انخفاض معدلات المواليد وطول متوسط الأعمار هما مؤشران يدلان على أن سكان العالم يشيخون، على الرغم من أن معدلات الشيخوخة تختلف من بلد لآخر. في عام 2010 ، بلغت نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة من مجموع السكان في العالم العربي 7٪، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 19٪ بحلول عام 2050 بالنسبة للمنطقة ككل. التطعيم لمرة واحدة يقول الدكتور شريف فايد، مختص الأمراض الصدرية: الكثير من المراهقين والبالغين لا يحصلون على التطعيمات التي يحتاجونها لمساعدتهم على البقاء في صحة جيدة طوال حياتهم. الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية للأطفال، وكذلك المراهقين والبالغين والعاملين في مجال الصحة في حاجة إلى فهم الأهمية الحيوية للتحصين في كافة مراحل الحياة . ويوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، الأشخاص الذين يعانون من الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ومرض السكري وأمراض القلب باستخدام تطعيمات ضد مرض المكورات الرئوية لمرة واحدة في مرحلة البلوغ قبل الوصول إلى 65 سنة، وبعد ذلك أخذ جرعتين في عمر 65 عاماً أو أكثر. الأفراد الذين يحملون بكتيريا المكورات الرئوية في الممرات الأنفية يعرضون الآخرين لخطر الإصابة بالمرض من خلال الاتصال القريب عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن العطاس، والسعال، أو الزفير الذي يحتوي على بكتيريا المكورات الرئوية، وتأتي غالبية حالات مرض المكورات الرئوية الاجتياحية (IPD) عند البالغين على شكل التهاب رئوي، ويرتبط مرض المكورات الرئوية الاجتياحية مع معدلات وفيات من 15- 25٪ عند كبار السن. لا يزال مرض المكورات السحائية أحد أهم أسباب الأمراض المتوطنة والوبائية في العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تؤثر وبائيات مرض التهاب السحايا في منطقة الشرق الأوسط نظراً لقربها من منطقة حزام التهاب السحايا الإفريقي والذي يمتد من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا في الشرق ، في هذه المنطقة تعتبر معدلات الإصابة بمرض المكورات السحائية أعلى بعدة مرات من تلك الحالات التي ظهرت في البلدان المتقدمة، حيث تتجاوز أحيانا 1000 حالة لكل 100,000 شخص خلال التفشي الاعتيادي لمرض المكورات النيسيرية السحائية المرتبط بالزمرة المصلية A. المكورات السحائية يقول الدكتور عبد الناصر كامل ، استشاري الأمراض الصدرية والطب الباطني: المكورات السحائية شكل جرثومي من التهاب السحايا ، وتعتبر عدوى خطيرة تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي. ويمكن أن تسبب أضراراً بالغة في الدماغ وهي قاتلة بنسبة 50٪ من الحالات إذا لم تعالج. تنتقل البكتيريا من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الناتج عن إفرازات الجهاز التنفسي أو البلعوم من أي حامل لهذه البكتيريا. إن الاتصال القريب وطويل الأمد من شخص مصاب بالزكام، أو الذين يعيشون في المساكن الضيقة (مثل الذين يعيشون في سكن مكتظ ويتشاركون الأكل والشرب أو استخدام الأواني) مع شخص مصاب (ناقل للبكتيريا)، وهذا بدوره يسهل انتشار المرض . أُجريت دراسة تحليلية لمرحلة سابقة في الإمارات لفحص معدلات انتشار الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع والمستشفيات في الفترة من 1997 إلى 2002. وأظهر معيار تشخيص الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع (CAP) بداية أعراض حادة من السعال والحمى و ارتشاح بلوري جديد على صورة الأشعة للصدر، مع أو من دون عزل الجرثوم المسبب للمرض من البلغم أو زراعة الدم، وكان متوسط أعمار المرضى 58 عاما، وكانت الأمراض المزمنة الأكثر شيوعا عند المصابين بالالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع هي مرض السكري (21٪)، الورم الخبيث (20٪)، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (%191). أفضل حماية يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتطعيم ضد مرض المكورات السحائية للبالغين من الفئة العمرية 56 عاما فما فوق ممن لديهم نقص عنصر مكمل، وممن فقدوا كفاءة الطحال الوظيفية أو تمت إزالته جراحيا، وفي حال كان اختصاصي ميكروبيولجيا وهي فئة تتعرض بشكل روتيني لبكتيريا النيسرية السحائية، والمسافرون إلى البلدان التي ينتشر فيها الوباء أو يُخشى من تعرضهم للإصابة بهذا المرض، طلاب السنة الأولى في الجامعة الذين يعيشون في مجمعات والمجندين بالإضافة إلى العاملين في الجوانب العسكرية. المحافظة على الصحة أولوية بالنسبة لنا جميعا ومهمة ، خصوصا بالنسبة لأولئك المصابين بأمراض مزمنة. التطعيم يوفر أفضل حماية ضد الأمراض التي يمكن أن تؤدي ليس فقط لحدوث مشاكل صحية خطيرة، ولكن أيضاً بفقدان العمل، وتكاليف العلاج، وعدم القدرة على رعاية أسرتك. بادر إلى اتخاذ الخطوات التالية لضمان الحصول على أفضل حماية: * تعرف أكثر حول التطعيمات الموصى بها للبالغين اعتماداً على العمر وغيرها من العوامل. * قم بطلب المشورة من اختصاصيي الرعاية الصحية حول التطعيمات المناسبة لك. * يمكن للطبيب الخاص بك أو اختصاصيي الرعاية الصحية الآخرين توفير المشورة حول التطعيمات التي تحتاجها والسبب ، فضلاً عن أي من التطعيمات التي يمكن أن تكون مناسبة لك اعتماداً على عوامل محددة مثل الحساسية لمكونات التطعيم أو الظروف الصحية. * تناول التطعيم * قم بمتابعة التطعيمات الخاصة بك وتأكد من التحديثات الخاصة بها. * تأكد من أن التطعيمات الخاصة بك محدثة لتاريخه ، ولها أقصى قدر من الحماية ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات. * شجع أصدقاءك وأحباءك على تناول التطعيم. * كافة البالغين بحاجة للتطعيم لحمايتهم من الإصابة بالأمراض وانتشار العدوى إليهم. يعتقد البعض أن التطعيم في سن مبكرة سوف يجنبهم الإصابة بالأمراض في مرحلة عمرية لاحقة، إلا أن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً بالضرورة لأن الحماية التي توفرها بعض التطعيمات ضد الفيروسات والبكتريا قد تقل أو تكون مقاومتها للأمراض ضعيفة مع مرور الوقت . وفي مرحلة عمرية متقدمة، قد تكون أيضاً عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها بالتطعيمات بسبب العمر، والعمل، والهوايات، والسفر، أو ظروف صحية.