارى منذ سنوات عن المشهد الرئيسي وهو حراء(النادي المكي)، بينما لم يطبق هذا المشروع المميز أي نادٍ سعودي كبير أو طبق جزء بسيط منه في خطوة, تقوده لدعم موارده المالية بطريقة غير مكلفة، وفيما يتعلق باكتشاف مواهب أفريقيا والدول العربية فهذا غائب. (النادي) فتح الملفات المغيب في تحقيق استقصائي سلطت الضوء فيها على (الكنز الضائع) بأمل أن تتحول لفكرة فاعلة على أرض الواقع. حراء لامس الكنز في إطار بحثنا في أنديتنا ككل لم نجد سوى تجربة وحيدة يمكن أن تكون نواة لمشروع كبير قد يدخل الأندية في عالم استثماري كبير، وهو نادي حراء الذي ظل لسنوات يعاني من وجود مقر مناسب له، ومع ذلك نجح في أن يفرخ نجوما كبار مثلوا ويمثلون أكبر الأندية، بل إن المعلومة التي قد يجهلعا البعض أن اللاعب الكبير محمد نور كان قد بدا في هذا النادي أولى خطواته. مؤذن: عوائد بيع النجوم مجزية رئيس نادي حراء حامد مؤذن، تحدث عن تجربة ناديه الفريدة، موضحا: اولا بالنسبة للاستثمار في لاعبين غير سعوديين من ثم بيعهم غير موجود في انظمتنا، حتى بشراء العقود باعتبار ان المحترفين مسموح لعبه في الدرجتين الممتازة والأولى فقط، لكن من حيث الاستثمار في بيع النجوم المحليين، فهذا واقع، نحن نبيع نجومنا في كرة القدم فقط لنصرف على الأجهزة الفنية والألعاب في حراء، لأننا دون بيع عقود لاعبينا لا يمكن أن نصرف على النادي، المسألة مكلفة جداً ومرهقة لأبعد الحدود". وأكمل" الأندية الصغيرة لايمكنها أن تصرف على اجهزتها الفنية وبلاعبيه وألعابها مالم تستثمر في بيع عقود لاعبين تمت تنشأتهم وصقلهم في النادي، ونحن نملك مدارس شبيهة بالاكاديميات لاكتشاف النجوم الواعدين، ونتولى صقلهم ومن ثم نقلهم لأندية كبيرة والاستفادة من العائد المادي". واستطرد" صدرنا مايزيد عن 40 لاعباً خرجوا جميعهم من مدرسة حراء صوب أندية الصفوة وأندية الأضواء، منهم سلمان المؤشر وياسر الفهمي وريان الموسى وأحمد معتوق وهتان معتوق، وهناك عبدالخالق برناوي، وكامل مؤذن، ومحمد علي برناوي، وياسين برناوي، وسامي بشير وسعود المحمودي، وفيصل المالكي، وآخرون. وانصح الأندية باخوض غمار الاستثمار المجدي ماديا". العمري: نصحنا الأندية ولم يستجب أحد لتوضيح الصورة من وجهة نظر مكاتب التعاقدات والخدمات الرياضية، قال رئيس مكتب (كلاسيكو) الناقد غرم العمري:" نعمل باهتمام بالغ على صقل المواهب في الوطن العربي والإفريقي خاصة، لنا مكتب وكالة لاعبين في الجزائر مخصص لصقل المواهب واكتشافهم من أجل تصديرهم للخارج والدوريات العربية، ونجني أرباحا مالية كبيرة من هذا العمل". وزاد العمري" للأسف أن الأندية سبق وأن عرضنا عليها تطبيق الفكرة برعاية المواهب من أفريقيا والأوطان العربية دون تسجيلهم رسمياً بحسب الأنظمة، كونها تحقق أرباحا مالية عالية وتطبيقها في الأندية لا يكلفها الكثير ولكن لاحياة لمن تنادي، بعض الأندية عجزت عن جلب أربعة محترفين فكيف لها أن تصدر النجوم !". بادغيش: مركزين على أبناء الوطن باعتبار أن نادي القادسية له تجربة غير مكتملة في هذا الجانب، تحدث لـ(النادي) نائب رئيس عبدالله بادغيش، مجيباً عن تساؤلنا.. هل بإمكانكم إرسال مندوبين وكشافين لنادي القادسية للبحث عن المواهب في أفريقيا والدول العربية بهدف صقلهم ومن ثم بيعهم والاستفادة منهم ماليا؟ بادغيش بين في إجابته " بصراحة الفكرة رائعة ومفيدة بشكل كبير من ناحية المردود المالي، لكن قبل كل شيء الأنظمة لا تسمح، ونحن في نادي القادسية نهتم بالمواهب من سن البراعم ولدينا مدارس لها ونعطيها اهتماما بالغا، والملاحظ للفرق السنية بالنادي, يجد أنها في الدوري الممتاز وتحقق نتائج إيجابية بسبب التأسيس الجيد للاعبين وتوفر العناصر الموهوبة. وأضاف "يعتبر القادسية من أكثر الأندية تصديرا للنجوم للأندية والمنتخبات الوطنية، والعديد من نجوم الكرة السعودية خرجوا من نادينا دون تحديد اسم محدد كونهم معروفين وبارزين في أنديتهم والمنتخب، وهذا أمر إيجابي يحفزنا لمواصلة العمل بسبب ما يعود لخزينة النادي من أرباح كبيرة بعد انتقالهم". وأكمل" نحن نحتوي المواهب من أبناء الوطن وتحديداً في محافظة الخبر في المنشأة التي وفرتها لنا الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لإحتوائهم بعيداً عن مضيعة الوقت والاتجاه في المنعطفات الخطرة التي قد تضيّع العديد من المواهب الواعدة. وتابع " فكرة تبني مواهب والاستثمار في هذا المجال مطبقة في أندية عالمية، ولوتم تطبيقها هنا بالشكل المناسب ستكون إضافة لموارد الأندية". وادي دجلة نموذج فريد تأسس نادي وادي دجلة عام 2002م فرعا لإحدى شركات مجموعة وادي دجلة للاستثمار، وهو يعد أول ناد خاص متكامل لكرة القدم بمصر، ومن الأهداف الرئيسية التي وضعها مؤسسوه "الوصول إلى إحراز أفضل الألقاب والأرباح خارج وداخل الملعب". ويوفر النادي لأعضائه العديد من الرياضات مثل: كرة القدم والتنس والإسكواش والسباحة. وقد تطور مشروعه, ليصبح ناديا يلعب في الدوري المصري الممتاز. مشروع هذا النادي يعد نواة مميزة في العالم العربي، من حيث انه بدأ كناد خاص تحول إلى رسمي ينافس في أقوى بطولات أ‘رق الدوريات العربية. الترجي التونسي رائد يعد نادي الترجي التونسي( زعيم أندية تونس) من أوائل الأندية العربية دخولا في مجال الاستثمار في المواهب المحلية والخارجية، بل هو الأميز في هذا الاطار، فالنادي يعد محطة عبور لنجوم كبار يتم جلبهم من أفريقيا ويصقلون في منشأة النادي ومن ثم يتم بيع عقدوهم لأندية أوروبية كبيرة بعضها متعاقدة معه بشكل دائم، ومن أشهر لاعبيه جاربا لاوال وكانديا تراوري وغوليوس اغاهو ويحيى بانانا ومايكل انيرامو وكينيث ماليتولي وغيرهم. وللأندية التونسية والمغربية والجزائرية مشاؤريع مشابهة ليست بذات القيمة مشروع الأحمر والأصفر التونسي. تجربة الآرسنال يعتبر نادي الآرسنال الانجليزي، من أشهر الأندية في العالم إهتماماً في تصدير النجوم بعد اكتشافها وصقل مواهبهم الكروية، وحقق النادي اللندني نجاحات باهرة وأرقاما مالية ضخمة في صناعة النجوم، حيث برزت أسماء عدة قدمت للآرسنال من أفريقيا وغيرها من البلدان بالعالم، ويأتي من أبرز الأسماء التي ساهم في صناعتها ومن ثم تصديرها التوغولي إيمانويل أديبايور والإسباني سيسك فابريغاس والمدافع الكاميروني اليكساندر سونج واللاعب الأنيق النيجيري نوانكو كانو، وسجل الفريق اللندني أرقاما خيالية في بيع اللاعبين بعد بيعه أعلى صفقة انتقال بيع لاعب في تاريخ النادي كانت للاعب نيكولاس أنيلكا الذي انتقل إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 23.5 مليون جنيه إسترليني. وأيضا انتقال كل من مارك أوفرمارس وايمانويل بيتيه إلى برشلونة الإسباني مقابل 30 مليون جنيه آنذاك، وبذلك يعتبر (المدفعجية) من أغلى الفرق في أوروبا بسبب اهتمامه ببطولات البزنس. رحلوا لأوروبا مجاناً لم تنجح الأندية السعودية في تصدير النجوم أو على الأقل الاستفادة من الأسماء التي استقطبتها، سوى في حالة نادرة لاتصلح أن تكون ريادة، مثل الغاني أوهين كنيدي، الذي استقطبه النصر بـ50 ألف دولار وباعه بملايين الدولارت، واستثمارات أخرى فشلت فيها أنديتنا، خرجت بقناعة مفادها عدم نجاح النجوم غالية الأثمان، ولعل أبرز الأسماء التي مرت على الدوري السعودي ورحلت منه لأوروبا بالمجان، التونسي أمين الشرميطي المنتقل إلى فريق زيوريخ السويسري، والمغربي نور الدين البخاري, الذي حضر للعميد بمبلغ مالي كبير من نانت الفرنسي ليغادر لفريق سبارتا روترادم الهولندي، وفي النصر قدم المحترف الغيني باسكال فيندونو من الدوري القطري وغادر بعد ذلك اللاعب إلى أوروبا ليحط رحاله في الدوري الفرنسي بنادي موناكو الفرنسي، وتكررت الحالة في العالمي مع لاعب منتخب رومانيا رازفان كوسيتش، الذي طار إلى صفوف كارباتي الأوكراني، وفي الشباب فشل الأرجنتيني مانويل مارتنيز في إقناع صناع القرار ليذهب لفليز سارسفيلد، ولم يستمر المهاجم الأورغوياني خوان مانويل أوليفيرا مع فريق الشباب ليحط رحاله في بينارول الأورغوياني. الهلال رحل منه المهاجم المغربي يوسف العربي إلى غرناطة الإسباني، والأهلي رحل منه مؤخراً المهاجم الكوري سوك هين الى الدوري البرتغالي ليصبح هدافا لفريقه. الحواري أنشط من الأندية الغريب في أمر الاستثمار في المواهب أن فشل الأندية الرسمية، يقف في وجهه نجاح بارز لفرق الحواري التي قامت بالدور الغائب عن الأندية، فاهتمت بتصدير النجوم, بعدما منحتهم إهتماما بالغا وتحديداً في مكة المكرمة وجدة، إذ تتوفر هناك الأكاديميات الكروية التي تصقل المواهب الكروية، وخصوصا " مواليد السعودية " ووجدت الأكاديميات مخارج لها في دول الخليج، بعد أن أغقلت أبواب أنديتنا سابقا في وجههم، فعملت الأكاديميات على إرسالهم للدول المجاورة بعد نجاح أكثر من تجربة، ويأتي في مقدمة الفرق، فريق البعداني وأكاديمية نجم وقائد الاتحاد محمد نور الأكثر شهرة وتصدير اللاعبين المواليد، وخرج العديد من اللاعبين " مواليد السعودية " لم تستفد منهم الكرة السعودية، كونهم لا يحملون الجنسية السعودية بحسب الأنظمة المعمول بها لدينا، حيث برز هداف الجيش القطري عبدالقادر إلياس، وكابتن المنتخب القطري سابقاً عبدالله كوني ولاعب منتخب البحرين والمحترف بصفوف فريق الاتفاق عبدالله عمر وحارس المنتخب القطري محمد صقر، وغيرهم من الأسماء التي سطعت نجوميتها في الدوريات الخليجية، ويأتي من أبرز النجوم التي نشأت في السعودية منذ ولادتها النجم الإماراتي الحالي عمر عبدالرحمن العمودي " عموري " (من أصل يمني)، الذي شهدت بداياته بحواري العاصمة الرياض الرياض و لفتت انتباه العديد من كشافي أندية الوسطى، إلا أن عدم حمله للجنسية السعودية، جعلته يتجه للإمارات ويستقر في فريق العين، لينطلق لعالم النجومية في سماء الكرة الإماراتية، حتى أصبح أبرز نجومها. هذا اللاعب كان عندنا! وعن ذلك تحدث لـ(النادي) اللاعب لؤي جروان(فلسطيني من مواليد السعودية) المعروف بـ(أبوهشهش جدة) كاشفا:" لعبت في حواري جدة طويلا وجاءتني عروض عدة, فاخترت وكيل أعمال معروف، ولكن لم أوفق في اللعب لأي ناد بعد السماح بمشاركة المواليد، فوقعت لنادي شباب الحسين ولعبت له، ومن ثم عدت بعد انتهاء الموسم, بحثاً عن ناد محلي أبقى فيه جنب أسرتي، ومع ذلك لم يتم شيء فوقعت مؤخرا للفيصلي الأردني، مشكلتنا أن أندية الأولى لها نظرة غريبة للمواليد، لكن عندما يتألقون خارجيا يرددون هذا للاعب عرض علينا وكان عندنا، فما فائدة ذلك!".